في ضوء توجهات دولة الإمارات العربية المتحدة نحو تعزيز حق الصحة الجيدة، يُعدّ توفير الرعاية الصحية على المستوى العالمي أحد أهم الركائز الست، التي تنطلق منها الأجندة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال السعي نحو ريادة الابتكار في مجال الصحة، بمساهمات تقوم بها الدولة للقضاء على الأمراض عالمياً، تعبر عنها الخطط والإجراءات المدروسة، التي تستهدف الوصول لكل المتأثرين بالأمراض، في المناطق التي يصعب الوصول إليها، عبر تكاتف المجتمع الدولي، وتعاضده في سبيل مد يد العون الإقليمي والعالمي، في مكافحة الفقر والمرض ومعالجة أسبابهما الجذرية. وترجمة لدور دولة الإمارات العربية المتحدة، في التكاتف مع الجميع، وضرورة تعاون الدول والمؤسسات كافة في مواجهة التحديات الصحية التي تفتك بالبشرية، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، بمناسبة انطلاق أعمال منتدى الصحة العالمي في أبوظبي أمس الأربعاء، ضرورة التضامن الدولي، والتحرك الجماعي لمواجهة تلك التحديات. ويأتي اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بتنظيم منتدى الصحة العالمي، الذي يقام تحت شعار «بلوغ آخر ميل.. للقضاء على الأمراض المعدية»، وبحضور أكثر من 200 شخصية بارزة في قطاع الرعاية الصحية العالمية، ضمن جهودها لتسليط الضوء على الجهود المبذولة في مكافحة الأمراض الفتاكة، والتي تقف عائقاً أمام مسيرة التنمية الاقتصادية، وتحسين صحة أفراد المجتمعات الأفقر في العالم، والتأكيد على أهمية بناء شراكات قوية وهادفة، تدفع بالجهود العالمية إلى استئصال الأمراض المعدية، فضلاً عن منح الأمل بأن هذه الأمراض يمكن الوقاية منها والقضاء عليها، مثل الملاريا والعمى النهري، فضلاً عن تكريم الأفراد الذين قدموا إسهامات بارزة في القضاء على الأمراض المعدية، والذين لعبوا دوراً فاعلاً ومؤثراً في استئصال شلل الأطفال، ومرض دودة غينيا، الذي يصيب الأفراد لفترات طويلة من الزمن. كما أن استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لهذا المنتدى المهم تنطلق من إدراكها مسؤوليتها في مكافحة كل ما يفتك بالبشرية من أمراض، كيف لا وهي التي تبذل المخصصات وتنظم الحملات التي تجوب العالم في مكافحة الأمراض المعدية، وهذا المنتدى يُعد فرصة ملائمة، تضم الفاعلين في مجال الصحة، للبناء على الجهود التي تبذلها الإمارات العربية المتحدة، للقضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها، وتسريع وتيرة الجهود في مكافحة الأمراض الوبائية، والتأكيد على الإنجازات التي تحققت، ضمن مسيرة القضاء على الأمراض المهملة حول العالم، وتحدث آثاراً مدمرة على الصحة العامة، وتعطّل مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في كثيرٍ من المجتمعات الفقيرة. وتؤكد مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم، بوصفه تحدياً صحياً يواجه العالم أجمع، على أن الدولة تسير على نهج الآباء والأجداد في بذل الخير والعطاء، بمبادرات إنسانية، هدفها حماية صحة شعوب العالم، وخاصة الأطفال، من الأوبئة والأمراض، ووقاية حياتهم ومستقبلهم من تداعياتها السلبية، بعيداً عن مخاوف الإعاقة والعجز، عبر تخطيط وتنفيذ حملات التطعيم، للوصول إلى الأطفال الأبرياء في المناطق الخطيرة، في خطوة نحو المحافظة على صحة المجتمع العالمي، وتحقيق الأمن الصحي العالمي. إن البرامج التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة، بهدف الارتقاء بالرعاية الصحية على المستويين الإقليمي والدولي، أسهمت في توطيد الجهود المبذولة عالمياً في مجال مكافحة الأمراض والأوبئة المعدية، فقد تعاونت مع مؤسسات دولية رائدة في مجال الخدمات الإنسانية والصحية، وحققت إنجازات مهمة في هذا المجال، تمثلت بوقاية وعلاج 23 مليون شخص من العمى، وتوفير 81 مليون لقاح ودواء لمكافحة العمى، ووقاية 3.6 مليون طفل من الأمراض المعوية، وبناء 46 مستشفى، ودعم وإغاثة 1.5 مليون أسرة في 40 دولة، وتوفير مياه الشرب لـ 6.5 مليون إنسان. إن دولة الإمارات العربية المتحدة تدرك أن القضاء على الأمراض المعدية في العالم يتطلب تعاوناً دولياً فاعلاً، وشراكة عالمية واسعة مع جميع الفاعلين، على صعيد القضايا الإنسانية والتنموية حول العالم، والتنسيق بشأن المساعدات الإنسانية للدول والمناطق المتضررة، ببرامج ومشاريع صحية تقدّم الدعم للشعوب المحتاجة أينما كانوا، انطلاقاً من النهج القائم على التعامل مع الأزمات الإنسانية المتعددة، وسرعة الاستجابة لنداءات الإغاثة في كل مكان. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية