في ظل المعاناة التي يرزح تحت وطأتها اللاجئون الفلسطينيون، وفي ظل التحديات التي تواجهها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، من ضعف في التمويل، وعجز مالي يقدر بنحو 126 مليون دولار، وصعوبة في الحركة والتنقل داخل الأراضي المحتلة، وانتشار للمستوطنات الإسرائيلية، والحصار المفروض على قطاع غزة، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة دعمها لـ«أونروا»، حرصاً على تأمين معيشة أفضل وحياة كريمة للأشقاء الفلسطينيين في كل مكان. لقد حرصت الإمارات على ترسيخ اسمها بين الداعمين للاجئين الفلسطينيين أممياً، معلنة، مؤخراً، وخلال لقاء ثنائي جمع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، مع أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، في نيويورك، عزمها تقديم حزمتين من مساهمات الدعم المالي للأمم المتحدة: الأولى بقيمة 15 مليون دولار، مخصصة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا» لإعانتها على تنفيذ برامجها الأساسية تجاه اللاجئين الفلسطينيين، والثانية بقيمة مماثلة، ستخصص لدعم أنشطة هيئة الأمم المتحدة للمرأة على مدى السنوات الثلاث المقبلة. وتعدّ الإمارات من أهم الدول المساندة للجهود التي تقوم بها «الأونروا» في رعاية مصالح وحاجات اللاجئين الفلسطينيين، في مخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة، والأردن ولبنان وسوريا، حيث قامت بدعم بناء مدارس ومراكز صحية وبرامج تعليمية، في محاولة لتخفيف حدّة الأزمات المالية التي تعانيها الوكالة، وذلك من خلال مؤسسات إماراتية رائدة في خدمة مصالح اللاجئين الفلسطينيين، كمؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، و«دبي كير»، والهلال الأحمر الإماراتي. وفي كل مناسبة أو لقاء أممي، لا تتوانى دولة الإمارات عن تأكيد واجبها الإنساني في تحقيق التعاون المشترك مع الأمم المتحدة، في كافة المجالات، لاسيما التنموية والإنسانية والإغاثية. فقد أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أثناء لقائه جوتيريس، تنسيق المواقف السياسية ذات الاهتمام المشترك، تجاه قضايا المنطقة، ومواصلة العمل لتعزيز دور الشركاء الدوليين في دعم الجهود المبذولة في احتواء التحديات الأمنية والإنسانية، وتعزيز المواقف الداعمة لإحياء مساعي عملية السلام بين الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي. ودائماً ما تشيد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، بالدور الإماراتي الكبير في تسهيل إنجاز الوكالة لمهامها، فقد تبرعت الإمارات نهاية عام 2016، بـ15 مليون دولار أميركي، دعماً منها لجهاز التربية والتعليم التابع لـ«أونروا» في قطاع غزة، لضمان استمرار حصول الطلبة على التعليم الأساسي في بيئة مدرسية ملائمة، تتوافر فيها أساسيات التعليم، بما فيها تطوير أساليب ومناهج ومهارات التعليم، والتخفيف عن الطلبة وأهاليهم من الأعباء المالية التي تترافق مع كل عام دراسي، إضافة إلى تغطية رواتب المدرسين والمدرسات وموظفي التعليم، من أجل بناء مستقبل أفضل للشباب والأطفال، ويحمي حقهم في التعليم. إن دولة الإمارات، ممثلة بقيادتها وحكومتها وشعبها، تحرص كل الحرص على تقديم كل الدعم اللازم لبرامج وأنشطة وصناديق الأمم المتحدة، وذلك إيماناً منها بمواصلة الدور الإنساني الإيجابي الداعم لجهود المؤسسات والأفراد، في دعم الفلسطينيين، أينما كانوا، في مناحي التعليم والصحة والغذاء، استكمالاً للجهود الخيرة لنهج الأب المؤسس، المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في هذا الصعيد. لقد تفاعلت دولة الإمارات مع الأوضاع الصعبة التي عاشها ويعيشها اللاجئون الفلسطينيون في كل مكان، وحرصت على تقديم مساهمة طوعية في الميزانية التشغيلية لبرامج «الأونروا»، مستجيبة لحالة الطوارئ التي أعلنت في عام 2015 في الوكالة، ومقدمة جلّ دعمها للبرامج التعليمية للطلبة، والتخفيف من الآثار النفسية التي يتعرضون لها، إضافة إلى تقديم مساعدات غذائية للاجئين الفلسطينيين المتضررين من الصراع في سوريا عبر عمل مؤسسي تجسد من خلال اللجنة الاستشارية للأونروا، التي أصبحت الإمارات عضواً فيها منذ عام 2014، إضافة إلى الانضمام إلى اللجنة الاستراتيجية لتعبئة الموارد التابعة للأونروا في عام 2015، التي تهدف إلى المحافظة على الاستقرار المالي للوكالة، حتى تتمكن من تأدية خدماتها للاجئين الفلسطينيين في أماكن عملها. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية