مشهد ألماني جديد.. وقلق أيرلندي من «بريكست» «الإندبندنت» أعرب «بريندان هولين» زعيم حزب العمال الأيرلندي في مقال نشرته صحيفة «الإندبندنت» أمس الأول، عن قلقه وغضبه من غموض وتجاهل الحكومة البريطانية للتخوفات الأيرلندية، بينما يهدد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بتقويض بلاده تماماً. وأوضح أن السلام في جزيرة أيرلندا مرهون بعضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي، بينما تقول رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي ووزير خارجيتها بوريس جونسون إنه لن تكون هناك عودة للحدود بين بريطانيا وأيرلندا، وفي الوقت ذاته يؤكدان أنه لا تراجع عن الخروج من الاتحاد الأوروبي. وأضاف «هولين»: «لقد آن أوان الحديث الواقعي بشأن أيرلندا». وذكر «هولين» أن وجود جزء من جزيرة أيرلندا، في إشارة إلى أيرلندا الشمالية التي تشكل جزءاً من المملكة المتحدة، في اتحاد جمركي مختلف عن بقية الجزيرة، يعني أنه لا مفر من وجود نقاط تفتيش حدودية تقسم الجزيرة. وأفاد بأن حجم التبادل التجاري بين جمهورية أيرلندا والمملكة المتحدة تزيد على مليار يورو أسبوعياً، مشيراً إلى أن مكتب الإحصاءات المركزي في أيرلندا قدّر أن عدد مرات العبور الحدودي بين البلدين تجاوز 110 ملايين مرة خلال العام الماضي وحده. وهناك ما يربو على 375 ألف أيرلندي يعيشون في المملكة المتحدة، و277 ألف بريطاني يعيشون في الجمهورية الأيرلندية. وحذّر من أن التبادل التجاري والسفر والتفاعل الإنساني بين البلدين يمكن أن تتعطل بسبب وجود نقاط تفتيش حدودية تمتد على طول الحدود بين البلدين، وهو أمر لا يمكن تصوره فحسب، ولكنه أيضاً غير مقبول بالنسبة لمعظم الشعب الأيرلندي. وألمح إلى أن عضوية أيرلندا وبريطانيا في الاتحاد الأوروبي مكّنت بدرجة ما من مزج الهويتين البريطانية والإيرلندية، وتقلّص التباين بين الجانبين تحت مظلة الهوية الأوروبية المشتركة، لكن لسوء الحظ تهدد «بريكست» بالمباعدة مرة أخرى بين الطرفين. واعتبر «هولين» أنه من منظور أيرلندي وأوروبي، فإن الكرة الآن في ملعب بريطانيا، إذ مارس الشعب البريطاني حقه في السيادة بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي. وأضاف: «سأواصل التأكيد على أنه ينبغي أخذ رأي الشعب البريطاني مرة أخرى عند إتمام المفاوضات، غير أن وجهة النظر هذه لا تلقى أي قبول بين السياسيين البريطانيين». وتابع: «بغض النظر عن أن الشعب البريطاني صوت لصالح الخروج، فإن مسؤولية تفسير إتمام الخروج تقع على عاتق الحكومة، وسمعنا كثيراً عن حلول إبداعية ومبتكرة للمشكلات، كما هي الحال مع أيرلندا، فأرونا تلك الحلول الآن، فلم يعد هناك وقت للأحاديث الفضفاضة». «فاينانشيال تايمز» أفادت صحيفة «فاينانشيال تايمز» في افتتاحيتها أمس الأول بأن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تواجه مشهداً سياسياً جديداً عقب الانتخابات الألمانية، موضحةً أن الثقافة الديمقراطية القوية في ألمانيا الحديثة والتزامها تجاه التكامل الأوروبي، وتعاملها الذكي مع المشكلات العالمية يجعل منها دولة محورية في النظام العالمي. وشددت على الحاجة إلى ألمانيا واثقةً من قيمها ومسؤولياتها العالمية في ضوء ضعف النظام العالمي خلال السنوات الأخيرة، لاسيما في ظل المشكلات التي تواجه منطقة اليورو والهجمات الإرهابية وأزمة الهجرة واللاجئين. وحذرت الصحيفة من أن حلول حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف ثالثاً في انتخابات يوم الأحد الماضي، يهدد بتقليص سلطة ميركل، ودفع البرلمان الألماني «البوندستاج» إلى اليمين في قضايا مثل الهجرة والهوية القومية، ويقلص نطاق التعاون الألماني مع فرنسا من أجل تحسين قدرة منطقة اليورو على تجاوز أزمتها. وأضافت «فاينانشيال تايمز»: «إن الانقسام السياسي الواضح في نتيجة الانتخابات من شأنه أن يجعل تشكيلَ حكومة ائتلافية مهمةً صعبة بالنسبة للمستشارة الألمانية وقادة الأحزاب السياسية الأخرى»، لكنها دعت إلى عدم اعتبار ذلك دليلا على عدم الاستقرار، لأن السياسيين الألمان لديهم خبرة طويلة في التوصل إلى اتفاقات ائتلافية تستمر لفترات تشريعية كاملة. وطالبت الصحيفة كلاً من حزب «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» و«الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي»، المتصدران في الانتخابات الألمانية، بعدم التخلي عن مسؤولية ألمانيا عن إصلاح الاتحاد الأوروبي وتعزيز منطقة اليورو. «الجارديان» وصفت صحيفة «الجارديان» البريطانية في افتتاحيتها أمس الأول خطاب الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» الذي أدلى به حول أوروبا، بأنه يشكل «رؤية قوية»، مشيرةً إلى أنه بعد أن تلقى الاتحاد الأوروبي ضربات كثيرة، يبدو أن «ماكرون» يسعى إلى تجديد الروح التي جمعت في السابق القارة الأوروبية على كلمة سواء، على خلاف ما كان متوقعاً بأن يكون خطابه مجرد تفكير حالم أو محاولة أخرى لرفع الروح المعنوية في الاتحاد الأوروبي. وأوضحت أن «ماكرون»، في خطابه الذي أدلى به بعد يومين على الانتخابات الألمانية، بدا مدركاً لكلماته، وخصوصاً الطريقة التي يضع بها خططه لمزيد من التكامل بين منطقة اليورو. ونوّهت الصحيفة إلى أن الرئيس الفرنسي يسعى من دون شك إلى الدفع ببلاده إلى مقعد قيادة أوروبا إلى جانب ألمانيا، موضحةً أنه يواجه كثيراً من العقبات، أبرزها الإصلاحات الاقتصادية الصعبة التي ينفذها في بلاده. وقالت: «إن ماكرون وجه رسالة مهمة في خطابه، وهي أن التحولات في أوروبا تعمق تكامله»، مشددة على أهمية الخطب الرئاسية، التي يمكن أن تغرس الطاقة، وتحشد التأييد وتعزز الأهداف وتساعد في فهم التحديات بطريقة تجعل من السهل مواجهتها. إعداد: وائل بدران