اختتمت يوم أمس فعاليات منتدى المعلمين الدولي «قدوة 2017»، الذي انطلق السبت في أبوظبي، برعاية من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، حيث تمت فيه مناقشة مختلف الجوانب التي تتعلق بالمعلم ودوره الرئيسي في العملية التعليمية وسبل تطويرها والارتقاء بها من أجل تربية جيل قادر على تحمل المسؤولية ومواصلة طريق النهضة والريادة التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد حظي المنتدى الذي حضره أكثر من 900 من المعلمين والخبراء ورواد الأعمال من أكثر من 80 بلداً، باهتمام واسع، حيث يعول عليه في وضع استراتيجيات لتعليم المستقبل، الذي يتوقع أن يكون مختلفاً كثيراً عما هو عليه الآن، خاصة في ظل التطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات؛ وهذا ما أكده سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، عضو مجلس الوزراء وزير الخارجية والتعاون الدولي رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية، خلال كلمته الافتتاحية للمنتدى حيث قال: «إن التكنولوجيا غيّرت في شكل وأسس التعليم، وغيّرت من مهمة المعلم وطبيعة علاقته مع الطلبة»، وأشار إلى أن ثورة الاتصالات أتاحت «لأبنائنا أن يتفوقوا علينا في المعرفة وفي استخدام أدواتها الحديثة». ولا شك أن قطاع التعليم يشهد تطوراً غير مسبوق أحدثته عوامل متعددة من أبرزها التطور في التكنولوجيا؛ ولا شك أيضاً أن التعليم سيشهد نقلات نوعية مســتقبلاً ربما تغير بالفعل وجهة نظـرنا التقـليدية بشـكل كلي عن التعليم؛ وهـنا لا بد من استشراف مستقبل هذا القطاع، الذي لا يمكن لأي مجتمع أن يتطور ولا لأي نهضة أن تتحقق من دونه؛ ويبرز في هذا السياق دور المعلم بشكل واضح، فكما أنه ركن محوري من أركان العملية التعليمية، فهو عنصر رئيسي في عملية استشراف مستقبلها، ومن ثم تطويرها. ولذلك تهتم دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً بالغاً وعلى المستويات كافة بالمعلم، وهناك حرص شديد من قِبل القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على تقدير دور المعلم النبيل وتكريمه وتشجيعه، وفي الوقت نفسه الارتقاء بقدراته حتى يكون قادراً على أن يقوم بدوره على أكمل وجه، ليس في العملية التعليمية فقط، ولكن أيضاً في التربية، وخاصة غرس القيم الأخلاقية التي لا تدوم الأمم ولا تبقى من دونها. وكما أكدت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي عضو مجلس الوزراء وزيرة دولة للتسامح رئيسة جامعة زايد، في المنتدى فإن المعلمين «ركيزة أساسية في المنظومة التعليمية والتربوية، وهم كذلك بناة جيل المستقبل، وتقع على عاتقهم مسؤولية تعليم الأجيال وتنشئتهم تنشئة تربوية وفكرية سليمة». وقد أشارت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي إلى أهمية دور المعلم في غرس القيم الأخلاقية، كالتسامح وقبول الآخر، وأشارت إلى «أهمية أن يكون المعلم قدوة لطلابه في نبذ التمييز والكراهية والتعصب فكراً وتعليماً وسلوكاً». لقد جاء منتدى «قدوة 2017» هذا العام ليناقش مواضيع غاية في الأهمية بالنسبة إلى المعلم بشكل خاص، والعملية التعليمية بشكل عام؛ ولعل من أبرزها مستقبل التعليم الذاتي، وكيفية استخدام استراتيجيات التعليم الذاتي في مدارس المستقبل، وكان هناك تأكيد لضرورة أن يهتم المعلم بربط ما يتعلمه الطلبة في الصف بالمعلومات الضرورية التي تتعلق بحياتهم، وذلك حتى يتمكن الطفل من تطبيق ما يتعلمه في المدرسة في حياته اليومية. وكما كان هناك اهتمام بالتحديات التي تواجه المعلم والمتعلم؛ كان لأصحاب الهمم نصيب واضح في المناقشات، حيث تم التركيز على الأساليب العصرية لعملية دمجهم. ولا شك ونحن نتحدث عن دور المعلم الرئيسي في العملية التعليمية والتربوية أن نهتم أيضاً بأدوار من لهم تأثير مباشر أوغير مباشر في هذه العملية، ومنهم على وجه الخصوص أولياء الأمور؛ فكما أن المدرسة هي مركز التعليم، فإن الأسرة هي محضن التربية، وأدوارهما بالضرورة متكاملة؛ ولذلك كان هناك اهتمام واضح من مختلف المتحدثين بدور أولياء الأمور في العملية التعليمية والتربوية، وضرورة إشراكهم بشكل فاعل من خلال تعزيز روح الشراكة وتفعيل التعاون بين مختلف الأطراف المعنية في العملية التعليمية. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية