مع وجود قدر كبير من الخلل العام ومزاعم محددة بانتشار الاعتداء والتحرش الجنسي في واشنطن، حري بنا أن نتذكر أن هناك أمثلة جيدة من الرزانة والقيادة يمكن أن نشير إليها. ولا يحتاج الجمهوريون إلى النظر لأبعد من نائب الرئيس مايك بينس. وكما هو الحال مع جميع نواب الرؤساء، فإن الكثير من مساهمات بينس لا يتم ذكرها. فهو محترم ورائع في الوقت الذي تتسقط فيه وسائل الإعلام أخبار بعض من هو شهواني ومثير للجدل. وقد انصب قدر كبير من اهتمام وسائل الإعلام مؤخراً على ما أثير عن المرشح الجمهوري لعضوية مجلس الشيوخ «روي مور»، والآن السيناتور «آل فرانكين» (ديمقراطي- مينيسوتا)، وربما الكشف أيضاً أن أموال دافعي الضرائب الأميركيين تستخدم لتسوية مزاعم بالتحرش الجنسي في مجلس النواب! وللتوضيح: فإن كلمة «حكمة» لا تظهر كثيراً هذه الأيام عند الحديث عن الوضع السياسي الأميركي. ونظرة إلى عمل وأسلوب نائب الرئيس، على رغم ذلك، توفر الاطمئنان والراحة اللذين تشتد الحاجة إليهما الآن. وعلى رغم كل هذه الضوضاء، فقد التزم بينس بنجاح بإيصال رسالة مؤداها أن الجمهوريين ما زالوا يركزون على القضايا التي تهم. وعلى وجه التحديد، فإن قضايا الإصلاح الضريبي -الذي أقره مجلس النواب يوم الخميس- والرعاية الصحية والبنية التحتية، التي ما فتى يذكرنا بها ما زالت تتصدر الاهتمام العام. وفي الآونة الأخيرة، وفي المؤتمر السنوي لرابطة المحافظين الجمهوريين، أعطى عرض بينس المطمئن للحضور الأمل في أن واشنطن ما زالت تمسك زمام المبادرة، وأن مشكلاتها بعيدة عن الخروج عن السيطرة. وفي تكساس، كان بينس قادراً على الحديث بإسهاب، وبثقة، عن كل شيء بدءاً من إغاثة ضحايا الأعاصير التي ضربت بورتريكو والبر الرئيسي الأميركي، إلى المناقشة التفصيلية للسياسة الضريبية، وزيارة الرئيس ترامب إلى آسيا. وهناك اعتقاد بأن بينس عامل تهدئة في البيت الأبيض، حيث إنه يؤدي دوره بثقة. كما أن موظفيه أيضاً يفهمون عملهم، ويكتسبون سمعة جيدة باعتبارهم من ذوي الخبرة والحنكة. والآن، بفضل كبير موظفي البيت الأبيض «جون كيلي»، لم يعودوا منفصلين عن المشهد كما كانوا من قبل. وصدقوا أو لا تصدقوا، فإن صفوف العقلاء والمتزنين تزداد داخل البيت الأبيض. وفي الواقع، فإن شعوراً أكبر بالتنظيم والانضباط يؤثر على إدارة ترامب برمتها، وقدر كبير من هذا ينبع من مكتب نائب الرئيس. ولكن لا يزال من غير المرجح أن نشهد تحولاً كاملاً، غير أن الأمور في إدارة ترامب آخذة في التحسن. وفي حين أن أمثال «كيلي»، ووزير الدفاع «جيم ماتيس» ومستشار الأمن القومي «إتش أر ماكماستر»، وعدداً قليلاً غيرهم يعملون كحواجز للحماية تحافظ على الإدارة من الغرق، نجد أن بينس قادر على القيام ببعض الهجوم نيابة عن البيت الأبيض. والجميع يعرفون أن لديه السلطة، ولكنهم لا يلقون عليه باللوم في وجود حالة من الارتباك. ومن ناحية أخرى، فهو أيضاً موضع ترحيب في كابيتول هيل (مقر الكونجرس) باعتباره شخصاً يعرف ويفهم التفاصيل. والحكام ينظرون إليه باعتباره عضواً يتمتع بوضع جيد داخل ناديهم غير الرسمي، فضلاً على أن الجمهوريين في كل مكان يفتخرون به أيضاً. وذات الأشياء التي تجنح عادة وسائل الإعلام لهدم التركيز عليها هي الأشياء نفسها التي تجعل بينس أكثر قوة خلال هذه الأوقات الصاخبة. إنه لأمر جيد أن يكون لدينا مسؤول مثل مايك بينس. إد روجرز مستشار سياسي للبيت الأبيض في عهد ريجان وبوش ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»