في منتصف شهر أكتوبر المنصرم، وخلال كلمة له في جامعة تكساس الأميركية، وصف مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «مايك بومبيو» إيران بأنها «داعش آخر تحت حكم آيات الله وحرسه الثوري الخاص»، وذلك قبل أن يعلن ترامب استراتيجيته الخاصة تجاه إيران، بعد ذلك بنحو أسبوعين فقط، وليس أكثر ارتفع صوت الكولونيل «ريتشارد كيمب» المسؤول البريطاني الرفيع المستوى الذي خدم سابقاً في أجهزة عسكرية وأمنية بالقول: «إن إيران تشكل أكبر تهديد أمام السلام العالمي اليوم. و«كيمب» معروف أنه قضى الأعوام الخمسة الأخيرة في عمله في مقر رئاسة الوزراء البريطانية في «داوننج ستريت» في رئاسة فريق مكافحة الإرهاب العالمي في لجنة الاستخبارات المشتركة، كما كان عضواً في «كوبرا»، وهي لجنة رفيعة المستوى لإدارة الأزمات في الحكومة البريطانية. ولعل السؤال الواجب طرحه. لماذا يتفق مدير المخابرات المركزية الأميركية ورجل بريطانيا الأمني الأشهر في رؤيتهما لإيران هذه الأيام على نحو خاص؟ إيران دولة بوليسية مجرمة يمكن القطع بأن الرجلين يمثلان خلفيات ذات أهمية على صعيد الغرب برمته، ولهذا فإن رؤاهما معاً دليل أكيد على أن هناك حقيقة بعينها قائمة في وسط الزحام العلمي للأحداث، حقيقة كون إيران بلداً مصدراً للإرهاب أمس واليوم والغد. تصريحات «بومبيو» رجل الاستخبارات الأميركية الأول، والذي عرضتها شبكة «إن. بي. سي. نيوز» أشار فيها إلى أن: «إيران دولة بوليسية مجرمة»، وأن وزارة الاستخبارات الإيرانية والحرس الثوري أدوات قمع بيد هذا النظام الثيوقراطي المستبد، وهو يقود إمبراطورية مدمرة تتوسع في نفوذها وقوتها في الشرق الأوسط، وخلال السنوات الأخيرة أصبح «الحرس الثوري» جامحاً ويقوم بتحركات استفزازية كثيرة، ويسعى لتوسيع نفوذه في الشرق الأوسط من خلال ملء الفراغ الموجود. يدعو «بومبيو» المراقبين للمشهد الإيراني لأن ينظروا لأعمال القتل والخراب الناتجة عن تحركات إيران ومجاميعها بالوكالة في سوريا واليمن والعراق. «التهديد واضح إيران تسعى للتحول إلى قوة مهيمنة ومسيطرة على الشرق الأوسط»، ما الذي فات بومبيو ذكره هنا؟ بلا شك لم يتوقف الرجل أمام الشعار الذي حلم به الخميني غداة عودته من منفاه إلى إيران. «أن يرى علم الثورة الإيرانية يرفرف فوق العواصم العربية، من الرياض إلى القاهرة، ومن بغداد إلى بيروت مروراً بدمشق»، إنه الحقد الفارسي القديم تجاه الدولة العربية في الجاهلية والإسلام معاً. لهذا فإن «بومبيو» يدرك أن إيران باتت من أجل تحقيق هدف الخميني أكبر داعم للإرهاب، وأن نظامها نموذج من «داعش» تحت حكم آيات الله وحرسه الخاص. لا يختلف الخبير البريطاني كثيراً عن نظيره الأميركي، بل ربما يرى ما هو أبعد، وعنده أن إيران قد تكون أكبر تهديد للسلام العالمي اليوم ليس في الشرق الأوسط. ولكن في العالم كله. «كيمب» رجل بريطانيا الشهير على المستوى الأمني بدوره يندد بالاتفاق النووي الذي قاده «أوباما» بنوع خاص مع الإيرانيين، ويرى أن المشكلة في هذا الاتفاق أنه يمنح طهران جواز سفر لتصبح قوة نووية، عطفاً على مد طهران بمليارات الدولارات من الأموال المجمدة التي باتت تهدد أمن وسلام العالم والخليج العربي. ماذا عن قصة إيران والصواريخ بنوع خاص؟ صواريخ إيران.. حلم السيطرة الإرهابي في 22 سبتمبر الماضي عرضت إيران أحدث صاروخ باليستي لها الدفاع إطار العرض العسكري السنوي المعروف باسم «أسبوع الدفاع عن القدس»، وهو اسم دعائي سيما أن الداني والقاصي يعلم أن رصاصة إيرانية واحدة طوال أربعة عقود الثورة لم تطلق على إسرائيل من الأرض الإيرانية. يحمل الصاروخ الجديد اسم «خرمشهر» تيمناً بالمدينة الواقعة جنوب غرب إيران، التي لطالما كانت رمزاً للمقاومة الوطنية ضد الغزو الأجنبي، ويصل نطاقه إلى مدى 2000 كيلومتر، ويمكنه حمل رأس حربي يبلغ وزنه 1800 كيلوجرام. الصاروخ الإيراني الجديد لا يهدد فقط دول الجوار في الخليج العربي أو الشرق الأوسط، لكنه يطال العديد من دول أوروبا، وربما كان ذلك السبب الذي دعا إلى تغيير نبرة زعماء أوروبا مثل «فيدريكا موجيريني» منسق سياسات الاتحاد الأوروبي، وكذلك الرئيس الفرنسي ماكرون، وكلاهما تحدث عن ضرورة تحجيم وتلجيم طموحات إيران الصاروخية التي تخل بالأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي، وإلى حد فرض عقوبات جديدة إذا تطلب الأمر. تنظر إيران لصواريخها نظرة لا تداريها أو تواريها «التقية» التقليدية، فبعد الصاروخ الشهير الذي أطلقه «الحوثيون» من اليمن تجاه الرياض ومطار الملك خالد بنوع خاص، قبل أن تتمكن صواريخ الباتريوت من إسقاطه، كانت صحيفة «كيهان» الإيرانية تنشر تقريراً مليئاً بالأحقاد التاريخية والاجتماعية، وكذا بالتهديدات المباشرة لكل من دبي وأبوظبي. هنا لا يهمنا من قربت أو بعيد التصريحات العنترية الجوفاء، لكن الأهم هو كيف تمكن «الحوثيون» من الحصول على أسلحة لم تكن موجودة في اليمن من قبل الانقلاب على السلطة الشرعية، وهل من مصدر آخر غير إيران للحصول عليها؟ مصدر تهديد إقليمي أكد مسؤول أميركي مسؤولية إيران عن تزويد «الحوثيين» بالصواريخ الباليستية، ومشيراً إلى أن إيران جعلت شن هجمات بصواريخ باليستية من اليمن أمراً ممكناً. الحديث هنا كان لـ«جيفري هاريجيان» قائد وحدة جنوب غرب آسيا بالقيادة المركزية للقوات الجوية في تصريحات صحفية له قطع فيها الشك باليقين بقوله: «من الواضح من هجمات الصواريخ الباليستية من اليمن أن إيران تقدم هذه الصواريخ». والثابت أن الأميركيين حينما يتحدثون بهذه اللغة، فإن مرد الأمر ما لديهم من معلومات على الأرض من مصادر استخباراتهم من جهة، وما يتمتعون به في الغلاف الجوي من أقمار اصطناعية تقيس القدرة والمسافة وتتعرف بدقة على نوعية الصواريخ المنطلقة. لماذا حديث الصواريخ الإيرانية مزعج إلى هذا الحد ومهدد عالمي وإقليمي للسلام؟ في تقرير لـ«فرزين نديمي» المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والدفاعية المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج في واشنطن، نقرأ أنه من غير المعروف ما إذا كان الصاروخ الذي اختُبر في لقطات الفيديو الإيرانية التي عرضت مؤخراً عندما تم كشف النقاب عنه، ينقل أي حمولة، ولكن إذا كان فعلاً قادراً على حمل رأس حربي يصل وزنه إلى 1800 كيلوجرام، فسيتيح ذلك لإيران نظرياً تطوير حمولة نووية كبيرة نسبياً تلائم نظام الصواريخ. وعلى الرغم من أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 يحظر على إيران تطوير صواريخ ذات قدرة نووية، يبدو أن صاروخ «خرمشهر» يتطابق مع ذلك الوصف، بالإضافة إلى تطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات. ما الذي ينتظره العالم إذن لتهديد سلمه وأمنه إنْ حازت طهران أسلحة نووية؟ إيران و«القاعدة».. سر مفضوح ضمن مهددات إيران للسلم العالمي في الماضي والحاضر، ما تم الكشف عنه حديثاً، فخلال ندوة الأمن القومي التي أقامتها «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» في واشنطن الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر الفائت تحدث من جديد «مايك بومبيو» مدير الاستخبارات الأميركية عن إيران، غير أنه في هذه المرة كان أكثر تحديداً، إذ تناول علاقة طهران بجماعات الإرهاب العالمي، التي تقض مضاجع الآمنين شرق الكون وغربه، وفي المقدمة منها «القاعدة»، فقال (إن العلاقة بين إيران وتنظيم «القاعدة» سر مفضوح، وهناك العديد من المعلومات التي لم تعلن تؤكد وجود علاقات، وعنده أيضاً أنه في أوقات عديدة عمل الإيرانيون مع تنظيم القاعدة). «بومبيو» يرجع وجود العلاقات والتعاون بين الطرفين إلى أنهما يعتبران الغرب عدواً مشتركاً، ويشير إلى توافق أيديولوجي يتمثل في التعاون بينهما ضد الغرب، ولهذا فإن الطرفين لا يتقاتلان أحدهما ضد الآخر لأنهما يعتبران الغرب التهديد الأكبر لهما. كانت هذه هي المرة الأولى التي يمضي فيها مدير الاستخبارات الأميركية الخارجية في إماطة اللثام عن علاقة إيران بـ«القاعدة»، إذ أكد على أن النظام الإيراني لم يكن يعلم فقط بعمل عناصر «القاعدة» في إيران، بل وقام هذا النظام بتسهيل عبورهم إلى دول الجوار، بل هذه التسهيلات كلها جاءت بسبب التنسيق مع طهران، ونتيجة لاتفاق سري شمل مساعدة نشطة لأعضاء «القاعدة». خلال اللقاء المشار إليه كان «بومبيو» يُحضّر مفاجأة للعالم، إذ أعلن عن أن وكالة الاستخبارات المركزية، ستفرج عن المزيد من الوثائق التي تؤكد وجود العلاقة بين إيران و«القاعدة»، وهو ما جرت به المقادير بالفعل في مفاجأة يقدر لها أن تعيد ترتيب النظر إلى إيران بوصفها شريكاً رئيساً في عالم الإرهاب «القاعدي»، الذي ولد من رحمه الإرهاب «الداعشي» لاحقاً. طهران وبن لادن.. تقارب وتوتر ما تكشف بداية هذا الشهر الحالي يؤكد أن إيران ضالعة في تهديد العالم عبر التعاون مع كبريات المنظمات الإرهابية و«القاعدة» في مقدمتها. جاءت وثائق الاستخبارات الأميركية التي هي عبارة عن مذكرات «بن لادن» التي عثر عليها في «آبوت آباد» في باكستان غداة اغتياله، لتشير إلى زمن فتح ما لدى الأميركي من وثائق أخرى في هذا الشأن بلغت نحو 470 ألفاً تُظهر مدى التقارب والتوتر، وجميعها تشير إلى أن طهران عرضت تدريب وإمداد عناصر «القاعدة» بالسلاح والمال، شرط أن يهاجموا المصالح الأميركية في الخليج العربي. يستلفت النظر في أمر هذه الوثائق الدور الذي لا تزال تحوم من حوله الشبهات، أي دور الرئيس الأميركي باراك أوباما، وعلاقاته سواء مع إيران أو بقية جماعات الإسلام السياسي كافة، وهو ما لفتت إليه صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية التي أشارت إلى أن كبار الخبراء في مؤسسة «الدفاع عن الديمقراطيات» ومراكز أخرى عارضوا على مدى سنوات القرار الحكومي القاضي، بعدم نشر وثائق بن لادن، وأرادوا أن تكون الوثائق كافة متاحة للباحثين الصحافيين وصناع السياسات والرأي العام. يتوقف «كليفورد ماي» مؤسس ورئيس معهد الدفاع عن الديمقراطيات عند (19) صفحة من الوثائق الخاصة بابن لادن في علاقته مع إيران، حيث يكشف أحد كبار مسؤولي «القاعدة» إن إيران زودت «القاعدة» بكل شيء بدءاً من التأشيرات والمال والأسلحة، وحتى التدريب في معسكرات «حزب الله» في لبنان، كما وفرت ملاذاً آمناً لمقاتلي «القاعدة» مقابل ضرب المصالح الأميركية في السعودية والخليج. إرهاب إيران وتهديدها للأمن الإقليمي والعالمي يتبدى من خلال مذكرة منفصلة بوضح فيها بن لادن نفسه أنه بحلول عام 2007 كيف أصبحت إيران «الشريان الرئيس للأموال والأفراد والاتصالات للقاعدة». والخلاصة أن «القاعدة»، التي كانت ولا تزال واحدة من كبريات جماعات الإرهاب حول العالم ارتبطت مع إيران عبر التنافس وليس العداء، فالأعداء لا يتعاونون بالمطلق، لكن المتنافسين قد يختلفون حول الأدوات والآليات، لكن يظل الهدف الرئيس واضحاً ومتفقاً عليه. يتساءل «جو بن كاتيراي» الكاتب الأميركي عبر موقع «إيران فوكس» عن سر تكتم الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما عن محتويات تلك المستندات، ويشير إلى أن هناك شكوكاً عميقة حول دور إيران تحديداً في دعم «القاعدة» لا سيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث أمنت إيران ملاذاً آمناً للعديد من عناصر وزعماء التنظيم، وهنالك العديد من الأسباب التي تدفع إلى الاعتقاد بأنه لم يكن بإمكان التنظيم أن ينجو من الحرب الأميركية بعد تلك الاعتداءات، لو لم يتلقَّ المساعدة من الإيرانيين. هل توقف دور إيران صانعة المشاكل وراعية الإرهاب والاضطراب عند هذا الحد؟ إيران.. أيادٍ إرهابية خفية يمكن الجواب على السؤال المتقدم بالإشارة إلى أن إيران تعتمد دائماً وأبداً آليات خفية غير معلنة للوصول إلى أهدافها حول العالم، ولننظر إلى ما كشفته دراسه أوروبية أجرتها اللجنة الدولية للبحث عن العدالة (آي. إس. جي) والجمعية الأوروبية لحرية العراق «إي آي إف إيه»، ومقرهما بروكسل وجاء فيها أن الدور التخريبي للحرس الثوري الإيراني شمل 14 دولة عربية وإسلامية في منطقة الشرق الأوسط وحدها خلال الثلاثين سنة الماضية. ولعل المتابع للتصريحات الإيرانية الرسمية يوقن بأنها لم تعد تداري أو تواري هذا النهج الشمولي والعدواني معاً، ففي أبريل المنصرم تحدث حيدر مصيلحي وزير الاستخبارات الإيراني السابق في حكومة أحمدي نجاد بالقول إن الثورة الإيرانية لا تعرف الحدود وهي لكل الشيعة، مؤكداً أن جماعة «الحوثيين» في اليمن هي أحد نتاجات الثورة اليمنية، وأن إيران باتت بالفعل تسيطر على أربع عواصم عربية. لم تعد علاقة إيران بـ«الحويثين» خاصة خافية على أحد، ولم يعد تهريب الأسلحة الإيرانية للميليشيات اليمنية المتمردة على الحكومة الشرعية سراً، وما الأسلحة بعيدة المدى التي أخذ «الحوثيون» وأنصار المخلوع صالح مؤخراً في استخدامها إلا دليل على دور إيران الإرهابي في المنطقة، وهو دور اعترف ولا يزال يعترف به قادة إيران. من أمثلة تلك الاعترافات تصريحات الجنرال حسن سلامي نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، الذي أشار فيه، (ولو كانت إشارة من قبيل «التنبؤات» التي تسعى لتحقيق ذاتها بذاتها) إلى أن المسؤولين في إيران لم يكونوا يتوقعون هذا الانتشار السريع للثورة الإسلامية خارج الحدود لتمتد من العراق إلى سوريا ولبنان وفلسطين والبحرين واليمن وأفغانستان. من بغداد إلى بيروت ودمشق ما يتوافر لدينا من قراءات لا سيما تلك الصادرة عن «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» في الشأن الإيراني، تشير إلى أن ما سبق من تصريحات يجد طريقه عبر خطط إيران التوسعية في المنطقة العربية، ولنأخذ ثلاث عواصم تبين فيها الأيادي السوداء لإيران على نحو خاص. وبتاريخ 24 سبتمبر الماضي، يكتب «مايكل نايتس» الكاتب والباحث الأميركي عن طهران التي تسعى إلى إحكام سيطرتها في العراق عام 2018. كيف ذلك؟ بالتأكيد عبر أذرع «الحشد الشعبي» الشيعية، خاصة أعضاء «منظمة بدر»، الأكثر تطرفاً والموالية لإيران الذين لم يتحملوا حتى العمل مع الولايات المتحدة لمنافع تكتيكية، فشكلوا ما يسمى بـ«الجماعات الخاصة» التي هاجمت التحالف الذي تقوده أميركا بشكل مباشر بعد عام 2003. ومعروف أن إيران رصدت لـ«الحشد الشعبي» عام 2017 الحالي نحو 1.96 مليار دولار لم يكن هدفها الرئيس بلا شك محاربة داعش، بل التمكين لها ولأنصارها في العراق العام القادم. أما عن لبنان فيكتب «ديفيد شنيكر» عن شبح إيران في لبنان، وهي قصة طويلة للنفوذ العلني للميليشيا الشيعية المعروفة بـ«حزب الله»، والتي تستخدمها إيران كمخلب قط لها في جنوب لبنان وفى مواجهة إسرائيل تحديداً، ومن جرائها يدفع لبنان أثماناً وأكلافاً لا قبل له بها ولا علاقة تربطه إياها. آخر مشاهد النفوذ الإيراني وراء تعكير صفو المنطقة ودفعها في سياقات حرب إقليمية كبرى، كان الحديث عن القاعدة العسكرية التي تبنيها طهران جنوبي العاصمة السورية دمشق. البعض يركز على التفكير في رد الفعل الإسرائيلي بنوع خاص، وكيف أنه كفيل بدفعها دفعاً إلى خوض معركة بتحدث الجميع عنها. «القاعدة» التي نحن بصدد الحديث عنها أشارت إليها هيئة الإذاعة البريطانية مؤخراً، ونشر موقع «بي. بي. سي» صوراً عبر الأقمار الاصطناعية، قالت إنها تبين فترة ما بين يناير وحتى أكتوبر الجاري في موقع تابع للجيش السوري خارج منطقة الكسوة (14 كم جنوبي دمشق) وعلى بعد حوال 50 كم من مرتفعات الجولان، وبحسب التقرير فإن ثلاث صور التقطها قمر اصطناعي تظهر سلسلة أبنية عريضة بارتفاع قليل، كأنها مخصصة للعربات ولسكن الجنود، وبمقارنتها مع ثانية تم التقاطها في مايو الماضي، تبين أن مباني ومنشآت جديدة ظهرت في الموقع.