إن الدفاع الصاروخي لن يحمي الولايات المتحدة من الصواريخ الكورية الشمالية. أعلم أن الكثير من الناس يعتقدون أن العكس صحيح. حتى الرئيس دونالد ترامب أكد أن لدينا فرصة بنسبة 97% لإسقاط صواريخ كوريا الشمالية الباليستية العابرة للقارات. لكن هذا غير صحيح. وسيكون من المنطقي بالنسبة لكم أن تفكروا وتتساءلوا: كم أنفقنا من مليارات الدولارات طوال 30 عاماً ولا زلنا غير قادرين على إسقاط اثنين من صواريخ كوريا الشمالية! هذا صحيح بسبب عدد من الأسباب. أولاً، إن دفاعاتنا الصاروخية لا تعمل بشكل جيد وليس لدينا الكثير منها. هذا يشبه مزحة قديمة عن الأزواج: الزوجة تشكو: «الطعام في هذا المطعم فظيع!»، فيرد الزوج: «نعم، والكميات صغيرة، أيضاً». والتخطيط العسكري الأميركي يمكنه إطلاق أربع طائرات اعتراضية في ألاسكا أو كاليفورنيا تجاه كل صاروخ باليستي عابر للقارات تطلقه كوريا الشمالية. هذا يعني أننا نطلق أربعة صواريخ اعتراضية تجاه كل صاروخ باليستي قادم، لأن كل طائرة اعتراضية لديها فرصة 25% لإصابة هدفها. وهذا يفترض أن كل شيء يمضي على نحو صحيح. ورغم ذلك فإن القليل هو الذي يمضي على نحو صحيح بالنسبة لطائراتنا الاعتراضية ولم تتمكن أي منها من إسقاط صاروخ باليستي عابر للقارات في اختبار واقعي وفي الوقت الحقيقي ومن دون إشعار. والواقع أن السبب الذي جعل الولايات المتحدة تشتري عدداً قليلاً جداً من الطائرات الاعتراضية خلال سنوات حكم أوباما هو أن تلك الطائرات لم تعمل كلها بشكل جيد. وهناك حاجة إلى الوقت والمال لإصلاح مشاكل نظامية كبيرة. والآن، إذا كنت واحداً من هؤلاء الذين ينظرون إلى نصف الكوب المملوء، فإن إطلاق أربع صواريخ اعتراضية سيمنحك فرصة كبيرة لإسقاط صاروخ واحد. لكن، إذا كنت تحب بعض الواقعية في خطتك لتمنع قيام حرب هرمجدون نووية، إذن دعنا نقول إن فرص إسقاط صاروخ واحد تزيد على 25%، لكنها في مكان ما أقل من نسبة 97% التي ذكرها الرئيس. وهؤلاء الذين يجادلون ضد الدبلوماسية، لاسيما الذين يؤيدون القيام بهجوم عسكري وقائي، هم متفائلون جداً بشأن قدراتنا الدفاعية. وهم يتوقعون أنه إذا ما حدث شيء خطأ وقامت كوريا الشمالية بإطلاق صواريخ ضدنا، فإن دفاعاتنا ستنقذنا! هنا تكمن المشكلة الحقيقية، إذ ستكون لدينا 44 طائرة اعتراضية في ألاسكا وكاليفورنيا بمجرد الانتهاء من تجميع الأوامر الحالية. إذن دعونا نفترض أننا حصلنا على هذه الطائرات الاعتراضية الـ44 وأنها كلها تعمل وفقاً للتصميم. فإذا أطلقنا أربع طائرات على كل صاروخ باليستي عابر للقارات تطلقه كوريا الشمالية، سيكون كل ما يتعين على بيونج يانج القيام به لضمان هجوم ناجح هو إطلاق 12 صاروخاً تجاهنا. ومنذ زمن القوس والسهم، يعلم المخططون العسكريون أنه مع وجود الوقت والطاقة، يمكن للهجوم أن يتفوق دائماً على الدفاع. وطائراتنا الاعتراضية هي أكثر تكلفة من صواريخ كوريا الشمالية، حيث تتراوح تكلفة كل منها بين 70 و100 مليون دولار. إذن، ما لم نخطط لشراء المزيد من الطائرات الاعتراضية التي تعمل بشكل جيد تماماً، فسنكون بحاجة إلى قبول أن النظام الدفاعي في الولايات المتحدة لن يحمينا إذا ما قررت كوريا الشمالية الانتحار وإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات ذي رأس نووي تجاه الولايات المتحدة. جون وولفستال* ــ ـ ــ ـ ـ *محلل سياسي أميركي ---------------------- ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»