مخاض «البريكسيت» الصعب.. واتفاقية باريس للمناخ ذا هيندو صحيفة «ذا هيندو» الهندية اعتبرت ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء، أن الحكومة البريطانية الحالية باتت تبدو منقسمة ومفتقدة للبوصلة، مشددةً على ضرورة أن تبادر برصّ صفوفها من أجل مواجهة التحديات الكثيرة التي تنتظر البلاد، وفي مقدمتها تفعيل الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. وقالت الصحيفة، إن قبضة رئيسة الوزراء تيريزا ماي بدأت تضعف وترتخي على ما يبدو. فخلال عطلة نهاية الأسبوع، أشارت صحيفة «ذا صانداي تايمز» إلى أن 40 عضواً في البرلمان، أي أقل بثمانية فقط من العدد المطلوب لفرض تصويت حول زعامة حزب المحافظين، باتوا مستعدين لتوقيع رسالة لسحب الثقة. كما سُربت إلى الصحافة أيضاً رسالة من وزير الخارجية بوريس جونسون ووزير البيئة مايكل غوف إلى ماي يحاولان فيها، على ما يبدو، إملاء استراتيجية للبريكسيت. وقد خلقت المطالب الواردة في تلك الرسالة إضافة إلى اللغة التي استُخدمت فيها ضجة تلخص أزمة زعامة في الحكومة، وكل هذا يأتي عقب استقالات في الحكومة على خلفية فضائح. واعتبرت الصحيفة أن ضعف ماي أتى بعد قرارها الدعوة إلى انتخابات مبكرة في يونيو الماضي، على أمل الحصول على أغلبية أعرض وتفويض شعبي أكبر لخوض مفاوضات البريكسيت من موقف قوة، وتدميرها لأغلبيتها الهشة في البرلمان، مضيفة أنها تفتقر إلى القوة لإعادة النظام إلى حكومتها والتركيز على المهمة الجسيمة المتمثلة في تأمين خروج سلس وبأقل الخسائر من الاتحاد الأوروبي. وكل هذا يحدث بالتوازي مع تواصل مفاوضات البريكسيت التي ما زالت تراوح مكانها. وفي هذا الإطار، تقول الصحيفة إنه على رغم أن كبير المفاوضين الأوروبيين ميشيل بارنييه تبنى موقفاً أكثر ليونة، إلا أن فرنسا وألمانيا شددتا على ضرورة أن تقدّم بريطانيا مزيداً من المال والتفاصيل قبل أي نقاش حول الاتفاقيات الانتقالية واتفاقات التجارة. وفي الأسبوع الماضي، تتابع الصحيفة، جدّد بارنييه التأكيد على أنه سيتعين على بريطانيا زيادة عرضها المالي قبل أواخر نوفمبر من أجل التقيد بالجدول الزمني، وهو ما اعتبرته الصحيفة تحدياً بالنظر إلى أن ميزانية الخريف البريطانية ستُقدّم في 22 نوفمبر. ونتيجة لذلك، فإن محادثات التجارة والفترة الانتقالية قد تمتد إلى 2018، ما سيزيد من تردي الوضع الهش أصلاً بالنسبة للشركات والبنوك. تشاينا دايلي ضمن افتتاحية لها، سلّطت صحيفة «تشاينا دايلي» الصينية الضوء على العلاقات بين الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان»، مركزة على سبل تعزيز التعاون الإقليمي بين الجانبين في مختلف المجالات. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه السنة تصادف الذكرى الخمسين لإنشاء «آسيان»، معتبرة أن علاقات الصين مع هذا التكتل الإقليمي الذي يضم 10 بلدان هي الأقوى بين علاقات هذا التكتل مع شركائه الإقليميين، وذلك بفضل اشتراكهم في الرؤية لأهمية التعاون والترابط والتكامل. وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ أعاد التأكيد على التزام الصين بأن تكون «صديق آسيان الجيد» و«جاراً حسناً»، داعياً بلدان الرابطة، في الوقت نفسه، إلى العمل مع الصين من أجل بناء مجموعة إقليمية يجمعها مستقبل مشترك في المنطقة قائم على مُثل ومسؤوليات متماهية. فالعلاقات بين «آسيان» والصين صمدت في وجه اختبارات الزمن، واللقاءات الأخيرة تُظهر أنها ستظل تفعل ذلك، تقول الصحيفة. ولتشجيع تطوير العلاقات الثنائية خلال السنوات المقبلة، اقترح «لي» صياغة رؤية للشراكة الاستراتيجية بين الطرفين تستشرف العام 2030 وتبني على الزخم الحالي في التعاون السياسي- الأمني والاقتصادي والاجتماعي- الثقافي. كما اعتبرت أنه بالنظر إلى اتفاق «آسيان» على بدء مفاوضات مع الصين حول «مدونة سلوك» لبحر الصين الجنوبي، فإن العلاقات بين الجانبين الآن عند نقطة بداية جديدة واعدة. وفي ختام افتتاحيتها، قالت الصحيفة، إن تعزيز تكامل استراتيجيات التنمية وتوسيع التعاون الفعلي لإقامة مجموعة اقتصادية في شرق آسيا لن يثمر مزايا اقتصادية مشتركة فحسب، ولكنه سيعزز أيضاً مزيداً من الثقة والاحترام المتبادلين، مضيفة أنه من خلال الدعم المتبادل في الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، تستطيع بلدان المنطقة التأكيد على أنها ليست شركاء جيدين فحسب وإنما جيران جيدون أيضاً، وبقيامها بذلك، تنشئ مجموعة إقليمية قوية ومزدهرة يجمع أعضاءها مستقبلٌ مشترك ويمكن أن يكون نموذجاً لبقية العالم. جابان تايمز صحيفة «جابان تايمز» اليابانية علّقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء على دراسة جديدة تدحض ادعاءات المشككين وتؤكد على تغير المناخ باعتباره حقيقة علمية. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن الحقائق عنيدة، مثلما باتت تكتشف الإدارة الأميركية في الآونة الأخيرة. ذلك أنه بينما ينكر الرئيس الأميركي والعديد من مسؤوليه واقع تغير المناخ، تقول الصحيفة، يواصل العلم الإدلاء بالحجج والبراهين التي تؤكد على وجوده، معتبرةً أن رفض الإدارة الأميركية الاعتراف بهذه الحقيقة المرة ستكون له تداعيات عميقة على الولايات المتحدة، ولن يقتصر ضرره على الضرر المادي فقط، ولكنه سيطال أيضاً اقتصادها وزعامتها الدولية. وحسب الصحيفة، فإن أحدث تفنيد لسياسة واشنطن المنكرة لتغير المناخ هو دراسة مهمة بعنوان «التقرير الخاص حول تغير المناخ» صدرت في 3 نوفمبر الجاري، وخلصت إلى أنه «لا يوجد تفسير بديل مقنع» لتغير المناخ عدا «الأنشطة البشرية، وخاصة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري». وقالت الصحيفة إن منكري تغير المناخ في الإدارة الأميركية الحالية يبذلون قصارى جهدهم لإلغاء التدابير المحدودة السابقة التي اتُّخذت في عهد الإدارات الماضية من أجل مكافحة ظاهرة التغير المناخي، ورفع ما يعتبرونها قيوداً «غير علمية» و«غير معقولة» على الشركات الأميركية. غير أنها تشدد على أن «إنكار الحقائق لا يغيّر الحقائق»، مضيفة أن الأحداث المناخية الشديدة في الولايات المتحدة، من الأعاصير إلى حرائق الغابات، باتت تحدث بوتيرة متزايدة وتستخلص تكلفة بشرية واقتصادية باهظة، حتى وإن كانت الإدارة تصر على أنها غير موجودة. ثم ختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه بانضمام نيكاراغوا وسوريا إلى اتفاقية باريس للمناخ، تكون الولايات المتحدة هي الوحيدة التي بقيت خارج الإطار، وهو «وضع صادم ولكنه وضع يجب على العالم، في الوقت الراهن على الأقل، أن يتعود عليه، وهذا يعني ملء الفراغ الذي خلقه موقف واشنطن الجديد، وضمان أن تكون المعارضة الأميركية محدودة التأثير». إعداد: محمد وقيف