إن منح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «وسام أم الإمارات»، من قِبل برنامج «سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للتميز والإبداع المجتمعي»، والذي تسلّمه من أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، هو تكريم مستحق بكل معنى الكلمة، فنحن هنا أمام قائد استثنائي ليس فقط في صفاته وأسلوب إدارته القائم على الابتكار، وإنما أيضاً في عطائه المتواصل وإنجازاته المتنوعة، والتي طالت مختلف المجالات والقطاعات في الدولة. ولاشك في أن تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والذي يدل على مدى التقدير الذي تحظى به شخصية سموه المميزة وقيادته المبتكرة وعطاؤه الإنساني في الداخل والخارج، حيث يأتي هذا التكريم تقديراً لجهود سموه الإنسانية الكبيرة التي طالت العديد من مناطق العالم، ولاسيما الدول الفقيرة والنامية، والتي تهدف كما هو الأمر بالنسبة إلى كل المبادرات التي تقدمها قيادتنا الرشيدة مباشرة أو عبر مؤسسات الدولة المختلفة الحكومية والخاصة، إلى خدمة الإنسان، وتوفير مقومات الحياة الكريمة له، خاصة في المجتمعات الأقل حظاً في العالم. ويكتسب هذا التكريم أهمية خاصة ليس فقط لأنه يتزامن مع احتفالات الدولة بمناسبتين عزيزتين علينا جميعاً، وإنما أيضاً لأنه يرتبط بإنجازات بارزة لأحد قادة ورموز هذا الوطن المعطاء، فما حققته قيادتنا الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، هو في الحقيقة غير مسبوق على مستوى المنطقة والعالم. وها هي دولة الإمارات العربية المتحدة وهي تكرم أحد قادتها الأفذاذ بينما تتأهب للاحتفال بيوم الشهيد في الثلاثين من نوفمبر الجاري، واليوم الوطني السادس والأربعين في الثاني من ديسمبر المقبل، هاهي تتصدر الكثير من المؤشرات الإقليمية والدولية، بل وأصبحت رائدة في العديد من المجالات، ويشار إليها بالبنان، كلما كان هناك حديث عن سرعة الإنجاز ونوعيته، وهذا مصدر فخر كل إماراتي بل وكل عربي ومسلم، لأن ما تحققه دولة الإمارات العربية المتحدة من تطور وازدهار انعكس وما زال ينعكس على الدول والمجتمعات العربية والإسلامية، بل الكثير من المجتمعات الأخرى المحتاجة للمساعدات سواء التنموية منها أو الإنسانية حول العالم. وقد عبر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وهو يسلم تكريم أم الإمارات، عن فخر الإمارات بشخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كقائد استثنائي يثري مسيرة العطاء الإنساني، ويلهم العالم بدوافع الخير وحب العطاء لخدمة البشرية كافة، وهذا نابع من رؤية إماراتية خالصة تقوم على حب الخير للآخرين والمبادرة في تقديم المساعدة ما أمكن ذلك، ومن دون أي تردد بالسرعة الممكنة لكل من يحتاج إليها من دون تمييز على أساس الجنسية أو الدين أو العرق أو اللون. فقيادتنا الرشيدة تستمد عطاءها اللامحدود من عطاء آبائها وأجدادها، ولهذا فإن اختيار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لهذا التكريم ما هو إلا إعلان عن ديمومة العطاء المتفرد داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها باعتباره نهجاً راسخاً، ومبدأ مؤسسياً وسياسة ثابتة لدى قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، كما أنه تعبير عن ثقافة العطاء والقيم الأصيلة التي أسس لها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. إن العطاء وبذل المساعدة الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة على درجة كبيرة من الأهمية خاصة في ظل هذه الظروف التي تعاني فيها العديد من المجتمعات من الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية والمجاعات، وهدفه الأساسي هو تحقيق السعادة للجميع داخل الدولة وخارجها، وفي نفس الوقت تحقيق مرضاة الله سبحانه وتعالى، وقد قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهو يتسلم هذا التكريم المستحق، ثلاثة عناوين لرؤيته في العطاء وهي في الحقيقة رؤية الإمارات ككل: «راحة شعبي، وسعادة مجتمعي، ورضا ربي»، وهذا في الحقيقة تجسيد لمعنى القيادة الحقيقية التي تحكمها القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية، وليس الاعتبارات الشخصية أو المصالح الضيقة أو الوقتية. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية