البحث عن حل للأزمة السورية.. وتكثيف الضغط على كوريا الشمالية «حرييت دايلي نيوز» المحلل السياسي التركي مراد يتكن كتب، ضمن عموده بعدد أمس من صحيفة «حرييت دايلي نيوز» التركية، عن التحركات الدبلوماسية الروسية المكثفة خلال الآونة الأخيرة في محاولة للدفع في اتجاه إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، كما يقول. وفي هذا الإطار، أشار يتكن إلى تصريح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء قال فيه إن الفصل العسكري من الحرب الأهلية السورية، المتواصلة منذ 2011، قد بلغ نهايته، موضحاً أن الزعيم الروسي كان يتحدث في منتجع سوتشي الروسي المطل على البحر الأسود قبل اجتماع ثلاثي مع الرئيس التركي طيب أردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني. ويرى يتكن أن كلمات بوتين لا تعني بالضرورة أن الاشتباكات بين الأطراف المتحاربة في سوريا ستنتهي بين عشية وضحاها، وإنما تشير إلى أن الأطراف المعنية تعهدت بالتركيز على عملية جنيف التي تقودها الأمم المتحدة من أجل بلورة عملية سياسية لتشكيل سوريا جديدة. وهذه القمة الثلاثية، يقول الكاتب، جرى التحضير لها في اجتماع بسوتشي يوم الثلاثاء جمع قادة أركان الجيوش الروسي والتركي والإيراني من أجل مناقشة التفاصيل العسكرية لاتفاق ممكن بين بوتين وأردوغان وروحاني يوم الأربعاء. وعقب هذا الاجتماع، دشن بوتين «دبلوماسية هاتفية» أجرى خلالها مكالمات مع عدد من زعماء الدول المهمة في المنطقة. ثم جاءت القمة الثلاثية. ولفت يتكن إلى أن الاتصالات المشار إليها هي فقط التحركات الدبلوماسية المعلَنة التي تحدثت عنها التقارير الإخبارية، ولا تشمل الدبلوماسية الموازية والاتصالات بين الأجهزة السرية وجهوداً أخرى غير علنية، مضيفاً أن التحركات التي سبقت قمة سوتشي تستحق أن تدرج ضمن الدروس التي تعلّم للطلبة في أقسام العلاقات الدولية بالجامعات مستقبلًا. وسواء شئنا أم أبينا، يقول الكاتب، فإن روسيا غيّرت معطيات اللعبة بعد أن دخلت سوريا عسكرياً في 2015. وخلال العامين الماضيين، أصبحت «صانعَ الألعاب الأساسي الذي يستطيع التحدث مع كل اللاعبين في المنطقة بشكل مباشر وسهل». ثم ختم الكاتب عموده بالقول إن رئيس الوزراء ووزير الخارجية التركي السابق أحمد داوود أوغلو كان يحب أن يقول إن تركيا أصبحت هي صانع الألعاب في الشرق الأوسط بفضل سياسة «صفر مشاكل مع الجيران» التي تتبعها. أما اليوم، فلدى تركيا الكثير من المشاكل مع جيرانها وحلفائها، ولكن «بفضل الدبلوماسية التي تقودها روسيا، أصبحت على الأقل أحد اللاعبين في جهود الحل الدولية من جديد». «سيدني مورنينغ هيرالد» الحشود المبتهجة التي خرجت إلى شوارع العاصمة الزيمبابوية في الأيام الأخيرة ربما كانت على حق في الاعتقاد بأن روبرت موغابي في طريقه إلى التنحي عن السلطة، ولكن احتفالاتها كانت سابقة للأوان وغير مقنعة، لكونها كانت بتشجيع من الجيش على ما يبدو... ولكن حتى بعد تنحي زعيمها السابق البالغ 93 عاماً عن السلطة أخيراً، فهل لدى البلاد ظروف تدعو للاحتفال؟ بهذا استهلت صحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد» الأسترالية افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء، التي خصّصتها للتعليق على حالة الاضطراب السياسي التي عاشتها زيمبابوي خلال الأيام الأخيرة عقب عزل الجيش للرئيس روبرت موغابي والضغوط التي فرضت على هذا الأخير من أجل إعلان تنحيه. الصحيفة قالت إن موغابي، الذي مكث في السلطة قرابة أربعة عقود، أبدى مقاومة شديدة لهذه الضغوط في البداية، إذ رغم ما قيل من أن الجيش نحّاه، وتهديد حزبه له بالعزل إنْ لم يعلن استقالته في خطاب وطني، فإن «المستبد القديم» استمر في المناورة وحاول خداع خصومه، قبل أن يضطر للاستسلام في الأخير ويقدم استقالته في رسالة إلى البرلمان. ولكن الصحيفة تشدد على أن الوضع في ذلك البلد صعب على مختلف الصعد. فسياسياً، يحتدم الصراع على زعامة زيمبابوي بين فصيلين داخل حزب موغابي «زانو بي إف»: فصيل في داخل الجيش والمحاربين القدامى ويدعم نائبَ الرئيس السابق ورئيس الأمن «إمرسون منانجاجوا»، وفصيلٌ آخر يدعم زوجة موغابي المفتقرة للشعبية «غريس»، التي أنشأت قاعدة لها داخل الجناح النسوي للحزب وشبيبة الحزب. ولكن المنسي وسط هذا الصراع على السلطة، كما تقول الصحيفة، هو حال زيمبابوي نفسها، ذلك أن جهود موغابي منذ 1997 لإعادة توزيع الأراضي التي صودرت من المزارعين البيض على المحاربين القدامى دمّرت معظمَ الإنتاج الزرعي للبلاد. ومنذ ذلك التاريخ واقتصاد زيمبابوي يعاني. كما دمّر التضخمُ المفرط أيضاً قيمةَ العملة المحلية. وعلاوة على ذلك، فإن البطالة مرتفعة والفقر مستشر، ما دفع أعداداً كبيرة من الزيمبابويين إلى الهجرة. «تشاينا دايلي» صحيفة «تشاينا دايلي» الصينية شدّدت ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس على ضرورة التعاون والتنسيق بين الولايات المتحدة والصين من أجل حمل كوريا الشمالية على الجلوس إلى طاولة المفاوضات والتخلي عن برنامجها النووي والصاروخي. وقالت الصحيفة في هذا الإطار إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات جديدة على كوريا الشمالية وثلاث شركات صينية مدرجة ضمن القائمة السوداء، باعتبارها جزءاً مما سماه وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين «حملة الضغط الأقصى» الأميركية من أجل عزل بيونج يانج. وتقول الصحيفة إن الصين تعلق في هذه الحملة، مشيرة إلى أن هذه هي المرة الثالثة التي تقع فيها شركات وأفراد صينيون ضحية للعقوبات الأميركية ضد كوريا الشمالية. الصحيفة نقلت عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نوارت قولها إنها لا تعتقد أن استهداف مزيد من الشركات الصينية سيؤثر على تعاون بكين بشأن موضوع كوريا الشمالية قائلة: «لدينا علاقات جيدة مع الصين. وهذا لن يتغير». غير أن الصحيفة أكدت على أن الصين تهدف إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي بشكل صارم، وأنه ينبغي على الولايات المتحدة أيضاً أن تتقاسم أي معلومات استخباراتية قد تمتلكها عن أفراد أو شركات صينية تنتهكها حتى تستطيع الصين التحقيق بنفسها في أي خرق مفترض لالتزاماتها الدولية. كما شددت أيضاً على أن الحوار هو الطريق المناسب لضمان علاقة جيدة، مضيفة أن واشنطن وبيونج يانج، وكما أكدت بكين مراراً وتكراراً، في حاجة لبدء حوار إذا كان يراد لاستقرار دائم أن يحل. وقالت الصحيفة في ختام افتتاحيتها، إن واشنطن قد تشعر بالحاجة لزيادة ضغوطها على بيونج يانج بشكل مستمر، نظراً للتجارب النووية والصاروخية المتكررة التي تجريها هذه الأخيرة، لأسباب ليس أقلها أن تُظهر للجمهور الأميركي أنها تفعل شيئاً ما، وخاصة أن العقوبات المفروضة من الأمم المتحدة ستستغرق وقتاً قبل أن تحدث مفعولها المرجو. ولكن بالتوازي مع مضاعفة تهديداتها العسكرية أولاً، وعقوباتها الآن، «ينبغي على واشنطن أن تضع في ذهنها أن هدفها ينبغي أن يكون دفع بيونج يانج إلى الحوار» في النهاية. إعداد: محمد وقيف