هو «عام الخير» تتواصل أجواؤه المعطاءة في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ بداية العام الجاري 2017، تنفيذاً للمبادرة الكريمة والتوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في امتداد يعزز النهج الإماراتي الإنساني الرائد الذي وضع أركانه الوالد المؤسس المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ اللحظة الأولى لإعلان الاتحاد وإنشاء الدولة، وصولاً إلى ما وصلت إليه دولتنا الحبيبة اليوم من موقع استثنائي على خريطة الخير العالمية، بتتويجها، عن جدارة، عاصمة عالمية للعمل الإنساني والتنموي من قبل أبرز المؤشرات والتقارير الدولية المعنية بهذا المجال. وتتوالى في «عام الخير» وما سبقه من أعوام، وما سيتلوه من أعوام، بإذن الله تعالى، اللفتات والمبادرات والمشروعات والبرامج الإنسانية والتنموية الإماراتية اللافتة للنظر، التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة، من دون أهداف أو مصالح أو اعتبارات، سوى الإسهام في إنقاذ حياة الملايين من المعوزين والمنكوبين جراء الفقر والحروب والكوارث الطبيعية والأوبئة الفتاكة حول العالم، والعمل على تحسين ظروف حياتهم على نحو يقدم لهم بصيص أمل بأن ثمة ضميراً حياً يكترث بهم مهما تقطعت بهم السبل، وأن ثمة يداً بيضاء تسعى لمحو سوداوية قسوة الظروف ووحشية أعداء البشرية لمنحهم ومنح أبنائهم مستقبلاً أفضل. ولعلّ أبرز ما يميز هذا الضمير الإماراتي الحي، وهذه اليد الإماراتية البيضاء، أنها تواصل من دون كلل أو ملل مساعيها للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المحتاجين إليها حول المعمورة، من دون الالتفات إلى دين أو عرق أو لون أو سواها من عوامل التمييز البغيضة. وضمن هذا السياق جاءت اللفتة النبيلة من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، مؤخراً، بتقديم سموّه خمسة ملايين دولار، دعماً جديداً لبرنامج «شراكة دحر الملاريا» على مدى ثلاث سنوات، وذلك في إطار دعم سموه المستمر للقضايا الإنسانية العالمية، ومساعي البرنامج للحد من خطر الملاريا، وإنقاذ العديد من الأرواح في مختلف أنحاء العالم. ولا شك في أن هذه المبادرة الإنسانية اللافتة للنظر هي انعكاس للدور الريادي المشهود الذي يقوم به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، في الارتقاء بحياة البشرية عموماً، وفي دعم البرامج الصحية التي من شأنها إنقاذ حياة العديد من المعوزين خصوصاً، ففي أغسطس الماضي قدم سموّه خمسة ملايين دولار دعماً للتحالف العالمي للقاحات والتحصين «جافي» للإسهام في مبادرة «الابتكار في التناول وتوسيع النطاق والتكافؤ في التحصينات»، التي انطلقت عام 2016، وذلك امتداداً لدعم سموّه السخي لبرامج التحصين في العديد من الدول النامية منذ عام 2011، حيث كان سموّه قد قدم 33 مليون دولار لأعمال التحالف العالمي للقاحات والتحصين «جافي» خلال الفترة من عام 2011 إلى 2015. إن هذه الإسهامات العظيمة التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة بما يصب في تحسين حياة البشرية حول العالم، تعزز المكانة المرموقة التي اكتسبتها دولتنا الحبيبة على الصعيدين الإقليمي والدولي منذ تأسيسها، إذ تتوالى الإشادات العالمية بهذا الدور الإنساني الجليل، وضمن هذا السياق، جاء تأكيد الدكتور كيسيت أدماسو، الرئيس التنفيذي لبرنامج «شراكة دحر الملاريا» أن «دولة الإمارات أدت دوراً محورياً في دعم الجهود الرامية إلى القضاء على العديد من الأمراض بالغة الخطورة حول العالم»، معرباً عن شكره وتقديره لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، على دعمه السخي، مؤكداً أن الاستثمارات الصحية التي كرسها القادة العالميون مثل سموّه، ستبقى ركيزة أساسية لبناء عالم ينعم سكانه بصحة أفضل. ومن الباعث على الاعتزاز بهذه التجربة الإماراتية الرائدة في التصدي للأمراض الخطيرة حول العالم، أنها تجربة لا تقتصر على الدعم المالي فقط لهذه الجهود العالمية، بل إن الدولة تسهم كذلك في مشاركة خبراتها المشهودة في هذا المجال بما يعود بالنفع على هذه الجهود، وهو ما لفت النظر إليه الدكتور أدماسو بقوله، إن دعم الإمارات المالي المستمر لبرنامج «شراكة دحر الملاريا»، ساعد على تأمين الموارد اللازمة لتوسيع نطاق جهود مكافحة الملاريا والقضاء عليها، مشيراً إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة، الخالية من الملاريا، تمتلك الخبرة والمعرفة الكافية للحد من انتشار هذا الوباء. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية