يبدو أن من يرغبون في ترحيل «الحالمين» ليسوا كثيرين، فحتى عتاة الداعين إلى تقليص الهجرة يرغبون في تقنين أوضاع هذه الفئة من المهاجرين الذين لا يحملون أوراقاً رسمية، على أن يكون ذلك التقنين في إطار صفقة شاملة. ويكفي ذلك لتأكيد أن كثيراً مما يُقال حول «الحالمين»، ممن قدموا إلى الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية قبل أن يبلغوا 16 عاماً، مجرد حملة دعائية فارغة. فمثلا، يتردد كثيراً أن الرئيس السابق باراك أوباما أفاد مؤخراً بأن زهاء 690 ألف «حالم» حضروا إلى الولايات المتحدة بصحبة آبائهم، غير أن القدوم بصحبة الآباء ليس شرطاً لتأهيل هؤلاء للحماية بموجب البرامج الحالية، ومنها برنامج أوباما «داكا»، بل يكفي أن يكون المهاجر دخل بطريقة غير شرعية قبل بلوغ 16 عاماً، وحتى وإن كان من دون رغبة والديه. ويُقال كذلك إن «الحالمين» أفراد في الجيش، أو طلاب في المدارس الثانوية والجامعات، وهذه مبالغة، وكل ما يتطلبه الأمر أن يكون «الحالم» مسجلاً بإحدى المدارس الثانوية، أو بدورة «بديلة» على شبكة الإنترنت، أو فصل لتعلم الإنجليزية. وفي ظل برنامج «داكا» المعلق حالياً، لم يكن يتعين أن يظل «الحالم» مسجلاً في تلك الدورات. ولا يبدو أن «الحالمين» يتمتعون بمهارات مرتفعة، وقد أظهر استطلاع لعدد من المنظمات الداعمة ل«الحالمين»، أن معظمهم غير ملتحقين بالمدارس، وغالبيتهم يعملون، ومتوسط أجورهم للساعة 15.34 دولار فقط، ما يعني أنهم ينافسون الأميركيين من أصحاب المهارات المتدنية. ورغم ذلك، إذا ما تعاملنا مع «الحالمين» جملة واحدة، وليس الأكثر استحقاقاً منهم، فهم يمثلون مجموعة من المهاجرين المستحقين لأن يكونوا مواطنين. لكن السبب في عدم إبداء البعض للتعاطف معهم، ورفض تقنين أوضاعهم، يرجع أحياناً إلى أن التعاطف المجرد له آثار جانبية ضارة، من وجهة نظرهم، كأن يحفز بعض الأسر في الخارج على إرسال أبنائها دون الـ16 إلى الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية لنيل الجنسية الأميركية. ميكي كاوس: كاتب أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»