عندما اكتشف «كولومبوس» أميركا، كان الرحالة مخلصين للأميركيين الأصليين. وفي مدرسة ثانوية في واشنطن، مقاطعة كولومبيا، حيث يدرس بالصف الـ11، أفسحت مثل هذه «الحقائق» المجال أمام واقع جديد. فالطلاب يرون التاريخ من وجهة نظر الجماعات التي تترك في أغلب الأحيان خارج السرد الأميركي التقليدي - مثل الأميركيين الأفارقة والأميركيين من أصل إسباني والآسيويين والنساء، وغيرهم. وبالإضافة إلى الكتب المدرسية، يستخدم المعلمون موارد مقدمة من قبل مشروع زين التعليمي التقدمي، الذي يحمل اسم المؤرخ الرائد «هوارد زين»، مؤلف كتاب «تاريخ شعب من الولايات المتحدة». ومن الممكن أن يكون التأثير على الطلاب عميقاً. يتذكر توري «عندما كنت في مرحلة النمو، رأيت فيلم [ديزني] عن بوكاهونتاس، وهي امرأة أميركية أصلية من الهنود الحمر، وفكرت وتساءلت: هل هذا هو ما حدث؟ «لقد تم تصوير المستكشف البريطاني جون سميث كرجل طيب، وعاش الجميع بسعادة بعد ذلك. ثم بدأت أقرأ عما حدث فعلا للأميركيين الأصليين، وأصبت بصدمة. فقد جعلتني الروايات عن الإبادة الجماعية والمذابح أشعر بالحزن، وبدأت أفكر فيما يمكن القيام به لتعويض كل تلك المعاناة». وذكرت لي زميلة في الفصل «كيارا اكاد» أنها جاءت إلى الولايات المتحدة من الفلبين وهي تعتقد أن كولومبوس اكتشف أرضاً غير مأهولة. وقالت «شعرت بالغضب لأن معظم المدارس تقبل ما يقوله الكتاب المدرسي ولا تعطي الطلاب القصة كاملة. كنت أتمنى لو كانت المدارس أكثر انفتاحاً حول التاريخ الأميركي». ويتفق «بيل بيجيلو»، مدير مشروع «زين» مع ذلك. ويقول «علينا أن نستفسر عن القصص القديمة التي كانت تدرس لنا - فهذه القصص تحكي عن من نحن كشعب». وأضاف «سيقول الأطفال: إذا كانوا قد كذبوا علينا بشأن كولومبوس، ماذا عن قصص النساء وتاريخ السود؟. وقد يسخر بعض الطلاب ويستنتجون أنهم جميعاً مجموعة من الكاذبين». واستطرد «ولكن هناك آخرين يصبحون أكثر تفاؤلاً. فهم يركزون ليس فقط على المضطهِدين، ولكن أيضاً على من قاوموا القمع والحركات الاجتماعية التي سعت إلى جعل هذا عالما أفضل. ويبدأون في إدراك أن كل شيء لطيف في مجتمعنا هو لأن الناس نظموا وحاربوا من أجله». وهناك أكثر من 75 ألف معلم يستخدمون موارد من مشروع زين التعليمي، الذي أطلق عام 2008. كورتلاند ميلوي* ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ *كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»