يزخر المشهد الثقافي والاجتماعي في دولة الإمارات العربية المتحدة بالعديد من المهرجانات والمعارض والفعاليات التي تهتم بالتراث، وتتمحور حول ترسيخ أجمل ما فيه في يوميات الأجيال الإماراتية المتعاقبة، على نحو يعزز انتماء شعب الإمارات إلى هذا الوطن الغالي، ويوثق علاقة الأبناء والأحفاد بتاريخ الآباء والأجداد لينهلوا منه عظيم القيم، ويستقوا أروع العبر، على نحو يحفزهم على مواصلة الاجتهاد والإخلاص، بغية استكمال مسيرة البناء والتنمية والوصول بالإمارات إلى المستقبل المشرق الذي تستحقه. ولعل أبرز ما يميز هذه الفعاليات التراثية الإماراتية الثرية بمحتوياتها وأنشطتها، أنها تحظى برعاية كريمة ومشاركة مباشرة من القيادة الرشيدة، إذ لا تكاد تمر فعالية من فعاليات التراث إلا وتبرز قيادتنا الحكيمة في مقدمة الصفوف، مبرهنة على أن الله عزّ وجلّ، أنعم علينا في دولة الإمارات بقيادة أمينة تولي الهوية الإماراتية والموروث الوطني والثقافي للدولة اهتماماً قلّ نظيره، ولا تدخر جهداً في سبيل الحفاظ عليه وإبقائه حياً في قلب ووجدان كل إماراتي على مر الأجيال. كما أن هذا الاهتمام الكبير ينطلق كذلك من إدراك القيادة العميق لأهمية هذه الفعاليات الوطنية التراثية في تقديم صورة مشرقة للثقافة الإماراتية الأصيلة، وما تمتلئ به من شتى ألوان الفنون الحرفية التراثية والفولكلورية، وإطْلاع الأمم والشعوب الأخرى على ما تنبض به هذه الثقافة من قيم وعادات راقية، وأسلوب حياة متفرد، وجذب أعداد كبيرة من السياح والزوار المتشوقين للاطلاع على الموروث الوطني والثقافي لهذه المنطقة الآسرة بطبيعتها الصحراوية الغنية بالعديد من التجارب الاستثنائية، والثرية ببيئاتها المتنوعة. وضمن هذا الإطار، جاءت إشادة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، بالاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة، وعلى رأسها، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، للتراث والرياضات التراثية، وبالدعم المستمر الذي يقدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وتوجيهات سموه الدائمة بصون ركائز التراث الإماراتي العريق الذي يحظى باحترام وتقدير العالم، وذلك خلال زيارة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، مؤخراً، فعاليات الدورة الـ 15 من المعرض الدولي للصيد والفروسية بأبوظبي، التي أقيمت في الفترة من 12 إلى 16 سبتمبر الجاري بمركز أبوظبي الوطني للمعارض، تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس نادي صقاري الإمارات. إن النجاح الذي حققته الدورة الـ 15 من هذا الحدث التراثي المهم، مثّل انعكاساً للاهتمام الكبير الذي توليه الدولة وقيادتها الرشيدة للتراث، فقد تجاوز عدد زوار المعرض الدولي للصيد والفروسية 2017 الـ 100 ألف زائر، وشارك فيه أكثر من 650 شركة من 40 دولة، محققاً نجاحاً كبيراً في إلقاء الضوء على أهم الصناعات المحلية من الأسلحة ومعدات الصيد، وأهم الرياضات المتعلقة بالصيد والفروسية، بالإضافة إلى جذب أنظار الزوار العالميين لتراث وتاريخ دولة الإمارات، لما يتمتعان به من شمولية وتنوع في الفعاليات، على نحو مكّن المعرض من حجز مكانة رائدة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وضمن هذا السياق، جاء تفقد سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي، رئيس دائرة النقل، رئيس «جمعية كلنا الإمارات»، مؤخراً، جناح الجمعية في المعرض الدولي للصيد والفروسية 2017، حيث أشاد سموه بمشاركة الجمعية في هذا الحدث التراثي الثقافي المميز الذي يجسد القدرات الإبداعية في حماية الموروث الثقافي. كما قام سموه بجولة في أجنحة المعرض، والتقى العارضين، وأشاد بحجم المشاركة والإقبال الكبير الذي يحظى به المعرض الدولي للصيد والفروسية، معبراً سموّه عن ارتياحه للمكانة التي وصل إليها المعرض على الصعيدين الإقليمي والعالمي، كما أثنى سموه على جهود اللجنة المنظمة للمعرض والرعاة والداعمين لدورهم الكبير في تحقيق النجاح للمعرض، وتحقيق أهدافه التراثية والثقافية والاقتصادية. ولا شكّ في أن المعرض الدولي للصيد والفروسية الذي تحتضنه أبوظبي هو إضافة مهمة للمشهد الثقافي البهي الذي يزين عاصمتنا الحبيبة، وأداة تصب في تعزيز استراتيجية أبوظبي الثقافية الرامية إلى الحفاظ على هوية وطننا الغالي وتراثه العريق بما يوازي ارتقاء قمم الإبداع والابتكار. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.