«منصة عالمية لصناعة المستقبل»، وصف تستحقه دولة الإمارات العربية المتحدة عن جدارة واستحقاق، كيف لا؟ ودولتنا الفتية التي بهرت العالم بتجربة وحدوية ونهضوية وتنموية قلّ نظيرها من حيث سرعة الإنجازات وضخامتها وإتقانها، باتت مركزاً إقليمياً وعالمياً يحتضن مختلف المبتكرين والمبدعين وأصحاب الفكر التنموي والتطويري الخلاق في شتى الميادين، وينشر ثقافة الإبداع والابتكار ويرسخها في المنطقة والعالم، ويتبنى العديد من المبادرات والمشروعات والبرامج التي من شأنها تحفيز العقول النيّرة في مختلف أنحاء المعمورة وإطلاق طاقاتها الإبداعية الكامنة مخططاتٍ وأفكاراً تضيف إلى البشرية المزيد من الخير والسعادة. فصناعة مستقبل أفضل للبشرية هي الشغل الشاغل لدولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة التي تمتلك إحساساً عميقاً بالمسؤولية تجاه شعوب المعمورة أجمع، ولا تتوقف عن بذل أرفع الجهود بغية تحويل العالم إلى مكان أفضل، وتحقيق الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، ونشر الخير والسلام والسعادة والأمل في أرجاء العالم. كما أن دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة تعيان كل الوعي أن دولتنا الحبيبة هي جزء لا يتجزأ من المنطقة والعالم، وأن ضمان المستقبل الأفضل للبشرية هو صمام الأمان للعبور الآمن بأبناء الإمارات جيلاً بعد جيل إلى المستقبل الأكثر ازدهاراً وإشراقاً والذي ينتظرهم. ولا تغفل دولة الإمارات العربية المتحدة أن إعداد الكوادر الوطنية المتسلحة بأرقى العلوم وأحدث المهارات والتقنيات الإبداعية والابتكارية، وأسمى قيم الهوية الإماراتية الخالصة، هو السبيل الأنجع لصياغة مستقبل إماراتي أكثر نجاحاً وألقاً، والطريق الأقوم لترجمة رؤى الإمارات الطامحة، وضمن هذا الإطار، جاء تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، خلال رئاسة سموّه جلسة عصف ذهني مع فريق عمله بمكتبه بأبراج الإمارات، مؤخراً، أن «طموحات دولة الإمارات اليوم مختلفة.. ونحتاج أفكاراً مختلفة وكوادر مبدعة ودماء متجددة بشكل مستمر، لتحقيق طموحات شعبنا وتوقعات العالم من حولنا»، مضيفاً سموه: «نحن نقدّر دائماً من عمل ويعمل وسيعمل لدولة الإمارات.. وسنبقى في سعي مستمر لرفع مستوى معيشة مواطنينا والخدمات المقدمة لهم». وكعادته، كما حرص سموّه على تحفيز فرق عمله، خاطبهم قائلاً: «الإمارات اليوم هي مصدر للأمل.. ونموذج.. ولابدّ من أن نكون على قدر هذه المسؤولية». وفيما تعكس تصريحات سموه حرص القيادة الرشيدة على إشراك أبناء الوطن وبناته كافة في دفع عجلة التنمية الشاملة والمستدامة التي تشهدها الدولة، فإنها تؤكد كذلك أن الارتقاء بدولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها، هو الغاية الأسمى والأبرز التي تتصدر أولويات القيادة الرشيدة، حيث أكد سموّه أن «مشاريعنا القادمة كافة في الإمارات، لابدّ من أن تحمل مواصفات ومعايير تتوافق مع تنافسية الإمارات العالمية وسمعتها الدولية وتعزز في الوقت نفسه من رفاهية المواطنين واستفادتهم من مختلف التطورات الاقتصادية والاجتماعية التي تجري في الدولة». كما تترجم هذه التصريحات حجم الآمال التي تعقدها القيادة الرشيدة على أبناء الوطن وبناته، ولاسيّما فئة الشباب، في مواصلة النهوض بالإمارات حاضراً ومستقبلاً، ومدى ثقتها بأنهم على قدر هذه المسؤولية الوطنية العظيمة. ولا دليل أبلغ على هذه الثقة الغالية من الرؤى والجهود المتواصلة التي تبذلها القيادة بغية صناعة القيادات الشابة القادرة على حمل الراية والانتقال السلس والآمن بمكتسبات المسيرة الوحدوية والتنموية إلى مرحلة أكثر تقدماً من الإنجازات الرائدة على نحو يضمن تعزيز موقع الدولة الريادي في مختلف المجالات. وضمن هذا السياق، جاء إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مؤخراً، الرؤية الجديدة لمركز محمد بن راشد لإعداد القادة، وذلك في حفل تخريج دفعة جديدة من القيادات التنفيذية والحكومية والشابة، حيث قال سموّه: «اليوم نشهد تخريج دفعة جديدة من قيادات دولتنا، ونفخر بما تعلموه، وبما اكتسبوه من مهارات قيادية جديدة، ونفخر دائماً بأن قادة الإمارات هم نموذج يُحتذى به، ودولتنا مركز لصناعة قادة المستقبل في العالم»، مضيفاً سموّه: «نحن نستثمر في بناء الإنسان والقادة مَحَطّ اهتمامنا، فالقائد الكُفْء استثمار ناجح ومربح لحكومات المستقبل وبناء الأمم». إن الاستثمار في بناء الإنسان هو نهج إماراتي راسخ منذ إنشاء الدولة على يد الآباء المؤسسين، وهو إحدى أبرز أدوات صناعة المستقبل، فالإنسان المبتكر القادر على مواكبة التغييرات هو رهان الأمم والشعوب على بلوغ الغد الأفضل. ـ ـ ـ ــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.