خطورة «الكتيبة 313».. وتداعيات استخدام «الدرون» الإسرائيلي في أذربيجان «يديعوت أحرونوت» في مقاله المنشور بـ«يديعوت أحرونوت» يوم الثلاثاء الماضي، وتحت عنوان «القوات المسلحة الإيرانية تتحرك بالقرب من إسرائيل»، استنتج «د.يارون فريدمان» المتخصص في الشؤون العربية، أن إيران، وعلى بعد 30 كيلو متراً من الحدود الإسرائيلية- السورية، تقوم بتجنيد شباب من الشيعة لتدشين (الكتيبة 313) التي تتلقى معدات عسكرية ودورات تدريبية ورواتب من الحرس الثوري الإيراني، وتتلقى أيضاً المساعدة من «حزب الله». وحسب الكاتب، ثمة سجال يتفاعل في وسائل الإعلام منذ شهور حول التهديد المحتمل الذي تشكله إيران على إسرائيل من خلال تدشين قواعد عسكرية دائمة تابعة لطهران داخل الأراضي السورية. فهناك تقارير صحفية تتحدث عن بناء إيران لقاعدة عسكرية قريبة جداً من دمشق، وتبعد عن مرتفعات الجولان بخمسين كيلو متراً فقط. إيران تُجند شباباً سوريين من أجل تدشين كتيبة قرب الحدود الإسرائيلية، وحسب المعارضة السورية المنتشرة في جنوب سوريا، فإن الحرس الثوري الإيراني قام بتدشين مقرات عسكرية بقرية عيزرا الواقعة في محافظة درعا السورية المجاورة لنقطة الحدود الأردنية- السورية- الإسرائيلية، وذلك لتجنيد عناصر لهذه الكتيبة من الشيعة ومن أقليات سورية أخرى موالية لإيران. لكن لماذا سميت الكتبة بهذا الرقم (313)؟ الكاتب يجيب بأنه رقم سحري بالنسبة لشيعة لبنان، فهو عدد المقاتلين الذين سيصلون مع المهدي المنتظر وفق معتقدات الشيعة، ومؤسسو الكتبة أطلقوا على عناصرها اسم «أنصار المهدي». ويرى الكاتب أن شعور الميليشيات الشيعية بالانتصار في الحرب على «داعش» داخل سوريا والعراق جعلهم يتوقعون ظهور المهدي في الدوائر الشيعية، والآن تستغل إيران هذه اللحظة في سوريا والعراق من أجل معركة ضد ما تسميه بـ«العدو الصهيوني». ويرى فريدمان أن معظم المعلومات الواردة عن الكتيبة 313 مصدرها حسابات «تويتر» و«فيسبوك» لأشخاص مقيمين بمحافظة درعا ويشعرون بالخوف على مصير الغالبية السُنية المقيمة هناك. وهؤلاء يشيرون إلى قيام الحرس الثوري الإيراني بتجنيد عناصر شيعية من قرى مثل «نامر» و«بصرا الحرير» و«الشيخ مسكين» و«خربة غزالة». المجندون الجدد مسلحون جيداً ويرتدون زياً عسكرياً وتلقوا تدريباً على يد ضباط من الحرس الثوري الإيراني، ويتلقون مساعدات من «حزب الله» من داخل بلدة عيزرا قرية «الشيخ مسكين». رواتب المنضوين في الكتيبة 313 تبلغ قرابة 200 دولار شهرياً. ويرى الكاتب أن من يلتحقون بها يريدون تجنب المشاركة بالخدمة العسكرية مع الجيش السوري الذي يخوض حرباً على جبهات متعددة قد يفقدون حياتهم إذا شاركوا فيها. المنضوون في الكتيبة يتم إغراؤهم بالتدريب بالقرب من محل إقامتهم، ومنحهم وثائق وشهادات ممهورة بشعار الحرس الثوري الإيراني ما يسهل عليهم الحركة والتنقل عبر الحواجز التي يقيمها الجيش السوري، ما يجعلهم أناساً «مهمين»! أحد مقرات التجنيد لخاصة بالكتيبة تقع داخل مركز للشباب في جنوب قرية عيزرا، وقامت بتجنيد 200 شاب، ومعظمهم كانوا أعضاء في تنظيمات موالية للنظام السوري، لكنهم يريدون تحسين ظروفهم المعيشية. ويلفت فريدمان الانتباه إلى أن إيران لديها 3 قواعد عسكرية داخل سوريا: واحدة في الجنوب بالقرب من مطار دمشق، والثانية في منطقة «السيدة زينب» بضواحي العاصمة السورية، والثالثة في الشمال في جبل عزان قرب مدينة حلب. أما«حزب الله» فلديه أربعة قواعد في سوريا محاذية للحدود اللبنانية، واحدة بمنطقة القصير وثانية في الزباداني وثالثة بجبال القلمون، والرابعة بجنوب بلدة سركايا الجبلية على الحدود السورية- اللبنانية. وعلى الرغم من وجود هذه القواعد العسكرية للميليشيات الشيعية داخل سوريا، تسعى إيران الآن للتفاوض مع روسيا من أجل تدشين قاعدة بحرية شمال غرب سوريا وقاعدة جوية في مناطق سورية أخرى. «تايمز أوف إسرائيل» في تقريره المنشور بـ«تايمز أوف إسرائيل» يوم الثلاثاء الماضي، وتحت عنوان «تحقيق ضد مصنع إسرائيلي للطائرات من دون طيار يشتبه بقصفه أرمينيا»، أشار «جوداه آري جروس» إلى أن الشرطة الإسرائيلية أطلقت تحقيقاً جنائياً ضد شركة إسرائيلية لتصنيع «الدرون» طائرات من دون طيار، يفترض أنها حاولت قصف الجيش الأرميني نيابة عن أذربيجان، التحقيق تجريه وحدة الشرطة الإسرائيلية للجرائم الدولية المعروفة باللغة العبرية باسم «يهبال». وحسب الموقع. فإن إحدى المحاكم الإسرائيلية قررت يوم الاثنين الماضي حظر النشر في القضية، الشركة المتهمة تخضع للتحقيق منذ 4 سبتمبر، ويشار أيضاً إلى أن هذه الشركة تعاملت أيضاً مع المجلس العسكري في ميانمار، المتهم بالتطهير العرقي ضد أقلية الروهينجا المسلمة في هذا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا. الشركة أطلقت - بطلب من أذريبجان، إحدى طائراتها من طراز Orbiter1k ضد القوات الأرمينية في منطقة مرتفعات «قرة باغ» المتنازع عليها. وحسب الجيش الأرميني، فإن جنديين أصيبا في الهجوم الذي وقع في 7 يوليو الماضي، علماً أن أرمينيا وأذربيجان تخوضان معارك متقطعة ضد بعضهما البعض منذ 25 عاماً. الشركة الإسرائيلية كانت قد أرسلت طاقماً إلى باكو، عاصمة أذربيجان، لعرض الطائرة من دون طيار، والتي يمكن إضافة قنابل صغيرة إليها وتوجيهها إلى الأهداف المعادية. الطائرة Orbiter1k تم اختبارها بنيران حية ضد موقع للجيش الأرميني، وتلك عملية غير قانونية حسب القانون الإسرائيلي، وإجراؤه كان يتطلب تصريحاً مسبقاً من السلطات الإسرائيلية، وكان من المستبعد الحصول عليه لأن إسرائيل لا تعتبر أرمينيا دولة معادية. وزارة الدفاع الإسرائيلية تحقق في المسألة، ورفضت التعليق في وسائل الإعلام على القضية. وحسب «تايمز أوف إسرائيل» لدى أذربيجان طائرات من دون طيار إسرائيلية الصنع من طراز Orbiter ولديها نوع آخر من طراز «هاروب» الذي تنتجه شركة «الصناعات الجوية الإسرائيلية». وتقول «تايمز أوف إسرائيل» إن أذربيجان من أكبر مستوردي المعدات الدفاعية الإسرائيلية، حيث اشترت من الدولة العبرية أسلحة بقيمة 5 مليارات دولار، كما أن أذربيجان من إحدى الدول الإسلامية التي تقيم معها إسرائيل علاقات دبلوماسية. «هآرتس» في مقاله المنشور بـ«هآرتس» يوم الأربعاء الماضي، وتحت عنوان «لماذا لا يهاجم الجهاد الإسلامي إسرائيل الآن؟»، استنتج «محمد شحادة» أن قادة «حماس» في قطاع غزة مقتنعون بأنه من غير المناسب الآن الآن خوض صراع مباشر مع إسرائيل، وأن لدى قادة الحركة مسارات متعددة لجعل «الجهاد الإسلامي» تلتزم بهذا المنطق، سواء عبر التحذير من استعداء سكان القطاع والتهديد بخسارة المزايا التي تتمتع بها «الجهاد الإسلامي». وحسب الكاتب، فإن التهديدات المتبادلة بين إسرائيل و«حماس» و«الجهاد الإسلامي» تدشن مرحلة جديدة من الحرب الباردة بين «حماس» وإسرائيل، وبين الأخيرة و«الجهاد الإسلامي»، لكن لا يوجد أي طرف من الأطراف الثلاثة يرغب في حدوث تصعيد حقيقي. ولكن يقول الكاتب: تلقت عناصر من «الجهاد الإسلامي» ضوءاً أخضر من قيادات الحركة في دمشق، للتصعيد رداً على تدمير إسرائيل أحد أهم الأنفاق التي تستخدمها الحركة، والذي أودى بحياة بعض قيادات جناحها العسكري المعروف باسم «سرايا القدس»، لكن قيادات «حماس» ونظيرتها في «الجهاد الإسلامي» مقتنعة بأن الوقت غير مناسب لخوض صراع ضد إسرائيل قد يجلب المزيد من الدمار لقطاع يرزح أصلاً تحت الحصار. ولدى «حماس» أسباب لمنع التصعيد منها المصالحة التاريخية المبرمة بين الحركة و«فتح»، والذي يريد يحيى السنوار قائد الحركة استثماره. ولدى قيادات «حماس» مخاوف من أن حدوث تصعيد الآن ضد إسرائيل، في ظل التوتر السعودي- الإيراني الراهن، سيعني اشتعال جبهة شمال إسرائيل لسنوات. إعداد: طه حسيب