تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة دوماً ضمن قائمة الدول الأكثر جاذبية للعيش والعمل لدى الأجانب، في العديد من المؤشرات والتقييمات الصادرة عن جهات ومؤسسات دولية، وكان آخرها في هذا الشأن، الاستبيان العالمي، الذي أجراه بنك «أتش أس بي سي»، وشمل 46 دولة، لاستبيان آراء المغتربين، حيث جاءت الإمارات في المرتبة الأولى عربياً، والعاشرة عالمياً للعيش والعمل. فبحسب الاستبيان، لم تعد الإمارات تقتصر على كونها مكاناً يسعى فيه المغتربون إلى بناء حياتهم المهنية في المدى القصير فحسب، بل إنهم يختارون الاستقرار فيها في المدى البعيد، ما جعلها عاشر أفضل مكان للعيش في العالم بالنسبة إلى المغتربين. وهذه ليست المرة الأولى التي تأتي فيها الإمارات ضمن قائمة الدول الأكثر جاذبية للعيش والعمل، فقد جاءت كأفضل وجهة للعيش لدى الشباب العربي، وذلك للعام السادس على التوالي، بحسب استطلاع أصداء بيرسون- مارستيلر السنوي التاسع لرأي الشباب العربي في 16 دولة عربية، الصادر في مايو الماضي، وحلّت في المرتبة الأولى لدى سؤال الشباب العرب عن الدولة التي يرغبون في أن تحذو بلادهم حذوها. وهذه المراتب المتقدمة التي تحققها الإمارات في هذه الاستطلاعات لم تأتِ من فراغ، وإنما نتيجة لامتلاكها العديد من المقومات الجاذبة للعيش والعمل، أولها، ما تتمتع به من أمن واستقرار شاملين على المستويات كافة. فالإمارات تعتبر من أقل دول العالم التي تنتشر فيها الجريمة، بفضل يقظة واحترافية الأجهزة الأمنية والشرطية، التي تطبق أحدث الأساليب والتكنولوجيات المستخدمة في العمل الشرطي على الساحة العالمية، والتي جعلت من الإمارات نموذجاً في مجال التميز الأمني، وكفاءة أجهزة الشرطة سواء في منع الجرائم قبل وقوعها، أو ضبط مرتكبيها في وقت قياسي، وهذا ما جعل منها واحة للأمن والأمان، تجذب إليها عشرات الجنسيات والعديد من رجال المال والأعمال للعيش والإقامة والعمل. ثانيها، منظومة العدالة التي تتمتع بها الإمارات، فالجميع، مواطنون ومقيمون، سواسية أمام القانون، وحقوقهم محفوظة بسلطان العدالة قبل كل شيء، وهذا عامل مهم يعزز من الجاذبية التي تتمتع بها الدولة كمقصد للعمل والاستثمار والسياحة، حيث يدرك الجميع أن حياتهم وحقوقهم وكرامتهم محفوظة في ظل دولة تحترم القانون وتؤكّد سيادته. ثالثها، بيئة العمل المثالية في الإمارات، والتي تضمن حقوق العمال الأجانب، وفقاً للمعايير الدولية، سواء تعلق الأمر بتوفير السكن العصري والمناسب، أو بتوفير الرعاية الصحية الكاملة، وغيرها من الحقوق التي تضمن توفير البيئة المناسبة لهم لأداء الأعمال، فضلاً عن وجود العديد من الآليات التي تتصدى لأي تجاوزات في سوق العمل، ولعل هذا يفسر لماذا أصبحت الإمارات من أكثر دول العالم جاذبية للعمالة من مختلف دول العالم، كما أنها في الوقت ذاته أصبحت الأكثر قدرة على جذب الاستثمارات الخارجية، واستقطاب كبرى الشركات العالمية، التي تأتي إلى الإمارات كي تستفيد من المزايا العديدة التي يتيحها سوق العمل بالدولة. رابعها، نموذج التعايش الإماراتي، فبرغم أن التركيبة السكانية للدولة تتضمن خليطاً من الجنسيات تختلف في الثقافة والدين والعِرق، فإنها تعيش في توافق تام، لأن هذا النموذج يحظى برعاية كبيرة من قِبل القيادة الرشيدة للإمارات، التي لا تألو جهداً في العمل من أجل تعزيز قيم التعايش والتوافق، من خلال العديد من المبادرات والآليات والأطر والقوانين والتشريعات. لقد أصبحت الإمارات في غضون سنوات قليلة الحلم بالنسبة إلى الكثيرين من مختلف دول العالم، الذين يرغبون في المجيء إليها للعمل والإقامة، لأنها توفر مقومات العيش الكريم لجميع من يعيش على أراضيها، وتجعل المقيمين والأجانب فيها يشعرون أنهم يعيشون في أوطانهم. لهذا، فمن الطبيعي، وحسب ما خلص إليه الاستبيان العالمي الذي أجراه بنك «أتش أس بي سي»، أن يحلم هؤلاء بالاستقرار فيها في المدى الطويل، وأن تأتي كذلك باعتبارها البلد الأفضل للإقامة على المستوى العالمي لدى الشباب العربي. ـ ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.