تسببت سياسة الرئيس دونالد ترامب المتعلقة بالهجرة في جعله غير مفضل لدى المكسيكيين، ولكنها لا تجعلهم أيضاً أقل رغبة في الانتقال إلى أميركا، وقد خلصت دراسة جديدة أعدها مركز «بيو» للأبحاث إلى أن المكسيكيين ينظرون إلى أميركا بصورة أقل إيجابية مما كانوا عليه على مدى عقد من الزمن، ولكنهم ما زالوا يعتقدون أن الهجرة إليها توفر لهم حياة أفضل. ويأتي هذا التقرير فيما تقدم إدارة ترامب نهجها المتشدد فيما يتعلق بالهجرة، فقد خاض الرئيس عندما كان مترشحاً حملة مليئة بالانتقادات المناهضة للمهاجرين، ووعد الناخبين بإنشاء جدار حدودي بين أميركا والمكسيك، ومنذ أن تولى السلطة، كان ترامب يدعم تشريعاً من شأنه أن يخفض بشكل كبير عدد المهاجرين المسموح لهم بدخول البلاد، علاوة على إلغاء برنامج «داكا»، وهو أمر تنفيذي صدر في عهد أوباما يهدف إلى استثناء المهاجرين الذين دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية حينما كانوا أطفالاً وحمايتهم من الترحيل، كما تعهد أيضاً بإعادة التفاوض بشأن الاتفاق التجاري مع المكسيك وكندا «نافتا». ووفقاً للمسح الذي أجري على 1000 مشارك من المكسيك من 2 مارس إلى 10 أبريل، فإن لدى 65% من المكسيكيين رأياً سلبياً عن أميركا -بينما بلغت هذه النسبة 29% في 2015- كما أن 94% منهم يعارضون الجدار الحدودي الذي اقترحه ترامب، و5% فقط لديهم ثقة في الرئيس نفسه، ولكن في حين أن معدل شعبية أميركا في المكسيك هو الأدنى خلال 15 عاماً، من الممكن أيضاً أن ينظر إلى الأرقام باعتبارها فوزاً للحملة التي تشنها الإدارة الأميركية على الهجرة غير الشرعية. وبينما يقول ثلث المكسيكيين إنهم سينتقلون إلى أميركا إذا ما واتتهم الفرصة، فإن 13% فقط يقولون إنهم سيفعلون ذلك دون إذن، أي بانخفاض 7% عن عام 2015، كما يرسم التقرير أيضاً صورة قاتمة عن الشؤون الداخلية للمكسيك، مع وصول نسبة أفضلية الرئيس «أنريك بينا نييتو» إلى أدنى مستوياتها فيما تتأهب البلاد للانتخابات في عام 2018. وكان الرئيس «بينا نييتو» قد تعهد في آخر خطاب له عن «حالة الاتحاد» بالدفاع عن «كرامة» المكسيك، وأعرب عن دعمه لشباب «الحالمين» الذين يستفيد كثيرون منهم من برنامج «داكا» في أميركا. روبي ميلين كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»