قراءة هندية في المسألة الكردية.. وحماية ميركل للقيم الأوروبية ذا هيندو صحيفة «ذا هيندو» الهندية خصصت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على بوادر الأزمة المتصاعدة بين بغداد وإقليم كردستان في ضوء تصميم هذا الأخير على المضي قدماً في إجراء استفتاء حول استقلال الإقليم يوم الاثنين المقبل، على الرغم من معارضة بغداد لذلك مدعومةً بمواقف إقليمية ودولية تعارض فكرة الاستفتاء جملة وتفصيلًا، أو على الأقل ترى أن الظروف المناسبة لإجرائه لم تتوافر بعد. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن القرار الكردي خلق «عاصفة سياسية إقليمية في الشرق الأوسط»؛ حيث طلبت المحكمةُ العليا العراقية من حكومة إقليم العراق تعليق الاستفتاء إلى حين البت في مشروعيته. ومن جانبه، هدد رئيسُ الوزراء العراقي حيدر العبادي باستخدام القوة في حال تحول الاستفتاء إلى العنف. وبالتوازي مع ذلك، شرعت الحكومة التركية في مناورات عسكرية على الحدود مع العراق في حين هددت طهران بإغلاق حدودها مع الإقليم. الصحيفة قالت إن هذه المعارضة تعزى إلى مخاوف من أن يقوّي ويشجع تصويت بـ«نعم» في الاستفتاء الطموحات القومية للأكراد في بلدان أخرى ويزيد من زعزعة استقرار المنطقة، مشيرةً إلى أن الأكراد، الذين يُعدون رابع أكبر مجموعة عرقية في الشرق الأوسط ولكنهم بدون دولة، منتشرون عبر عدد من البلدان، مثل تركيا وإيران وسوريا. وذكّرت بأن أكراد العراق عانوا من قمع وحشي إلى أن تم تشكيل حكومة الإقليم عقب حرب الخليج الأولى في 1991. ومنذ ذلك الحين، تتابع الصحيفة، مارسوا حكماً ذاتياً وأنشأوا مؤسسات للحكم الذاتي، ولكن كردستان ظل جزءاً من العراق. واليوم، تقول الصحيفة، يسعى رئيس الإقليم مسعود بارزاني، الذي سيتنحى عن منصبه بعد انتخابات الأول من نوفمبر، لبدء عملية إعادة هيكلة العلاقات بين إربيل وبغداد، داعيةً بغداد إلى النظر إلى هذا الأمر باعتباره «فرصة لمعالجة المسألة الكردية». الصحيفة قالت إن السنوات الأخيرة شهدت تعاوناً بين بغداد وإربيل في محاربة تنظيم «داعش». واليوم، وقد تم احتواء خطر هذا التنظيم المتطرف إلى حد كبير، «يستطيع كلا الطرفين تركيز جهودهما على تسوية النزاع بينهما». وترى أنه من خلال دفعهم في اتجاه الاستفتاء يحاول الأكراد تغيير الوضع الراهن، مشددةً على أن الحوار بين الطرفين «أساسي»، لأنه ليس من مصلحة بغداد ولا من مصلحة الأكراد تعريض الهدوء النسبي في شمال شرق العراق للخطر، أو تعميق خطوط الانقسام الطائفي. ذا موسكو تايمز في مقال له بعدد يوم الأربعاء من صحيفة «موسكو تايمز» الروسية، علّق المحلل السياسي البيلاروسي يوهيني بريهرماني على المناورات الروسية- البيلاروسية «زاباد» 2017 التي أجراها البلدان هذا الأسبوع، معتبراً أن بيلاروسيا، التي تحاول الحفاظ على توازن دقيق في علاقاتها مع كل من روسيا والغرب، توجد في موقف صعب للغاية. الكاتب يقول إن المناورات أثارت مخاوف وردود فعل متوترةً في الغرب خشية أن تكون تمهيداً لعمل عسكري روسي ضد أوكرانيا أو دول البلطيق، على غرار ضم القرم من قبل روسيا، والذي تم بعد مناورات عسكرية مماثلة. ولكن بريهرماني اعتبر أن الحقائق على الأرض تشير إلى أن هذه السيناريوهات جميعاً مستبعَدة جداً، وذلك على اعتبار أن روسيا لا تملك الموارد لعملية عسكرية ضد أوكرانيا، ولا ضد دول البلطيق الأعضاء في «الناتو». وبدلاً من ذلك، يذهب الكاتب إلى أن الأرجح هو أن أوكرانيا وبولندا ودول البلطيق، المتخوفة من المناورات، إنما ترغب في «استغلال الموضوع لتبرز لحلفائها في الناتو -وخاصة واشنطن- مكامن الضعف من أجل الحصول على مزيد من الدعم المالي والعسكري». ثم يخلص إلى أن الضجة التي أثارتها المناورات العسكرية المشتركة إنما تتعلق بمحاولة لاعبين إقليميين الاستفادة من الفرص السياسية أكثر منها بأي تهديد حقيقي. وفي المقابل، لفت الكاتب إلى أن ثمة تحدياً تطرحه مناورات «زاباد» ولكنه غائب عن الصورة العامة، ألا وهو التحدي الذي يواجه بيلاروسيا وقدرتها على مواصلة مناورات سياسية خارجية وسط توترات جيوسياسية متزايدة. فمنذ 2014، يقول الكاتب، ومينسك حريصة على اتباع سياسة حيادٍ إزاء الأزمة الأوكرانية، وكذا إزاء المواجهة بين روسيا والغرب، بشكل عام. والقيادة البيلاروسية تدرك أن أي تصعيد سياسي- عسكري جدي يمكن أن يحوّل بيلاروسيا إلى ساحة معركة، كما يقول. والحال أن هذا سيقوّض سيادة البلاد، على أقل تقدير. ولهذا السبب، تبدو مينسك مهتمة جداً باحتواء التوترات الإقليمية. ليختم مقاله بالقول إن على روسيا والغرب أن يدركا أنه من المصلحة الاستراتيجية للجميع الإبقاء على بيلاروسيا مكاناً محايداً لمحادثات السلام، وليس جزءاً من المواجهة بين روسيا والغرب. لوتـان ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء، اعتبرت صحيفة «لوتان» السويسرية أنه على الرغم من «السلطة الأخلاقية» التي أظهرتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلا أن غياب نقاشٍ ديمقراطي حقيقي خلال الحملة الانتخابية الحالية أمرٌ يثير القلق، وخاصة أن التحديات كثيرة جداً. وقالت الصحيفة إن ألمانيا «تبعث على الطمأنينة»، في البيئة الدولية الجديدة المضطربة بسبب إدارةٍ أميركية لا يمكن التنبؤ بتوجهاتها، والبريكسيت، ودول في أوروبا الشرقية (بولندا، المجر) مستعدة للتضحية بـ«القيم الأوروبية» بسبب تصاعد القومية. فعلى غرار مستشارتها، التي يرغب نحو 37 في المئة من الألمان الإبقاء عليها على رأس الدولة، بات يُنظر إلى ألمانيا اليوم باعتبارها المدافع الرئيسي على النظام الليبرالي لما بعد الحرب العالمية. وهي نظرة تلعب فيها المكانة المعنوية لأنجيلا ميركل دوراً كبيراً. فسواء تعلق الأمر بمعاقبة روسيا بسبب ضمها للقرم، حتى وإنْ كان مثل هذا الإجراء يتعارض مع المصالح الاقتصادية الألمانية، أو باستقبال مليون مهاجر من أجل الرد على حالة طوارئ إنسانية، فإن برلين أثارت موجة إعجاب وتقدير في الخارج. كما أن ألمانيا تبعث أيضاً على الطمأنينة باعتبارها أكبر قوة اقتصادية في القارة: بنسبة نمو تناهز 9 في المئة منذ 2013، وبطالة قلّصت بالنصف في عشر سنوات، وتحقيق ميزانية متوازنة. والحال أن الحملة الانتخابية الحالية، تتابع الصحيفة، أبرزت بعض مناطق الظل، ومن ذلك أن البحث عن الاستقرار قتل النقاشَ السياسي. وأضافت قائلة إن مرشح الحزب الديمقراطي الاجتماعي للمستشارية، مارتن شولتز، لم يجد حجة لزعزعة أنجيلا ميركل، التي استولت على جزء من برنامج الحزب الديمقراطي الاجتماعي، الخصم الانتخابي والشريك في الائتلاف الحكومي. والحال أنه من دون أفق لتناوب ديمقراطي، وبدون نقاش حول رهانات المستقبل الكبرى، فإن الديمقراطية الألمانية ستنام، كما تقول. ثم ختمت افتتاحيتها بالقول إنه بالنسبة لأوروبا، التي تحتاج لألمانيا قوية ومندمجة، لا يمكن لبرلين الاكتفاء فقط بالتدبير (الجيد) للشؤون الراهنة، وإنما عليها أيضاً استشراف المستقبل. إعداد: محمد وقيف