ربما ستكون هذه المرة مختلفة، ولعل الأعداد الغفيرة ممن قتلوا أو جرحوا في حفل موسيقي بلاس فيجاس، والذي سقط خلاله 59 قتيلاً وأكثر من 500 مصاب في أقسى حادث إطلاق نار جماعي في التاريخ الأميركي المعاصر، دافعاً في نهاية المطاف إلى فرض بعض القيود المنطقية على حمل السلاح في الولايات المتحدة. ولأن أعمار وبراءة ضحايا مدرسة «ساندي هوك» الابتدائية، التي قُتل فيها 20 طفلاً في مرحلتهم الدراسية الأولى رفعوا أيديهم عسى أن تكون درعاً في مواجهة الأعيرة النارية في صفهم الدراسي قبل خمسة أعوام مضت.. لم تحدث فرقاً! ولأن تحول الحرم الجامعي الرعوي في فيرجينيا إلى ميدان قُتل فيه 32 من الشباب الواعد وأساتذتهم قبل عشرة أعوام مضت.. لم يحدث فرقاً! ولأن 12 شخصاً قُتِلوا بدم بارد تحت جنح الليل في كولورادو قبل خمسة أعوام مضت.. لم يحدث فرقاً! ولأن مقتل تسعة أشخاص على يد شخص مؤمن بتفوق البيض أثناء قراءة للإنجيل في كنيسة «تشارلستون» بـ«ساوث كارولينا» قبل عامين.. لم يحدث فرقاً! ولأن تعرض المشرع الجمهوري «ستيف سكاليز» لإطلاق النار أثناء لعب البيسبول في يونيو الماضي، ولم يستطع العودة لعمله إلا الأسبوع الماضي.. لم يحدث فرقاً! لذلك كله لم يتحدث الرئيس دونالد ترامب عن هذه المأساة في حفل تنصيبه، وهي مأساة تقع أمام أعيننا يومياً. وخلال العام الجاري وحده قتل أكثر من 11700 شخص بأسلحة نارية. وكما كشف زميلي «جون وودرو كوكس»، الشهر الماضي، عن تعرض أكثر من عشرين طفلاً لإطلاق النار يومياً في الولايات المتحدة. ولم يكتف الكونجرس بعدم تحريك ساكن تجاه سقوط 13 ألف قتيل أميركي سنوياً بأسلحة نارية، لكنه شهد أيضاً خلال العام الجاري تقدم اثنين من أعضائه بمشروع قانون يجعل القتل أسهل؛ وذلك بمساعدة مصانع الأسلحة على بيع مزيد من منتجاتها. بيتلا دفوراك صحفية أميركية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»