في أكتوبر من عام 1921، وصل والدي الإيطالي الجنسية إلى الولايات المتحدة على متن السفينة «بروفيدنس». كان واحداً من 1800 مسافر من الدرجة الثالثة جاءوا بحثاً عن حياة أفضل في هذ البلد. وفي جزيرة إليس، كان كل ما يملكه 25 دولاراً، بينما كان ببساطة يعمل «مزارعاً». وقد أصبح والداي مواطنين أميركيين، ولكن والد أمي -جدي- الذي جاء من إيطاليا لكي يمكث معنا في مونتيري، بولاية كاليفورنيا، في مطلع أربعينيات القرن الماضي، لم يكن مواطناً أميركياً. وفي عام 1942، بعد الهجوم على بيرل هاربر، تم استهداف نحو 10 آلاف إيطالي يعيشون في المناطق الساحلية بكاليفورنيا لترحيلهم لأنه يشتبه في أنهم يمثلون تهديداً للبلاد خلال وقت الحرب. ولم يكن هذا الأمر ينطبق على المواطنين الأميركيين، ولكنه انطبق على جدي، وتم إجباره على تركنا. وكنت أبلغ من العمر أربع سنوات، ولكنني لا زلت أتذكر دموعي، وأنا أحاول فهم الأسباب التي جعلت جدي يترك أسرتنا. وبعد ما يقرب من 75 عاماً، لا تزال أميركا تفكر في إجلاء الأشخاص الذين، على رغم أنهم ليسوا مواطنين، يعيشون بصفة قانونية في الولايات المتحدة، ويخدمون كأعضاء منتجين في مجتمعنا. إن السكان المستهدفين هم الذين يسمون «الحالمين»، وهم شباب من الجنسين جاؤوا إلى الولايات المتحدة كأبناء لمهاجرين. لقد التحقوا بالمدرسة هنا، وتحدثوا الإنجليزية، ونشأوا كأميركيين. وفي عام 2012، أنشأت وزارة الأمن الداخلي برنامج «تأجيل الإجراءات بالنسبة للقادمين في مرحلة الطفولة» المعروف اختصاراً بـ«داكا» -لتوفير الفرصة لما يقرب من مليوني حالم للتمتع بحماية مؤقتة من الترحيل وفرصة للحصول على تصاريح عمل مؤقتة. ويتعين فحص هؤلاء الحالمين من خلال عملية تحقق قوية. وللتأهل لبرنامج «داكا»، يجب أن يكونوا قد دخلوا الولايات المتحدة قبل بلوغ سن السادسة عشرة، وأقاموا في هذا البلد منذ عام 2007، وأن يكونوا ملتحقين بالمدرسة أو تخرجوا ولا يشكلون أي تهديد للسلامة العامة. وقد أفادت تقارير بأن الرئيس دونالد ترامب يخطط لإنهاء برنامج «داكا» مع تأجيل أي عمليات ترحيل لمدة ستة أشهر، ما يعطي الكونجرس الوقت لوضع برنامج آخر يحل محله. وإذا تابع ترامب تهديده، يجب أن ينتهز الكونجرس الفرصة لتمرير تشريع من الحزبين، هو حالياً قيد النظر، للسماح للحالمين بالبقاء في أميركا. ومن شأن هذا التشريع أن يساعد على ضمان أن تنفق وزارة الأمن الوطني مواردها الخاصة بالهجرة على التهديدات الأمنية الحقيقية، مثل المشتبه فيهم كإرهابيين أو أفراد العصابات المدانين، وليس على أفراد لديهم الرغبة في العيش هنا، ودفع الضرائب والمساهمة في المجتمع. ومن الأسباب التي تجعلنا نبقي على «الحالمين» في هذا البلد أنهم يقدمون مجموعة متميزة من الشباب الذين يشاركون في الخدمة الوطنية، بما في ذلك الخدمة العسكرية. وفي تقرير عن الخدمة الوطنية أصدره معهد «بانيتا» للسياسة العامة، خلصنا إلى أن الروح الوطنية والشعور بالهدف يتناقصان بين الشباب الأميركي، ولكن برامج الخدمة الوطنية هذه توفر الترياق: فرصة للشباب للعطاء في مجتمعاتهم، وتعزيز الروابط مع بعضهم بعضاً وكسب المال للالتحاق بالكليات وتنمية مهاراتهم. لقد أظهر الحالمون اهتماماً فائقاً بالخدمة العسكرية والوطنية. كما شارك العديد من المستفيدين من برنامج «داكا» في هيئة تدريب ضباط الاحتياط للشباب، بحسب ما ورد في خطاب أرسله السيناتور الديمقراطي في ولاية إلينوي «ريتشارد دوربين» للبنتاجون. وعلى سبيل المثال، فإن أحد المستفيدين الذي جاء إلى الولايات المتحدة من فنزويلا وهو في سن التاسعة كان ضابطاً من الطبقة الرابعة العليا وقائد جمعية الشرف الجوي في وحدته بالهيئة. وفي عام 2014، بدأت وزارة الدفاع في السماح لمجموعة فرعية صغيرة من المستفيدين ببرنامج «داكا» ممن لديهم مهارات متخصصة بالالتحاق بالجيش، بعد أن ذكر الآلاف من غير المواطنين أن لديهم الرغبة في القتال والموت من أجل بلادنا. واليوم، هناك بضع مئات من المستفيدين من برنامج «داكا» يخدمون في الجيش، وإذا تم إلغاء هذا البرنامج، فمن الممكن أن يواجه هؤلاء الجنود الترحيل الفوري. وحتى لو غير ترامب رأيه في اللحظة الأخيرة فيما يتعلق بـ«داكا»، فإن أفضل حماية للحالمين ستكون من خلال موافقة السيناتور جون ماكين (جمهوري- أريزونا) على السماح لقانون الحلم الذي أعده الحزبان وأشرف عليه السيناتور ليندسي جراهام بأن يكون جزءاً من قانون تفويض الدفاع الوطني. ليون بانيتا: وزير الدفاع الأميركي من عام 2011- 2013 ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»