أسئلة صعبة تنتظر ميركل.. ومعارضة واسعة لاستفتاء كردستان لوفيغارو في صحيفة لوفيغارو نشر الكاتب إيفان ريفول مقالاً بعنوان: «لماذا يخيف ترامب النعام»، خصصه للحديث عن أوجه الاختلاف الكبيرة بين سياسات وتوجهات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبعض نظرائه الآخرين في الدول الغربية الذين يؤثرون التظاهر باتباع توجهات ليبرالية تقدمية، يقف الكاتب طبعاً موقف المعارض لها، صراحة أو ضمناً. وفي بداية المقال ذكر الكاتب تصريحاً لترامب، يوم الاثنين الماضي بعد لقائه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث قال: «إن عندنا كثيراً من وجهات النظر المشتركة»، مؤكداً أن كل المؤشرات تؤكد مع ذلك أنه لا شيء مشترك في الواقع بين ترامب وماكرون! بل إن رؤيتيهما للسياسة والعالم غير قابلتين للتوافق أصلاً نظراً لشدة بُعد الشقة بينهما. فمواقف وتوجهات الرئيس الفرنسي تكاد تكون نسخة طبق الأصل من توجهات اليسار التقدمي الليبرالي الأميركي المخاصم لترامب هناك في الولايات المتحدة. وتلك المواقف تحديداً هي سبب رفض ترامب لذلك اليسار ورؤيته السياسية، من الألف إلى الياء. وسياسة ماكرون المعلنة هي الدعوة للانفتاح والتضامن العالمي، والأخذ بسياسات ليبرالية عولمية في التجارة، وفي السياسة الدولية، دون أية تحفظات أو عوائق. في حين أن ترامب يتبنى رؤية معاكسة تماماً حيث يجهد في الدفاع عن الخصوصيات، والنزعات القومية، ويرفع شعارات السيادة والحمائية دفاعاً عن المصالح الوطنية. ويمضي هنا الكاتب اليميني، ريوفول، منتقداً سياسات ماكرون التعددية، معتبراً أن فيها نوعاً من سياسة النعامة، وعدم الحزم والحسم في مواجهة التحديات التي تواجه فرنسا والعالم، مقارنة مع قوة وحزم مواقف الثورة اليمينية المحافظة التي يقودها ترامب الآن، مما يجعله في الواقع هو الحامي الأكبر للعالم اليوم، والأكثر قدرة على رفع التحديات التي يواجهها الغرب الآن. ولذلك كان موقف ترامب واضحاً للجميع في خطابه يوم الثلاثاء الماضي من على منبر الأمم المتحدة، حيث قال دون تردد: «إننا نريد يقظة كاملة للشعوب». والحال أن هذا الخطاب الصارم الحازم هو ما يعتبره الكاتب ثورة حقيقية بعكس الثورة «الماكرونية» غير القادرة على التخفف من بعض أعباء التمظهر بالنزعات الإنسانوية. وحتى لو كان أنصار العولمة والحوكمة العالمية يقفون موقفاً سلبياً من النزعة الحمائية والسيادية الأميركية، فإن هذا لا ينفي أيضاً وجود كثيرين يتمنون أن تمارس أميركا، رغم دورها القيادي العالمي، حقها في السيطرة على حدودها وأخذ مصيرها بيدها في النهاية. فقد أثبت الانفتاح والنزعات العولمية والانفتاحية المنفلتة عجزاً فاضحاً عن مواجهة المشكلات الكثيرة المطروحة على سكان هذا الكوكب. تماماً مثلما أثبت العديد من المقررات الدولية العجز أيضاً عن ذلك، وعلى سبيل المثال فاتفاقية منع الانتشار النووي في 1970 لم تحترم من طرف العديد من الدول النووية، بحكم الأمر الواقع، وآخرها كوريا الشمالية! ومن هنا فإن من ينظرون إلى ترامب من الثقب الضيق للصور النمطية الإعلامية السلبية إنما يخطئون فهم حجم التحول الذي يرمز إليه، فقد بات اليوم هو حامل صوت الشعوب المنسية. ليبراسيون نشرت صحيفة ليبراسيون تحليلاً إخبارياً عما أدت إليه الحملة الانتخابية الألمانية الراهنة، مبرزة في هذا الصدد أن أن كل المؤشرات تدفع لتوقع ظهور تحالف يمين كبير جديد، بل إن مارتن شولتز أبرز منافسي ميركل ربما بات خلال الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية يعد نفسه وحزبه للتكيف مع المشهد السياسي الجديد في مرحلة ما بعد هذه الانتخابات، بحثاً عن موقع ملائم داخل أي ائتلاف حكومي كبير مقبل. ومن واقع استطلاعات الرأي والمزاج العام للحملة فكل شيء تقريباً يؤكد أن المستشارة أنجيلا ميركل ما زالت في الصدارة، وهو ما يعني، ضمناً، احتمال استمرارها في منصب المستشارية لدورة أخرى جديدة. وفي هذه الحالة، من اللافت أن ثمة عدداً غير قليل من الأسئلة المصيرية المطروحة الآن على ألمانيا، ومن ورائها أوروبا، لم تنل خلال الحملة الانتخابية ما تستحقه من اهتمام، ومن ثم فيسيكون على ميركل وحلفائها المستقبليين في أي ائتلاف حكومي قد يتشكل اجتراح إجابات على هذه الأسئلة الملحة وغير القابلة للتأجيل. ومن هذا الأسئلة، تقول الصحيفة، على سبيل المثال لا الحصر: هل في مقدور ألمانيا حقاً الاستمرار في قيادة أوروبا، عن رغبة واقتناع؟ وهل ستكون بروكسل قادرة وحدها على توجيه الأوامر لدول مثل بولندا والمجر لكي تدخل في الصف؟ وما الذي يجب عمله لمواجهة تحديات أزمة الديون، ومراوحة أوروبا المتوسطية في حالة ركود اقتصادي مزمن منذ إطلاق اليورو؟ وإلى أي مدى زمني يستطيع البنك المركزي الأوروبي الاستمرار في طباعة الأوراق النقدية؟ وما هي آثار معدلات الفائدة المراوحة حول الصفر في منطقة اليورو على نظم التقاعد الخاص؟ وثمة أيضاً أسئلة أخرى تكتسي حساسية استثنائية بالنسبة لبرلين خاصة منها: ما الذي تفعله الوحدات العسكرية الألمانية على حدود روسيا؟ وأية سياسة هجرة هي الأكثر ملاءمة لأوروبا، وألمانيا؟ وأخيراً ما العمل مع اتساع الفجوة في الدخل وتفاقم عدم المساواة في المجتمع الألماني نفسه؟ وكل هذه أسئلة ترى الصحيفة أن أول ما سيكون على ميركل، في حال استمرارها المرجح في منصب المستشارية، إيجاد إيجابات عليها، دون تأخير. لوموند ناقشت افتتاحية لصحيفة لوموند استفتاء إقليم كردستان العراق مؤكدة أن جميع الأطراف الإقليمية والدولية تعارض تنظيمه، وتمارس من الضغوط الكثير لثني رئيس الحكومة المحلية في الإقليم مسعود برزاني عن تنظيمه يوم غد الاثنين، 25 سبتمبر. وفي سياق استعراض المواقف الرافضة أو المعارضة لتنظيم هذا الاستفتاء قالت لوموند إن الأمر لا يقتصر على الحكومة المركزية في بغداد، التي ترى أنه مخالف للدستور العراقي الذي صوت عليه العراقيون سنة 2005، وإنما تعارضه أيضاً بقوة وشدة تركيا وإيران، الدولتان المجاورتان للعراق والإقليم. بل إن الولايات المتحدة التي طالما دعمت الأكراد، وخاصة خلال فترة الصراع ضد تنظيم «داعش»، عبرت بوضوح عن معارضتها هي أيضاً لهذا الاستفتاء، ولكل ما من شأنه إضعاف العراق في هذه اللحظة المصيرية من الحرب على الإرهاب. واعتبرت الصحيفة أن مواقف تركيا وإيران وبقية الدول الإقليمية الأخرى سيكون لها وقع ضغط كبير على الحكومة المحلية الكردية، وذلك لأن إقليم كردستان العراق منطقة مغلقة، ولا إطلالة بحرية لها، وكانت تعتمد حتى الآن بشكل كبير على المبادلات مع تركيا، وبدرجة أقل مع إيران، وفي حال إغلاق البلدين الحدود معها في وقت تعاني فيه من ضائقة مالية واقتصادية، وفراغ سياسي، فستكون لكل ذلك تداعيات بالغة السلبية على الإقليم. وفي الأخير اعتبرت الصحيفة أنه على رغم المكاسب الحقوقية والاقتصادية التي حققها الإقليم منذ تمتعه بحكم ذاتي، إلا أنه ظل أيضاً يعاني من مشكلات مؤسسية وفي نظم الحوكمة، كما يتهم بعض المنتقدين أيضاً رئيس الإقليم وحزبه بمحاولة استغلال موضوع الاستفتاء طريقاً للخروج من الأزمة السياسية القائمة في الإقليم. إعداد: حسن ولد المختار