فيما يبدو تخلياً عن الموقف الأميركي، اعتبر الرئيس دونالد ترامب أمس الأول أن الولايات المتحدة تعارض مساعي الاستقلال في إقليم كتالونيا، ووصف ذلك الانفصال بأنه سيكون «حماقة». وتشكل تصريحات ترامب تخلياً عن الموقف الرسمي الأميركي، الذي تم تأكيده يوم الاثنين الماضي، بأن الاستفتاء غير الملزم الذي تخطط له كاتالونيا بشأن الانفصال عن إسبانيا شأن داخلي، لكن ترامب أشار في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسباني، «ماريانو راخوي» الذي يزور الولايات المتحدة، أن إسبانيا دولة عظيمة، ويجب أن تظل متحدة. وتزعم حكومة «راخوي» أن الاستفتاء ينتهك دستور الدولة، وزادت من الوجود الأمني في أماكن التصويت، وهو ما أدى إلى وجود شكاوى من ممارسات قاسية من قبل الشرطة، وتهديد بالعودة إلى السلطوية. وكانت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية «هيثر ناورت»، أفادت في بداية الشهر الجاري بأن الولايات المتحدة لن تتخذ موقفاً من الاستفتاء، مضيفة: «سندع الحكومة والشعب في إسبانيا يحلان المسألة، وسنعمل مع أية حكومة أو كيان يتمخض عنه ذلك الحل». لكن ترامب قال: «أعتقد أن شعب كاتالونيا لطالما تحدث عن تلك المسألة، ولكنني أؤيد إسبانيا موحدة»، منوّهاً إلى أنه إذا عقد استطلاع دقيق في المنطقة، فسيتوصل إلى أن «شعب كاتالونيا يحب دولته.. يعشق إسبانيا». وعارضت إدارة ترامب بقوة استفتاء آخر غير ملزم على الاستقلال عقد يوم الأحد في إقليم كردستان شمال العراق. و«كاتالونيا» واحدة من بين 17 إقليماً يخضع للحكم الذاتي في إسبانيا، ويقع الإقليم، الذي يقطنه ما يربو على سبعة ملايين شخص في شمال شرق المحور الاقتصادي لإسبانيا، كما أن عاصمته الإقليمية برشلونة هي محور سياحي. وترتكز حركة الانفصال على اللغة والتاريخ والثقافة المميزة. وصادرت الشرطة الإسبانية ملايين من صناديق الاقتراع المخصصة للاستفتاء خلال الأيام الأخيرة، والتي كان قد تم توزيعها على أماكن الاستفتاء سلفاً. وتحاول مدريد الحيلولة دون ذلك التوزيع، ويبدو أنها دمرت بعضها. آن جيران: محللة سياسية أميركية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»