القتل الجماعي «أسوأ جوانب الاستثنائية الأميركية».. وباب الدبلوماسية مفتوح أمام «كيم أون» «واشنطن بوست» في افتتاحيتها يوم أمس، وتحت عنوان «أسوأ جوانب الاستثنائية الأميركية»، سلطت «واشنطن بوست» الضوء على جريمة لاس فيغاس التي وقعت يوم الأحد الماضي، والتي وصفها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمذبحة، وفعل من «أفعال الشر المطلق»، ولم يتطرق إلى مسألة «ضبط التسلح»، لكنه أشار ضمناً إلى حاجة الولايات المتحدة لخطوات لوقف مسلسل الانفلات في استخدام الأسلحة النارية. حصيلة القتلى بلغت 59 شخصاً لقوا حتفهم في وقت قصير للغاية على يد رجل واحد داخل فندق أطلق النار على ضحاياه من على بعد 250 متراً، هذا يعكس عدم رشادة القانون المنظم لشراء السلاح في البلاد، كونه يسمح بحيازة أنواع من الأسلحة يُفترض أنها لا تُستخدم إلا في الحروب، أسلحة تباع وتشترى كأي سلعة، ويستطيع أي شخص تداولها، ويؤدي استخدامها إلى سقوط ضحايا بالعشرات، ووقوع عمليات قتل جماعية. وتطرح الصحيفة تساؤلاً: من يدفع ثمن هذا الانفلات؟ إنهم أطفال المدارس ومشاهدو الأفلام السينمائية والمصلون في الكنائس ومرتادو النوادي الليلية.. حادثة لاس فيغاس جعلت أشخاصاً يحتفلون بموسيقاهم المحلية في الهواء الطلق إلى ضحايا. الجاني هو «ستيفن بادوك» البالغ من العمر 64 عاماً الذي انتحر قبل وصول الشرطة إلى غرفته التي كان يقيم بها في الفندق الذي كان مسرحاً لهذه الجريمة البشعة. الشرطة وجدت لديه 10 بنادق، ناهيك عن أسلحة أوتوماتيكية استخدمها في الجريمة، فمن أين حصل على كل هذه الأسلحة؟ وما الذي دفع به إلى هذا العمل الجنوني؟ وكم عدد جرائم القتل المجتمعي التي يتعين وقوعها قبل أن تتخذ السلطات الأميركية خطوات لمنع هذه الجرائم؟ معارضو فرض قيود على تجارة الأسلحة الصغيرة يقولون، إن المسألة ليست سهلة، ولديهم قناعة بأنه لا يوجد قانون لمنع أي شخص من الإقدام على جريمة أو معرفة ما يدور في نواياه قبل الإقدام على جريمة قتل جماعي. وتطرقت الصحيفة إلى التجربة الأسترالية، فعقب حدوث عملية قتل جماعي عام 1996 فُرضت قيود على الأسلحة الهجومية وطبقت معايير وقيود، لكن يبدو أن الولايات المتحدة تفتقر إلى الإرادة السياسية لمواجهة هذه المشكلة، وهذه - حسب الصحيفة - سمة نادرة موجودة لدى الولايات المتحدة. وفي الموضوع ذاته، كتب «إيشان ثاورو» يوم أمس، مقالاً في «واشنطن بوست، أشار خلاله إلى أن جرائم القتل باستخدام الأسلحة النارية في الولايات المتحدة تتجاوز نظيراتها في الدول المتقدمة، على سبيل المثال عدد هذه الجرائم في الولايات المتحدة بلغ 16 ضعف ما لدى ألمانيا و6 أضعاف ما يقع في كندا. القيود الصارمة على الأسلحة النارية الهجومية في أستراليا أدت إلى تراجع جرائم القتل، فلماذا لا تكرر الولايات المتحدة التجربة الأسترالية؟ «نيوز داي» وتحت عنوان «لا تجعلوا القتل الجماعي سمة للولايات المتحدة»، نشرت «نيوزداي» يوم أمس افتتاحية، رأت خلالها أن المجزرة التي وقعت في لاس فيغاس كانت مروعة، لكنها لم تكن مفاجأة، فالأمر يتعلق بكونها جاءت بعد 16 شهراً من حادثة مماثلة وقعت في ملهى ليلي في أورلاندو، وأودى آنذاك بحياة 49 شخصاً.. بعد هذه الجريمة، الأميركيون يعيشون لحظة وحدة، يؤكدون خلالها رغبتهم في منع جرائم القتل الوحشية، ويأملون في أن يؤمّنوا أنفسهم ضد هذا النوع من الهجمات المسلحة، ولدى الصحيفة قناعة بأنه بمقدور الأميركيين صياغة قوانين أفضل تضمن لهم المزيد من الرعاية والحماية، ومن المهم جداً أن تكون الولايات المتحدة بلداً يصعب فيه ارتكاب جريمة القتل الجماعي. «نيويورك تايمز» خصص «موتوكو ريتش» تقريره المنشور في «نيويورك تايمز» أول أمس، لرصد مهمة وزير الخارجية الأميركي «ريكس تيلرسون» في أزمة كوريا الشمالية، فتحت عنوان «اتفاق نووي مع كوريا الشمالية ربما يكون مهمة تيلرسون المستحيلة»، أشار الكاتب إلى أن الأخبار الواردة خلال الآونة الأخيرة والتي تتضمن وجود اتصالات مباشرة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، تبعث بعض الأمل في إمكانية إيحاد حل دبلوماسي لأزمة بيونج يانج النووية. لكن التوبيخ العلني الذي وجهه الرئيس الأميركي لجهود وزير خارجيته ريكس تيلرسون، عندما قال إن الوزير الذي يتربع على قمة الهرم الدبلوماسي في بلاده يضيع وقته، أمر يذكرنا بمدى صعوبة التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وبيونج يانج، حتى إذا بدأت المفاوضات بينهما. وبعيداً عن الرسائل المتضاربة الصادرة من ترامب ومساعديه بشأن أزمة كوريا الشمالية وإمكانية الدخول في مفاوضات معها بشأن برامجها النووية والصاروخية، فإن العقبات الموجودة حالياً والتي تمنع إجراء حوار بين واشنطن وكوريا الشمالية لا تزال كبيرة، وهذا ما يجعل التوصل إلى اتفاق مع بيونج يانج أصعب بكثير من الاتفاق الذي تم إبرامه مع إيران عام 2015، ومحور الخلاف بين الملفين أن كوريا الشمالية قد تمكنت بالفعل من تطوير سلاح نووي. الولايات المتحدة تقول مراراً وتكراراً، إنها غير عازمة على خوض مفاوضات مع كوريا الشمالية، ما لم توافق الأخيرة سلفاً على التخلص من ترسانتها النووية، وكوريا الشمالية مصرة على المضي قدماً في برامجها النووية إلى أن يصبح بحوزتها رؤوس حربية نووية يمكن تحميلها على صواريخ بالستية عابرة للقارات وقادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة. من الواضح أن الهوة كبيرة بين واشنطن وبيونج يانج، وجسر هذه الفجوة مهمة صعبة على عاتق وزير الخارجية الأميركي الذي يتعين عليه أن يجادل ويناضل ضد الرئيس الكوري الشمالي البالغ من العمر 33 عاماً، وأيضاً يتعين عليه التعامل مع الرئيس الأميركي الذي يطلق تهديدات بطريقة مُرتجلة. ويبدو أن التصريحات التي أطلقها تيلرسون من بكين يوم السبت الماضي كان الهدف منها تهدئة الخطاب التصعيدي بين واشنطن وبيونج يانج، دون أن يفهم من كلامه أنه يوجه انتقادات مباشرة للرئيس ترامب. وإذا كان الرئيس الأميركي قد استخف بجهود وزير خارجيته، الذي يحاول استئناف الحوار مع كوريا الشمالية، فإن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية أكد عبر تغريدة له على موقع «تويتر» أن «القنوات الدبلوماسية مفتوحة الآن أمام الرئيس الكوري الشمالي كيم جون أون».