تعد مدينة إيكاترينبرج الصناعية، التي تقع في وسط روسيا على بعد 1400 كلم عن العاصمة موسكو، هي مسقط رأس بوريس يلتسين (1931- 2007)، وهو أول رئيس لروسيا بعد السوفييتية. وقد زرت في هذا العام، الموافق للذكرى العاشرة لوفاة يلتسين، المتحف الرئاسي المخصص له، في وسط موسكو. ومن بين المعروضات التي يضمها المتحف معروض يطلق عليه وصف «تدابير غير شعبية» وهو عبارة عن نسخة طبق الأصل من متجر غير قادر على ملء رفوفه بالسلع نتيجة لارتفاع التضخم ونقص المعروض الناجم عن إلغاء الرقابة على الأسعار في عام 1992. وهناك معروض آخر أيضاً بعنوان «حرب الشيشان» ويعرض جداراً مليئاً بثقوب الرصاص. وعندما ينظر الزائرون من خلال الثقوب، يرون صوراً لجرحى على وشك الموت وأشخاصاً يملؤهم الحزن. وقد كتبت «ناينا»، زوجة يلتسين، رسالة إلى المتحف مطالبة بأن يواجه الزائرون حقائق العصر من دون شوائب. ومع وضع هذا في الاعتبار، يعرض المتحف على حد سواء الجوانب المجيدة والجوانب المظلمة لعصر يلتسين. وفي حين أن يلتسين يشاد به في أوروبا والولايات المتحدة باعتبار أنه كان أداة فعالة في انهيار الاتحاد السوفييتي، وفي إضفاء الطابع الديمقراطي على البلاد، إلا أن سمعته مشوهة في روسيا، لأنه جرح كبرياء الأمة التي كانت يوماً ما أمة عظيمة وأحدث فوضى اجتماعية عارمة. ويود البعض نسيان تلك الفترة من التاريخ تماماً. ويرون أن عهد الرئيس فلاديمير بوتين أفضل كثيراً. ويصف بوتين انهيار الاتحاد السوفييتي كان هو «أكبر مأساة جيوسياسية حدثت في القرن العشرين»، كما يصف أيضاً حقبة يلتسين بقسوة باعتبارها «تسعينيات القرن الماضي المهينة». وبمقارنه نفسه مع يلتسين، يمكن لبوتين أن يقدم نفسه كزعيم قوي جلب الاستقرار والازدهار الوطني. كما ينتقد بوتين أيضاً كتب التاريخ في البلاد، فهي لا تشير كثيراً إلى التطهير العارم الذي قام به ستالين، ولا تعطي سوى مساحة صغيرة لانهيار الاتحاد السوفييتي، بدلاً من التركيز فقط على وصف انتصارات الحرب العالمية الثانية. وقد تطور الميل إلى «العودة إلى مجد الاتحاد السوفييتي» في عهد إدارة بوتين، التي تؤكد على الوحدة الوطنية وانبعاث البلاد من جديد كقوة عظمى. يوشيو هانادا صحفي ياباني ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»