ذكرت جريدة «ديلي تليجراف» البريطانية أن الوزراء البريطانيين يرون أن الوقت ملائم الآن لبحث إمكانية الانضمام إلى اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) في حين تواجه فيه الاتفاقية مستقبلاً مجهولاً. وهذا يدل على اليأس الذي ربما تشعر به الحكومة البريطانية مع اقتراب خروجها من الاتحاد الأوروبي دون أي اتفاق تجارة حرة يحل محل الاتفاق الذي ستفقده مع أوروبا. ومن المقرر أن تُستأنف محادثات إعادة التفاوض بين أعضاء «نافتا» في الأيام القليلة المقبلة لكن الرئيس دونالد ترامب أحبط في الآونة الأخيرة الآمال بشأن احتمال التوصل إلى قرار إيجابي. وتقدمت الإدارة الأميركية بعدة مطالب اعتبرها نواب مكسيكيون ومحللون كنديون «خطوطا حمراء» قد تقضي على مشاركتهم في إعادة التفاوض. وهذه المطالب تعزز احتمال أن ينفذ ترامب تهديداته بسحب الولايات المتحدة من الاتفاق القائم منذ ربع قرن تقريباً. وفكرة انضمام بريطانيا إلى «نافتا» جذابة، نظرياً على الأقل. وقد تفتح سوقاً اقتصادية تقدر قيمتها بنحو 16.2 تريليون دولار وهي قيمة الإنتاج المحلي الإجمالي للدول الثلاث الشريكة في الاتفاقية لتحل محل سوق قيمتها 16.3 تريليون دولار وهي قيمة الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي. التفكير في الانضمام إلى «نافتا» يأتي ضمن خطة طوارئ تعدها الحكومة البريطانية في حال رفض بروكسل تلبية المطالب البريطانية مع اضطرار المملكة المتحدة إلى ترك التكتل الاقتصادي من دون أن يكون لديها أي نوع من اتفاقات التجارة. لكن الانضمام إلى «نافتا» ليس فكرة جديدة تماماً. فقد طرح نيوت جينجريتش الرئيس «الجمهوري» السابق لمجلس النواب الأميركي عام 1998 احتمال ضم بريطانيا كعضو منتسب في «نافتا». وبعد ذلك بعامين، كتب «روجر هيلمر» العضو البريطاني «المحافظ» السابق مقال رأي في صحيفة «انترناشيونال هيرالد تريبيون» مجادلاً بأن المملكة المتحدة يجب أن تترك الاتحاد الأوروبي لصالح الانضمام إلى «نافتا». وبعد أن وافق غالبية الناخبين البريطانيين على مغادرة الاتحاد الأوروبي في 23 يوليو العام الماضي أشادت مجموعة من مقالات الرأي في الولايات المتحدة وبريطانيا بفكرة انضمام الجارتين على جانبي الأطلسي إلى اتفاق تجارة حرة كبير. كما أعلن بول راين الرئيس «الجمهوري» الحالي لمجلس النواب الأميركي أنه سيدعم إبرام اتفاق تجارة مع بريطانيا فيما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي. بيثاني آلين-ابراهاميان* *صحفية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»