طهران تحوّل سوريا قاعدة إيرانية..ونصرالله يزعزع استقرار العراق «جيروزاليم بوست» في مقاله المنشور بـ«جيروزاليم بوست» يوم الثلاثاء الماضي، وتحت عنوان «لماذا تحتاج إسرائيل الاستعداد لتجهيز أميركا في صراعها المقبل داخل سوريا»، أشار «إيرك ماندال» إلى أن تل أبيب تمكنت من تدمير منشأة نووية سورية، ومن الطبيعي الاعتقاد بأن إسرائيل ستكرر هذا العمل إذا رصدت أجهزتها الاستخباراتية أنشطة نووية إيرانية داخل سوريا. إسرائيل ستجري خلال الأيام العشرة القادمة مناورات من خلالها تقوم بمحاكاة ظروف حرب بينها وبين «حزب الله»، وذلك ضمن مناورة حربية هي الأكبر في إسرائيل منذ 20 عاماً. التدريبات العسكرية يفترض أنها ستحاكي ميدان حرب داخل لبنان، لكن الجبهة السورية لا تزال مفعمة بالمشكلات، لا سيما وأن «حزب الله» وإيران يتموضعان داخل سوريا مع قوات النظام السوري. ويقول الكاتب إنه بعد حوارات أجراها مع محللين متخصصين في مجالات الأمن والاستخبارات زاروا الحدود اللبنانية والسورية، أصبحت لديه ثقة بأن إسرائيل مهتمة جداً بمواجهة الوجود الإيراني داخل سوريا، والتصدي لعدوان «حزب الله» وقواعد الصواريخ الإيرانية بالمناطق التي تحظى بحماية روسية داخل سوريا. ويخشى الكاتب من أن الاتفاق التكتيكي الخاص بالتفاهم بين روسيا وإسرائيل تجاه العمليات العسكرية التي تجريها تل أبيب داخل سوريا مستهدفة من خلال شحنات الأسلحة المتجهة إلى «حزب الله» قد بات عرضة للخطر، وذلك لأن الوضع في سوريا يسير في صالح الأسد وسوريا وإيران، كما يبدو أن التهديدات الأمنية التي تتعرض لها إسرائيل لم تعد تحظى بأهمية كبيرة لدى الروس. ويرى الكاتب أنه قد بدا واضحاً أن إدارة ترامب وافقت على ترك الأمر لروسيا كي تعزز الأخيرة اتفاقية منع التصعيد التي تضفي شرعية على الوجود الإيراني الحالي في سوريا. وحسب الكاتب، أذعنت الولايات المتحدة لوجود إيراني على مسافة تقل عن 10 كيلومترات من الجولان أي قرب الحدود السورية الإسرائيلية، تطور يغير- حسب الكاتب- أوراق اللعبة، كونه سيسمح لإيران و«حزب الله» بضرب إسرائيل من داخل سوريا، وفي الوقت نفسه يتفادى الحزب التصعيد الإسرائيلي داخل لبنان. وضمن هذا الإطار يقول الجنرال الإسرائيلي المتقاعد «يوسي كوبرواسر» الرئيس السابق لوحدة البحوث في الاستخبارات العسكرية المدير العام السابق للشؤون الإستراتيجية بوزارة الدفاع الإسرائيلية، إن طهران تريد تحويل سوريا إلى قاعدة عسكرية إيرانية، وبذلك لن تهدد إسرائيل من مسافة تبعد قرابة 1300 كيلو متراً، بل تستطيع وضع قواتها على عتبة إسرائيل، ما يعد تغيراً دراماتيكياً في طبيعة التهديد الذي يتعين على تل أبيب مواجهته. «هآرتس» في تقريره المنشور بـ«هآرتس» أول من أمس، وتحت عنوان «التحرك الروسي مع حزب الله يكشف كيف أن سياسات ترامب في الشرق الأوسط تضر إسرائيل»، استنتج «زئيفي باريل» أنه، وللمرة الأولى، يقوم رئيس أميركي بوضع إسرائيل في موقف يجعلها مضطرة إلى تقسيم خططها الاستراتيجية كي تكون قادرة على التعامل مع خصمين. وحسب الكاتب، يستطيع الجيش الإسرائيلي هزيمة «حزب الله» في مناورة حربية ضخمة، لكن الواقع على الأرض يبدو أكثر تعقيداً من المناورات، فبعد أيام قليلة من لقاء أجراه نتنياهو مع الرئيس بوتين، ها هي روسيا تهدد باستخدام حق النقض «الفيتو» ضد قرار في الأمم المتحدة، تدعمه أميركا وإسرائيل، يشير إلى»حزب الله» كمنظمة إرهابية. روسيا هددت بعرقلة قرار من مجلس الأمن يتعلق بتجديد مهمة قوات الأمم المتحدة في لبنان «يونيفيل» إذا ورد في القرار ما يفيد بأن «حزب الله» منظمة إرهابية، وهو موقف يراعيه الكاتب على أنه يعكس مقاربة تلحق الضرر بمصالح إسرائيل الأمنية، ويوضح في الوقت ذاته مدى تباعد الموقف الروسي عن الإسرائيلي تجاه الترتيبات التي تتطلبها التطورات الراهنة في سوريا. «يديعوت أحرونوت» تحت عنوان «عندما يبرم نصر الله اتفاقاً مع سوريا»، نشرت «يديعوت أحرونوت» مقالاً لـ"سمادر بيري» استنتج خلاله أن الاتفاق الذي أبرمه نصر الله مع سوريا لنقل 300 مقاتل من «داعش» من الحدود اللبنانية- السورية، إلى الحدود السورية- العراقية،، يعطي مؤشراً جديداً على محاولات إيران تعزيز وجودها داخل لبنان، والاتفاق في حد ذاته خطوة مثيرة للقلق وتزعزع استقرار المنطقة قبيل انتخابات الرئاسة العراقية.»اتفاق التحرير» كما أسماه نصر الله، يهدف إلى إعادة تموضع مسلحي»داعش» من الحدود السورية- اللبنانية إلى منطقة «دير الزور»، القريبة من الحدود السورية- العراقية، وهي منطقة يسيطر عليها»داعش». عملية النقل هذه تعد شوكة في حلق حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، الذي يرى الآن كيف أن نصر الله المدعوم من إيران ينقل 300 مسلح من تنظيم «داعش» إلى ساحة قتال عراقية. ويبدو طهران ونصر الله يدركان أجندة الاستحقاقات السياسية في العراق، فانتخابات الرئاسة العراقية على الأبواب، ولم يتبق سوى أسابيع قليلة على استفتاء استقلال إقليم كردستان، الذي يتعرض لضغوط عراقية تركية إيرانية، ما يعني أن نقل 300 من إرهابيي «داعش» مع عائلاتهم بالقرب من الحدود العراقية، أشبه بصب مزيد من الزيت على النار في بلاد الرافدين. وحسب الكاتب من المؤكد أن»حزب الله»يقوم بتطهير السـاحة اللبنانية من «داعش» تمهيداً لقدوم عناصر من»الحرس الثوري» و «المستشارين» الإيرانيين، ما يعني أن طهران تسعى لتمديد بقائها داخل لبنان، وفق سيناريو سبق وأن حذر منه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسـين، ألا وهو خطر تدشين هلال شـيعي (يمتد من إيران إلى العـراق وسوريا ولبنان). إعداد: طه حسيب