يوم الأحد 17 سبتمبر 2017 دعا سمو الشيخ عبدالله بن على آل ثاني الشعب القطري ممثل في الحكماء والعقلاء من أسرة آل ثاني الكريمة ووجهاء وأعيان قطر ورجال أعمالها إلى الاجتماع لبحث ما يشوب حالياً علاقة بلاده المتردية مع جيرانها: المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، بالإضافة إلى جمهورية مصر العربية، والتي يسودها التوتر الشديد بسبب ممارسات من يتولون ويديرون زمام الأمور حالياً وهم الثلاثي (الحمدين+تميم)، بالإضافة إلى قادة جماعة «الإخوان» الإرهابية الموجودين في الدوحة ويمارسون نفوذاً واسعاً على الثلاثي المذكور، وفي دعوته التي أطلقها الشيخ عبدالله بن علي يلاحظ الإنسان حزناً شديداً وألماً في نبرة الشيخ الذي يشهد وغيره من أبناء قطر المخلصين ما تمر به الأوضاع من تردٍّ، وما يمارسه القائمون على الأمر فيها من دعم مكشوف للإرهاب، وتحريض على أمن الجيران، وتدخل في شؤون كل الدول العربية من مشرقها إلى مغربها. في ظاهرة فريدة من نوعها لم تمارسها أية نخبة سياسية حاكمة في العالم العربي حتى تلك التي كانت في أوج قمتها من الادعاء بالثورية ورغبة في تصدير أيديولوجياتها المتطرفة إلى العرب الآخرين. الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم بن محمد آل ثاني شخصية قطرية مرموقة وذات سمعة طيبة جداً في الأوساط القطرية ومحبوبة جداً في الأوساط الشعبية، عرف عنه دماثة الخلق ونفاذ البصيرة وقدر كبير من الحكمة والتعقل في النظر إلى الأمور ووزنها وقياسها وتقلبها يمنة ويسرة لاتخاذ ما هو صائب منها والسير في سبيله، وهذا شيء ليس بالمستغرب عليه، فهو سليل لفرع آل ثاني الكرام الذين عرف عنهم كرمهم الواسع وعطفهم على جميع القطريين وحب القطريين لهم، وهو نجل لحاكم قطر الأسبق على بن عبدالله آل ثاني وشقيق لحاكم قطر الأسبق أحمد بن علي آل ثاني، اللذين شهدت قطر في سنوات حكمهما هدوءاً وراحة بال للشعب القطري، وعلاقات متميزة مع جيران قطر وأشقائها في العالم العربي بصفة عامة والخليج العربي بصفة خاصة. دعوة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني لمثل هذا اللقاء لبحث شؤون قطر وعلاقاتها مع أشقائها في الخليج والعالم العربي تأتي من خوفه الشديد من عواقب الأمور من المسار الذي يتخذه حالياً من يسيّرون الأمور في قطر، ومن المجهول المخيف الذي ينتظر قطر وشعبها إنْ استمر هؤلاء في ما هم فيه، فعواقب ذلك كما يذكر الشيخ عبدالله بن على هو الدخول في نفق المغامرة المظلم، والوصول إلى الفوضى والخراب والشتات وضياع المقدرات، نظراً لما آلت إليه الأوضاع في البلاد التي تسير من سيئ إلى أسوأ. وفي تقديري أن عقد مثل هذا اللقاء الأخوي هو عين الصواب وجوهر الحكمة، فما هي عليه قطر الآن من تخبط واستعداء للأشقاء وارتماء في أحضان الغرباء من فرس وأتراك وفلول من «الإخوان» يحتاج من القطريين جميعاً وقفة جادة وحازمة لتعديل هذه الأمور، والشيخ عبدالله بن علي آل ثاني هو خير من يستطيع القيادة والتوجيه في مثل هذه المرحلة الحرجة من تاريخ قطر الشقيقة. لقد أثبت الشيخ الكريم أهليته وجدارته لمثل هذا الأمر من خلال ما قام به من مبادرة كريمة أثناء موسم الحج الماضي لمساعدة الحجاج القطريين الذهاب إلى الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة بكل يسر وسهولة بتعاون تام من قبل السلطات المسؤولة في السعودية وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، ومن خلال عدم سكوته وصمته على ما يدور من عبث سياسي في بلاده، وهذا أيضاً دليل على حكمته، فالصمت في مثل هذه المواقف إن هو سوى خذلان للوطن والعشيرة، ونحن من جانبنا كمواطنين خليجيين عرب حريصين على سلامة القطريين شعباً وسلامة قطر وطناً نبارك خطوات الشيخ عبدالله بن علي ونضع أنفسنا كأشقاء له وللقطريين جميعاً تحت إمرته وتصرفه إن كان هناك ما نستطيع المساعدة والدعم فيه متمنين للشيخ العزيز دوام التوفيق في تحقيق ما تصبو إليه قطر وأهلها. *كاتب إماراتي