سيظل يوم الثلاثين من نوفمبر من كل عام يوماً خالداً في ذاكرة الوطن؛ لأنه اليوم الذي تحتفل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادة وشعباً، بشهداء الوطن الأبرار، الذين أعطوا النموذج في الانتماء والولاء والعطاء، وقدموا أرواحهم فداءً لوطننا الغالي، كي يظل العلم الإماراتي خفاقاً في ميادين العزة والشرف والكرامة. وتحتفل الإمارات اليوم بالذكرى الثالثة لـ«يوم الشهيد»، في مشاهد تجسد قوة التلاحم الوطني، تترسخ فيها معاني الوفاء والبذل والعطاء والتضحية والفداء، تعبر عن نفسها في حالة التضامن غير المسبوقة من جانب جميع فئات المجتمع، ومختلف المؤسسات، مع أسر الشهداء وذويهم، وفي العديد من الفعاليات المختلفة الثقافية والفكرية التي تحتفي بشهداء الوطن الأبرار، وتسلط الضوء على سيرتهم العطرة، وتضحياتهم الخالدة التي تجسد المعدن الأصيل لشعب الإمارات الوفي. ففي الوقت الذي تحتفل فيه الإمارات اليوم بالذكرى الثالثة لـ«يوم الشهيد» تخليداً لتضحيات شهداء الوطن الأبرار، وإعلاء لقيم الوفاء والعطاء المتجذرة في المجتمع الإماراتي، فإن وحدتها ومنعتها تزداد رسوخاً، فروح الوحدة والاتحاد التي وضع بذرتها المباركة المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه من مؤسسي دولة الاتحاد، تتعمق اليوم في ظل قيادتنا الرشيدة تحت راية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، التي تحرص على تخليد تضحيات شهداء الوطن الأبرار، باعتبارها رافداً يعزز من أواصر هذه الوحدة، ويرسخ التلاحم الوطني. إن إحياء ذكرى «يوم الشهيد» تأتي قبل يومين من احتفالات دولة الإمارات بيومها الوطني المجيد، وهذان اليومان الخالدان في ذاكرة الوطن يمثلان رمزاً لقيم التضحية والانتماء والوفاء والعطاء، وهي منظومة القيم التي تُميّز المجتمع الإماراتي، وتعزز من وحدته وتماسكه واستقراره الشامل على المستويات كافة. إن إبراز تضحيات شهداء الوطن الأبرار وتخليد أسمائهم في هذا اليوم المجيد، إنما يؤكد حرص القيادة الرشيدة على غرس قيم الوفاء والانتماء، واستلهام بطولات الشهداء الأبرار في تعزيز قوة الإرادة لدى جميع أبناء الوطن لمواصلة مسيرة البناء والتنمية في المجالات كافة، كما يؤكد أيضاً أن دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادة وشعباً، ستظل وفيّة لأبنائها الذين لبوا نداء الوطن، وحملوا رايته خفاقة عالية، مثمنة تضحياتهم الغالية، والتي سطروا من خلالها بدمائهم الزكية أروع وأنصع الصفحات في ذاكرة الوطن الخالدة. إن «يوم الشهيد»، وما يتضمنه من فعاليات مختلفة، يجسد قوة التلاحم الوطني؛ فإحياء ذكرى شهداء الوطن الأبرار وإبراز بطولاتهم، وتضامن جميع فئات المجتمع مع أسرهم وذويهم، وتنافس أبناء الوطن فيما بينهم على نيل شرف الانضمام إلى قواتنا المسلحة، كلها مشاهد تعزز من الوحدة والتلاحم الوطني، وتؤكد أن المقولة المأثورة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، بأن «البيت متوحد»، لم تأتِ من فراغ، وإنما من شواهد وممارسات حية تعبر في جوهرها عن تجذر قيم الوحدة والانتماء والولاء والوفاء لدى أبناء الوطن، كما تؤكد قوة العلاقة التي تجمع بين قيادتنا الرشيدة وشعبنا الوفي. إن تضحيات شهداء الوطن الأبرار، والبطولات المشرفة التي قدمها أبناء قواتنا المسلحة، ولا يزالون، في ميادين الحق والواجب لهي مبعث فخر، ووسام شرف على صدور أبناء الوطن جميعاً؛ لأن هذه التضحيات لا تجسد فقط قصصاً رائعة من البطولات لشهداء الوطن الأبرار، بل ستظل تتناقلها الأجيال، وتستلهم منها معاني الولاء والانتماء والتضحية بكل غالٍ ونفيس، من أجل أن تظل راية وطننا الغالي خفاقة عالية، وإنما أيضاً لأنها تعبر عن مبادئ الإمارات وثوابتها الأصيلة في نصرة الحق والتضامن مع الأشقاء في مواجهة الأزمات، ومساعدتهم على تجاوز الأوضاع الصعبة التي يواجهونها؛ ولذا ستسجَّل هذه التضحيات والبطولات بأحرف من نور في تاريخ وطننا الغالي، والأمتين العربية والإسلامية؛ لأنها تثبت أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستبقى دائماً وفيّة لمبادئها، وملتزمة بمسؤولياتها التاريخية في الوقوف إلى جانب الأشقاء، والمساهمة في تعزيز أسس الأمن والاستقرار في المنطقة. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية