تجسيداً لمقولة القائد المؤسس، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، «لا أريد أن يغترب إنسان بحثاً عن العلاج ليكابد مع آلام المرض مشقة الابتعاد عن الأهل والوطن»، استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخراً، تحقيق المرتبة الأولى إقليمياً، في مواجهة المخاطر الصحية لعام 2017، وفقاً للتقرير الصادر عن منظمة الصحة العالمية، الأمر الذي يعدّ إنجازاً كبيراً لدولة الإمارات العربية المتحدة في تسخير جميع الإمكانيات، لحماية المواطنين والمقيمين على أرضها من مخاطر الأمراض بأنواعها وأشكالها كافة. واستطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن خلال العمل الرائد الذي تقوم به وزارة الصحة ووقاية المجتمع والمؤسسات المعنية كافة، أن تحصل على شهادة دولية مشرّفة على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تؤكد قدرة الدولة على الاستجابة والكشف عن الأمراض القابلة للانتشار، والإبلاغ عنها والتحصين منها في وقت مبكر، إضافة إلى قدرتها البارزة في التشخيص، والسلامة البيولوجية، ومكافحة العدوى والمضادات الحيوية ذات الصلة، في ظل سرعة انتقال الأمراض ودخول ملايين السائحين والزوار ووجود أكثر من 130 جنسية مقيمة على أرض الدولة. وكان للاستراتيجيات والبرامج التنفيذية، التي انتهجتها دولة الإمارات العربية المتحدة، الدور الأبرز في حصول الدولة على معدلات مرتفعة في المجالات الصحية، وتحديداً في القضايا ذات العلاقة بالاستعداد والتأهب والاستجابة للطوارئ والأزمات والكوارث، والجهود المبذولة في تطوير البيئة القانونية والتشريعية، وخطط الاستجابة لحالات الطوارئ، وتطوير آليات التعاون والتنسيق بين السلطات والإدارات المعنية بإدارة الكوارث، وسلامة الأغذية، ومكافحة الأمراض المشتركة، فضلاً عن التوجه نحو إعداد خطة عمل خماسية، تستهدف الوصول إلى استدامة تنفيذ بنود اللوائح الصحية الدولية. إن ما حققته دولة الإمارات العربية المتحدة من تقدم في مجال الرعاية والوقاية الصحية يتماشى مع رؤية الإمارات العربية المتحدة 2021، التي تستهدف الوصول إلى نظام صحي واستراتيجيات رعاية صحية، قائمة على الابتكار، وتواكب المعايير العالمية، من خلال التوجه إلى اعتماد جميع المستشفيات الحكومية والخاصة، على معايير تقديم الخدمات، وجودة وكفاية الكادر الطبي، وفقاً للمحددات الوطنية والعالمية في ذلك، فضلاً عن ترسيخ الجانب الوقائي، وتخفيض معدل أمراض السرطان، وأمراض السكري والقلب، وتقليل مستوى انتشار التدخين، وتطوير جاهزية النظام الصحي للتعامل مع الأوبئة والمخاطر، لتحقيق حياة صحية مديدة، ولتكون دولة الإمارات العربية المتحدة الأفضل في جودة الرعاية الصحية بحلول عام 2021. وانطلاقاً من أهمية الإنفاق في تطوير القطاع الصحي في دولة الإمارات العربية المتحدة، استحوذ قطاع الصحة، ضمن برنامج الميزانية الخمسية متوسطة المدى للسنوات 2017-2021، على إنفاق وصل إلى ما نسبته 8.9% من إجمالي الإنفاق في الموازنة خلال تلك الفترة، وبلغت اعتمادات الرعاية الصحية ووقاية المجتمع 4.2 مليار درهم من إجمالي الميزانية العامة 2017، تم تخصيصها لبرامج تطوير النظام الصحي لوقاية مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة من الأمراض، ولبرامج تطوير السياسات والتشريعات الصحية، كما أن الاستراتيجية الوطنية للابتكار التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في عام 2014، تشجع على الابتكار في مجال الخدمات الصحية والعلاجية، باستخدام التكنولوجيا المتقدمة، وتطوير الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية، والعمل مع الشركاء الاستراتيجيين على تنمية قطاع الأبحاث الطبية لعلاج الأمراض السائدة، الأمر الذي يشير بوضوح إلى أن العمل على الارتقاء بمستوى الرعاية الصحية المقدمة لأفراد المجتمع يمثل أولوية رئيسية لدى القيادة الرشيدة. وفي السياق ذاته، فإن الإنجاز الأخير الذي أعلنته دولة الإمارات العربية المتحدة، في بدء استخدام طريقة جديدة لعلاج جروح مرضى السكري باستخدام الخلايا الجذعية المستمدة من الدهون، والتوجه، اعتباراً من يناير المقبل، إلى استخدام تقنية جديدة لعلاج السكري تتمثل في زرع قطعة معدنية «بلاتينيوم» تحت الجلد تكفي لتحفيز البنكرياس على إفراز الأنسولين بالكمية الكافية لمدة عام، تغني مرضى السكري عن استخدام الأدوية والحَقن اليومي، إنما يؤكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة، تواكب كل ما هو جديد في مجال الرعاية الصحية، وفقاً لأفضل الممارسات العالمية القائمة على الابتكار. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية