ينطوي مؤتمر مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية السنوي الثامن للتعليم، «التعليم والتربية الأخلاقية: نحو منظومة تعليمية تعزِّز القيم في المجتمع»، والذي بدأت فعالياته أمس الثلاثاء وتستمر حتى اليوم الأربعاء على أهمية بالغة، ليس فقط لأنه تناول المبادرة الكريمة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، لدعم العملية التعليمية بمادة «التربية الأخلاقية» في المناهج والمقررات الدراسية، من منظور شامل يسلط الضوء على جوانبها المختلفة، سواء في بعدها الحضاري أو التاريخي كونها تجسد الموروث القيمي لدولة الإمارات العربية المتحدة الذي يعلي من مكارم الأخلاق، أو في علاقتها بالقوة الناعمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالنظر إلى أن التربية الأخلاقية من شأنها تعزيز منظومة القيم الإيجابية التي تميز دولة الإمارات العربية المتحدة وتعزز من صورتها في الخارج، باعتبارها وطن التسامح والتعايش، وإنما أيضاً لأن هذا المؤتمر أكد أهمية الدور الذي تقوم به التربية الأخلاقية في تحصين النشء والشباب ضد أي أفكار متطرفة وهدامة، وهذا ما عبر عنه بوضوح سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، في كلمته الترحيبية أمام المؤتمر، والتي أشار فيها إلى أن التحديات الجسام المحدقة بالمنطقة والعالم، ولا سيما خطر التطرف والإرهاب العابر للقارات، ومَن يقف وراءه من قوى الظلام، تتطلَّب العمل على إيجاد أنجع السبل للتصدي لهذه التحديات، وقطع الطريق على أصحاب الفكر التضليلي، اللاهثين عبثاً لهدم عقود من البناء والإنجاز، والتربية الأخلاقية في مقدمة هذه الوسائل التي من شأنها تحصين النشء والشباب من أي أفكار متطرفة، بالنظر إلى دورها في تعميق القيم الأخلاقية والإيجابية، وترسيخ الهوية الوطنية، وتعزيز قيم الانتماء والولاء لـ«بيتنا المتوحِّد». لقد أجمع المسؤولون والخبراء والباحثون الذين شاركوا في فعاليات اليوم الأول من هذا المؤتمر المهم على أهمية مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، لدعم العملية التعليمية بمادة «التربية الأخلاقية» في المناهج والمقررات الدراسية، باعتبارها تؤسس لمنظومة تعليمية تعزِّز القيم والأخلاق الإيجابية في المجتمع، وتحقق التوازن بين خصوصية المجتمع الثقافية والحضارية وبين مواكبة متطلبات العصر الحديث، وبما يسهم في تطوير المؤسسات التعليمية لتقوم بدورها على الوجه الأكمل، سواء فيما يتعلق بدعم التغيير الإيجابي في المجتمع، أو في ترسيخ منظومة القيم الوطنية التي تعزز الانتماء للوطن، أو في بناء أجيال المستقبل المتسامحة، والمحصنة فكرياً، والقادرة على خدمة المجتمع في كل المواقع وفي كل المجالات. وقد أكدت معالي جميلة بنت سالم المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، بدولة الإمارات العربية المتحدة، في كلمتها الرئيسية أمام المؤتمر، على أن الهدف من مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، لتدريس مادة التربية الأخلاقية، هو تعزيز إدراكنا وفهمنا لكيفية التعايش مع الآخر وفق منظومة السلام والمحبة والإخاء، فمن دون التربية الأخلاقية لا يمكن لطلابنا أن يلتحقوا بالعالم من حولهم، وأكدت على أهمية دور المعلمين في تدريس مادة التربية الأخلاقية. لقد درج مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية منذ تنظيم مؤتمره السنوي للتعليم في عام 2010 أن يناقش القضايا المختلفة التي من شأنها إثراء منظومة التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، كي تكون في خدمة مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة، حيث قدمت المؤتمرات السابقة حصيلة ثرية من الرؤى والتصورات التي تحيط بجوانب العملية التعليمية كافة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن هذا المنطلق، وإيماناً من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بأهمية متابعة ما تطرحه قيادتنا الرشيدة من رؤى واستراتيجيات، وتناولها بالبحث والتحليل، ورغبة منه في تنفيذ هذه الرؤى والاستراتيجيات، على أرض الواقع، فقد حرص المركز على أن تكون مبادرة تدريس التربية الأخلاقية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، موضوعاً لمؤتمره السنوي الثامن عن التعليم، بهدف طرح رؤية متكاملة بشأنها، بما يساعد على تحقيق الاستفادة المثلى من تطبيقها في مدارس الدولة، لما لها من أهمية كبيرة في تنشئة أجيال تمتلك القيم والأخلاق إلى جانب العلم والمعرفة. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية