تداعيات انفجار مترو لندن.. والانتخابات ألمانية «الإندبندنت» اعتبرت صحيفة «الإندبندنت» في افتتاحيتها أن ردّ حكومة «تيريزا ماي» على الانفجار الذي وقع في محطة أنفاق «بارسونز جرين» جاء متوازناً بين الدعوة إلى اليقظة والطمأنينة، لافتةً إلى أن «ماي» محقة في تأكيد اتجاهها نحو مضاعفة الجهود الرسمية الرامية لمكافحة التطرف. وأوضحت الصحيفة أن الانفجار كان من الممكن أن يكون أسوأ بكثير؛ ذلك أن القنبلة الارتجالية التي تسببت في إصابة العشرات في ساعة ذورة قطارات المترو، بدت بدائية خصوصاً في آلية تفجيرها، ولو أنها انفجرت -كما كان مخططاً لها- لأفضت إلى وفيات وإصابات أكثر بكثير مما وقع فعلا. ونوّهت إلى أنه لا توجد حكومة بمقدورها منع تنفيذ كافة الهجمات الإرهابية، بيد أن الحكومات يمكن أن تخطط للإجراءات التي تتخذها في حالة وقوع هجوم إرهابي، وتبدو السلطات البريطانية متأهبة بصورة جيدة في الوقت الراهن، فقد استجاب رجال إطفاء الحريق في غضون دقائق، وكذلك الشرطة، وكان كل من مستشفيي «تشيلسي» و«ويستمنستر»، اللذين خضع معظم الضحايا للعلاج فيهما، على أهبة الاستعداد لتنفيذ الإجراءات الضرورية في حالة وقوع حوداث من ذلك النوع. وأضافت الصحيفة: «هرع عمدة لندن صديق خان، وشرطة العاصمة ورئيسة الوزراء جميعاً إلى الموازنة بين طمأنة الشعب والدعوة إلى الحذر واليقظة في الوقت ذاته، وساعد على ذلك تواجد قوة شرطة مسلحة بصورة كاملة». وذكرت أن الشرطة لها الحق في اتخاذ ما يلزم ضد المنشورات التي يتم تداولها على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي بدافع العنصرية، وأي ظهور لجرائم الكراهية يجب أن تتم مقاومته ومنعه، ومثلما شاهدنا من قبل، فإن احترافية وشجاعة أجهزة الطوارئ لا نظير لها. وألمحت الصحيفة إلى أن دول الغرب سيتعين عليها التعود على مستوى مستمر من الهجمات الإرهابية التي تعتمد على وسائل تكنولوجية متدنية إلى متوسطة، وبغض النظر عن بذل جهود مضنية لتقليص التهديد، فإن أكثر الأمور أهمية هو منع أي تفش للثأر أو الهجمات الانتقامية ومزيد من الانقسام، لأنها ستكون خسارة أكبر من خسارة الأرواح، لاسيما أن ذلك هو الهدف الذي يرنو الإرهابيون إلى تحقيقه. «الجارديان» وصفت صحيفة «الجارديان» الانتخابات الألمانية بأنها «رتيبة وبطيئة»، مشيرة إلى أن المستشارة أنجيلا ميركل تخوض معركة انتخابية ترتكز بشكل كبير على قضايا محلية، لكن نتائجها ستكون محورية لبقية الدول الأوروبية. وأوضحت أنه إذا صحّت استطلاعات الرأي فإن ميركل تتجه إلى فوز مريح بفترة رابعة في انتخابات الأحد المقبل، لاسيما أن الاقتصاد الألماني يبلي بلاءً حسناً، والثقة مرتفعة، وخصم ميركل -الزعيم الديمقراطي الاشتراكي «مارتين شولز»- أخفق في توجيه أي ضربات تضعف منافسته. وأرجعت الصحيفة حالة الهدوء الراهنة في برلين إلى مرونة من وصفتها بـ«أقوى زعماء أوروبا»، منوّهةً إلى أن أنجيلا ميركل، التي بلغت الـ63 من العمر، والتي تم انتخابها للمرة الأولى في عام 2005، في طريقها لتحقيق الرقم القياسي لمعلمها «هيلموت كوهل» لتصبح المستشارة التي تخدم أطول مدة في المنصب في ألمانيا المعاصرة. واعتبرت الصحيفة أن التزام ألمانيا بالاعتدال، وعدم انزلاقها إلى سياسات مندفعة أو هشة أو متطرفة يصبّ في مصلحة أوروبا والديمقراطية الليبرالية بشكل عام. وأضافت: «بعد هزيمة (مارين لوبن) في الانتخابات الفرنسية العام الجاري، سيكون فوز ميركل بمثابة تأكيد محوري بأنه ليس من الحتمي أن تستحوذ موجة الشعبوية على القارة الأوروبية». وتابعت: «على الرغم من ذلك ثمة أثر لتلك الموجة في الانتخابات الحالية، إذ من المتوقع أن يدخل حزب البديل من أجل ألمانيا البرلمان للمرة الأولى، بينما تمنحه استطلاعات الرأي ما يتراوح بين 10 و12 في المئة من الأصوات». «فاينانشيال تايمز» سلطت صحيفة «فاينانشيال تايمز» في افتتاحيتها أمس الضوء على مأساة الروهينجا في ميانمار، مؤكدة أن «أونج سان سو كي»، الزعيمة الفعلية للبلاد، والتي كانت ذات يوم رمزاً للديمقراطية، فشلت فشلاً ذريعاً في اختبار أزمة الروهينجا، وأثبتت أنها عاجزة عن مواجهة انتهاكات الجيش والأمن، وهو ما ظهر في خطابها المتلفز الذي فشلت خلاله في الرد على اتهامات التطهير العرقي من قبل جيش بلادها. وأوضحت الصحيفة أن الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتريس» قال يوم الجمعة الماضي: «إن أمامها فرصة أخيرة لوقف فظاعات الجيش قبل أن يصبح الوضع مرعباً». ولفتت «فاينانشيال تايمز» إلى أن «سو كي» ضيعت الفرصة، وافتقرت في خطابها إلى الإنسانية والتعاطف، ورفضت ذكر كلمة «روهينجا»، بل وساوت بين بعض الهجمات المسلحة المتقطعة وما أشارت إليه بالعمليات العسكرية. وبحسب منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة، ثمة براهين على أن أجهزة الأمن البورمية تورطت في حملة تطهير عرقي، وفرّ أكثر من 400 ألف شخص من ولاية الراخين، غرب البلاد إلى بنجلاديش، التي تعتبر واحدة من أفقر الدول في العالم. وذكرت الصحيفة أن «أونج سان سو كي» صمتت عن جرائم قوات الجيش في خطابها الذي وصفته منظمة العفو الدولية بأنه «مزيج من الأكاذيب وتوجيه اللوم إلى الضحية». إعداد: وائل بدران