يُقال دائماً إن الأحداث العنيفة إما أنها منشأة، أو أنها كاشفة ?ففي أحداث قطر حدث الاثنان معاً: كاشفة لما كانت تخفيه من سياسات وأفعال ودعم الإرهاب، وكانت منشأة برد فعل مضاد خارجي بلغ حد مقاطعة أربع دول لحكومة قطر، وداخلياً منشأة برد فعل شعبي داخلي نتج عنها ولادة هذه المعارضة في المنفى لتعبّر بحرية عن الشعب القطري المحكوم بنظام يسيء التعامل مع شعبه، بسحب جنسيات 54 فرداً من قبيلة آل مرة، في خطوة تنتهك جميع حقوقهم القانونية، وتخالف جميع مبادئ حقوق الإنسان، فالجنسية ليست هبة عابرة وإنما هي من الحقوق الإنسانية الأصيلة. وتكرر مثل ذلك لـ 6000 مواطن قطري عام 2005. المعارضة القطرية، عقدت اجتماعها الأول في لندن، تحت عنوان«قطر في منظور الأمن والاستقرار الدولي»، ودار النقاش فيه حول خمسة محاور. وأعلنت بدء تشكيل نواة لحكومة انتقالية قطرية في المنفى. وأكد المتحدث باسم المعارضة خالد الهيل منظم المؤتمر«أن على النظام القطري الالتزام بكل مطالب الدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب». وأوضح في بداية المؤتمر أن «النظام الذي يدعم التطرف والإرهاب يتوجب علينا النظر في تغييره»، لافتاً إلى أن هذا المؤتمر يعد «تاريخاً فاصلاً في مستقبل قطر». شارك في المؤتمر عدد من الساسة والأكاديميين الغربيين بجانب معارضين قطريين في المنفى، بينهم «علي آل دهنيم»، الذي قال إن المؤتمر ناقش دعم حكومة انتقالية في المنفى يرأسها الشيخ عبدالله بن علي آلِ ثاني. هذا ما صدر عن مؤتمر المعارضة القطرية في يومه الأول. في تقويمٍ للمؤتمر?رجّح برلمانيون وخبراء بريطانيون أنه، سيكون بادرة للرأي العام لفهم موقف وسياسة قطر ودعمها للإرهاب، وسيفاقم الضغوط الدولية على قطر على الرغم من إنفاق الدوحة أموالا ًطائلة لتجنب المزيد من الضغوط. ودعا البرلماني «دانيال كاتشينسكي» إلى «تعاون البريطانيين مع الحلفاء الخليجيين لحل أزمة قطر، نظراً لأن أوروبا بدأت تلتفت جدياً لحواضن الإرهاب مثل قطر». وذكر «كاتشينسكي» أن قيمة المؤتمر تتمثل في كونه يمهّد لموقف رسمي وشعبي أوسع يهدف لممارسة الضغوط على قطر لمراجعة سياسة دعم الإرهاب، مشيراً إلى أن الانفتاح الأوروبي على معارضين قطريين رسالة قوية للدوحة بأنها إذا لم تعدل سياستها فإن البدائل قائمة. وعلق بعض المشاركين في المؤتمر السياسي البريطاني البارز اللورد بادي أشدون:«إن السياسات التي ينتهجها النظام الحاكم حالياً في قطر خطيرة إلى أقصى حد». ورأى النائب دانييل كوزينسكي إنه من الضروري فهم الكيفية التي تمكنت بها دولة صغيرة مثل قطر من شق الصف في هذه المنطقة. وقال المندوب الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة «بيل ريتشاردسون» إن قطر تدعم الإرهاب وتحاول اللعب على كل الحبال، وستدفع ثمن سياستها الحالية. تشكيل معارضة قطرية في المنفى حدث لم يتوقعه نظام قطر، خاصة أنه جاء بهذه الانطلاقة القوية من لندن، حيث الإعلام المفتوح، وحرية الاجتماعات. المعارضة ستتوسع، ولا شك أنها ستستفيد من إساءات النظام القطري لنفسه، والذي أصبح يفقد توازنه، ويسيء لسمعته. هناك مؤتمرات دولية يتم عقدها لمكافحة الإرهاب الذي تدعمه قطر منها مؤتمر «وارسو»، الذي انعقد تحت عنوان:«تأسيس الحركة العالمية لمكافحة إرهاب قطر»، وفيه تحولت تفاصيل الجلسة لتظاهرة ضد قطر، في منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، تم خلالها، فضح الممارسات القطرية العدوانية، تجاه دول المنطقة، شارك فيها 40 سفيراً يمثلون الاتحاد الأوروبي ودولاً أجنبية أخرى.