قبل أكثر قليلاً من عام مضى، كان الكوبيون يحتفلون مبتهجين بتطبيع العلاقات بين بلادهم والولايات المتحدة بعد عقود من فرض حواجز على حركة السفر والتجارة. ولكن في رحلتي الأخيرة إلى هافانا، وجدت الكوبيين منزعجين من نقض الرئيس دونالد ترامب للانفراجة التي بدأها سلفه، باراك أوباما. وكان ترامب أثناء حملته الانتخابية قد ناشد كبار السن من الأميركيين الكوبيين لاتخاذ موقف صارم ضد نظام كاسترو. وقد ساعدوه في الفوز في ولاية فلوريدا في انتخابات 2016. ولكن في شهر أغسطس، ظهرت تقارير تفيد بأن دبلوماسيين أميركيين وكنديين في هافانا يعانون من أمراض غامضة أدت إلى مشاكل في السمع والإدراك. هذه الأمراض، التي نجمت عن سماع دوي صادر عن «سلاح صوتي»، يبدو أنها أعطت ترامب الذريعة لتنفيذ الوعد الذي قطعه في حملته بأن يتخذ موقفا أكثر صرامة بشأن كوبا. وتعد هذه النتيجة عودة إلى عقلية الحرب الباردة ومجموعة من السياسات التي لن تفعل شيئاً يذكر لتحسين حقوق الإنسان في كوبا أو التعجيل بإنهاء نظام كاسترو. فالحصار الذي فرضته الولايات المتحدة لأكثر من 55 عاماً لم يؤد سوى إلى تعزيز الحكم الاستبدادي الكوبي من خلال تقييد حصول الناس على فرص لتحسين حياتهم. ومع العودة إلى سياسات حقبة الحرب الباردة، فإن الشعب الكوبي - وليس حكومته - هو الذي سيعاني. وقد عاد نحو 20 دبلوماسياً أميركياً إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج من أعراض مثل الشعور بالدوران والغثيان، بيد أن السبب لا يزال غامضاً. وذكر ترامب، مع عدم تقديم أي دليل، أنه يعتقد أن الحكومة الكوبية هي المسؤولة. لكن الخبراء يقولون إنه من غير المرجح أن يتسبب جهاز صوتي في الأعراض التي يعاني منها الدبلوماسيون. ومن جانبها، نفت الحكومة الكوبية تورطها في الهجوم. وكان ترامب قد وعد في خطاب ألقاه في ميامي في شهر يونيو بأن تقيد إدارته السفر إلى كوبا وتمنع إبرام الصفقات المالية مع الشركات التي تمتلكها أو تديرها أجهزة الأمن الكوبية والجيش. وفي ذلك الوقت، لم يعد لدى منتقدي ترامب أملاً في استمرار العلاقات الدبلوماسية التي طورها أوباما إلى مستوى السفارات. فيكي هودلستون* *الرئيسة السابقة لقسم المصالح الأميركية بسفارة سويسرا في هافانا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»