تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، نموذجاً مميزاً ورائداً في مجال التفاعل المستمر والخلاق والإيجابي مع احتياجات وتطلعات المواطنين، من خلال سياسات وبرامج وخطط تنموية شاملة لا تستجيب لتطلعات الحاضر فقط، وإنما تنظر بعينها بعيداً إلى المستقبل أيضاً للتفاعل مع احتياجات الأجيال القادمة، وتوفير كل ما من شأنه تحقيق استدامة التنمية، والعمل على تعزيز مكانة الإمارات العربية المتحدة على خريطة الدول المتقدمة، والحفاظ على صورتها في الخارج باعتبارها قوة ناعمة مؤثرة في محيطها العربي والإقليمي. وفي هذا السياق فإن اللقاء الذي جمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخاه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، مؤخراً، أكد عدداً من الأولويات الوطنية المهمة، التي تحرص القيادة الرشيدة في الإمارات العربية المتحدة على جعلها في صدارة العمل الوطني، لارتباطها الوثيق بمسيرة التنمية الشاملة والمستدامة، وبمستقبل الأجيال القادمة في الإمارات: أولها، أهمية تفعيل مسيرة التنمية والتطوير التي تشهدها دولتنا الحبيبة على الصعد كافة، وفي شتى القطاعات لضمان حياة مستقرة وسعيدة لأبناء وبنات الوطن، وتأمين المستقبل الزاهر للأجيال الواعدة. وثانيها، أهمية الحفاظ على مكانة الإمارات العربية المتحدة وسمعتها الدولية الطيبة ووضعها ضمن أولوية الأولويات في جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية. وثالثها، حماية المكتسبات الوطنية التي تحققت بفضل إبداعات وجهود الشباب في شتى مواقعهم ومسؤولياتهم الوطنية. هذه الأولويات الوطنية تعبر في جوهرها عن فلسفة التنمية والحكم الرشيد في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تتبنى منظوراً تنموياً شاملاً مستداماً، يأخذ في الاعتبار الأبعاد المختلفة لعملية التنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والفكرية، وتنطلق في الوقت ذاته من ضرورة العمل على تأهيل فئات المجتمع المختلفة كي تشارك بفاعلية في مسيرة التنمية والتطور، وذلك تجسيداً لمرحلة التمكين التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في عام 2005، التي تقوم على «تهيئة البيئة المبدعة لتمكين الفرد المواطن من عناصر القوة اللازمة ليصبح أكثر إسهاماً ومشاركة في مختلف مجريات الحياة الاجتماعية والسياسية والإنتاجية والمعرفية». ولأجل هذا، تولي القيادة الرشيدة اهتماماً استثنائياً بتنمية الثروة البشرية المواطنة، وخاصة الشباب، وترى أن الاستثمار فيهم هو الرهان الحقيقي نحو الانطلاق إلى المستقبل، وتعزيز مكانة الإمارات وريادتها في مختلف المجالات، وهذا ما عبر عنه بوضوح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لدى استقباله مؤخراً وفد مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، الجهة المشرفة على تنظيم مسابقة المهارات العالمية أبوظبي 2017، حيث شدد سموه على أن «الإنسان هو محور وهدف خطط التنمية والمشاريع الوطنية، باعتباره الثروة الأغلى والمورد الأهم، والشباب هم الركيزة الأساسية التي يقوم عليها بنيان وأساس الوطن، وهم الذخر الذي سوف يحافظ على مكتسبات ومنجزات الوطن». إن الإنجازات التنموية الهائلة التي حققتها الإمارات العربية المتحدة في مختلف المؤشرات، ومبادراتها الحضارية التي تعلي من قيم التضامن الإنساني والتعاون الدولي في مواجهة مختلف التحديات، وجهودها الرامية التي تستهدف تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات المختلفة من أجل التصدي لنزعات التطرف والتشدد التي تهدد الأمن والسلام في المنطقة والعالم، قد أسهمت في تعزيز صورة الإمارات العربية المتحدة وسمعتها ومنحتها رصيداً هائلاً من المحبة الصادقة في قلوب الملايين من مختلف الشعوب، ولذا فإن الحفاظ على هذه السمعة الدولية الطيبة، التي تشكل أحد أبرز مظاهر القوة الناعمة للدولة، هو أمانة وطنية عظيمة لا تقع مسؤوليتها على جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية فقط، وإنما على أبناء الوطن جميعاً، كي تظل دولة الإمارات النموذج الملهم في مجال استدامة التنمية وبناء الإنسان والتعايش بين الثقافات المختلفة. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية