مطالبات لواشنطن.. توحيد الرسالة إزاء بيونج يانج والاعتراف بتغير المناخ «واشنطن بوست» ضمن افتتاحية عددها ليوم الاثنين، حذّرت صحيفة «واشنطن بوست» من أن كوريا الشمالية أخذت تحرز تقدماً سريعاً ومقلقاً كقوة نووية وصاروخية، وذلك على خلفية التجربة النووية الأخيرة التي أجرتها بيونج يانج يوم الأحد. غير أنه أمام هذا «التحدي الجديد»، تتابع الصحيفة، كان رد بقية العالم، وفي مقدمته الولايات المتحدة والصين، مضطرباً وغير منسجم. الصحيفة أكّدت أنه لا يوجد حل عسكري لهذه الأزمة، محذّرةً في هذا الصدد من أنه على الرغم من تهديد الرئيس دونالد ترامب لبيونج يانج قبل بضعة أسابيع برد قوي وغاضب «لم يسبق للعالم أن رأى مثيلاً له»، فإن أي حرب تندلع ستطال سيؤول، التي لا تبعد سوى بنحو 56 كيلومتراً عن الحدود بين «الشمال» و«الجنوب». وإذ اعتبرت أنه لا بأس من إظهار القوة إذا كانت الغاية منها هي ردع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عن مزيد الأعمال الاستفزازية، فإنها ترى أن الخطر الذي يطرحه لا يمكن أن يُحل من خلال عمل استباقي أميركي من دون كلفة مرتفعة جداً تتحملها الكوريتان. وشدّدت الصحيفة على ضرورة أن تدرك إدارة ترامب ذلك الواقع، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنه على الصين ودول أخرى أن تتبنى بشكل فعلي عقوبات وتدابير أخرى ضد بيونج يانج، بما في ذلك عمليات إلكترونية، من أجل زيادة الضغط على كوريا الشمالية، معتبرةً في هذا الإطار أن الحزمة الأخيرة من العقوبات الأممية لن تكون ناجحة وفعالة إلا إذا طبقتها الصين فعلياً، خلافاً للمقاربة المترددة السابقة. وإلى ذلك، اعتبرت الصحيفة أن المفاوضات قد تكون هي الطريق إلى حل، على الرغم من سجل كوريا الشمالية الطويل في نقض الاتفاقات، كما تقول. غير أنها لفتت إلى أن فائدة المفاوضات في الوقت الراهن تبدو محل شك، معتبرةً أن الرد المناسب على الاختبارات النووية والصاروخية الأخيرة ليس اقتراح مفاوضات غير مشروطة. بل المطلوب، حسب الصحيفة دائماً، هو «رسالة موحدة ومنسجمة من الولايات المتحدة وحلفائها». «شيكاغو تريبيون» صحيفة «شيكاغو تريبيون» اعتبرت ضمن افتتاحية عددها ليوم الجمعة، أنه بعد التقدم الذي تم تحقيقه ميدانياً على صعيد محاربة تنظيم «داعش» في كل من العراق وسوريا، لا بد من بذل جهد مماثل على صعيد محاربة التنظيم المتطرف على صعيد شبكة الإنترنت. وقالت الصحيفة إن تنظيم «داعش» لم يُقضَ عليه بعد وإن أعضاءه ما زالوا موجودين في جيوب كبيرة من شمال العراق وسوريا، وخاصة في وادي نهر الفرات، وإن الحرب من أجل استعادة الأراضي التي يسيطر عليه ستستغرق بعض الوقت. لكنها أردفت قائلة إنه من الواضح أن التنظيم أخذ يفقد قبضته على الأراضي التي كان يسيطر عليها في السابق. وهو ما يمثل خبراً ساراً من دون شك؛ غير أن «العالم لا يمكنه التهاون وتخفيف الضغط على ما يُعتبر أخطر تهديد متطرف»، وذلك على اعتبار أن الخطر الذي يطرحه هذا الأخير يتجاوز حدود الأراضي التي يبسط سيطرته عليها بسبب قدرته الإلكترونية على تشجيع خلايا وذئاب منفردة في أوروبا والولايات المتحدة وعبر العالم. كما أن أدواته تطورت وتكيفت مع اشتداد الخناق الدولي عليه في معاقله بالعراق وسوريا؛ حيث أخد أتباعه يعتمدون على وسائل بسيطة مثل الهجوم بوساطة سكين أو استخدام مركبة مسرعة كوسيلة لقتل الراجلين، على غرار الهجمات التي شهدتها في الأشهر والسنوات الأخيرة مدن برشلونة ولندن واستوكهولم وبرلين ونيس. ثم ختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن الولايات المتحدة أمدّت الجنود العراقيين والمقاتلين الأكراد والعرب بالأسلحة والضربات الجوية التي يحتاجونها من أجل استعادة مدن وبلدات يسيطر عليها «داعش»، وهو ما حقّقت فيه واشنطن نجاحاً نسبياً حتى الآن، لكنها شدّدت على ضرورة أن تنجح إدارة ترامب أيضاً في القضاء على نشاط التنظيم ودعايته على الإنترنت عبر العالم، مضيفة أن «القتال ضد (داعش) هو قتال متعدد الجبهات» وأن «المعركة في المشهد الإلكتروني أساسية تماماً على غرر المعركة الميدانية». «نيويورك تايمز» المحلل السياسي بصحيفة «نيويورك تايمز»، نيكولاس كريس، كتب ضمن عدد يوم السبت معلّقاً على الفيضانات التي ضربت مدينة هوستن ومناطق أخرى في ولاية تكساس الأميركية جراء إعصار هارفي، معتبراً أنه لا يمكن إجراء نقاش جاد حول «هارفي» من دون أن يكون ثمة نقاش حول تغير المناخ. وهو ما يُعتبر أمراً محرجاً بالنسبة للرئيس ترامب الذي «عبّر عن تشككه في تغير المناخ على تويتر أكثر من 100 مرة، بل وذهب إلى حد وصف تغير المناخ بأنه خدعة صينية»، بل أعلن قراره بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس لمكافحة التغير المناخي. الكاتب أكّد أن تغير المناخ حقيقة لا يمكن إنكارها، مشيراً إلى أن علماء المناخ متفقون على أن ثمة طريقتين اثنتين على الأقل يجعل تغيرُ المناخ الأعاصيرَ من خلالهما أكثر شدة وخطورة. أولهما أن الأعاصير تَنتج عن المياه الدافئة، وخليجُ المكسيك ارتفعت حرارته بدرجتين إلى أربع درجات فرنهايت. والنتيجة هي عواصف أكثر قوة وشدة. وثانية هي ارتفاع حرارة الهواء الذي يؤدي إلى حبس كمية أكبر من بخار الماء، وهو ما يؤدي بدروه إلى إنتاج العواصف لقدر أكبر من الأمطار. وهذا ما يفسر الزيادة الكبيرة في التساقطات المطرية الغزيرة. الكاتب عبّر عن استغرابه من بعض المسؤولين المنتخَبين الذين ما زالوا يقاومون فكرة العامل البشري وراء تغير المناخ. وقال: «علينا أن نتذكّر أننا محظوظون في العالم الغني. فنحن نفقد منازلنا بسبب تغير المناخ، لكن في مناطق كثيرة عبر العالم هناك عائلات تفقد ما هو أغلى وأهم: أطفالها الصغار». وعلاوة على ذلك، فإن تغير المناخ يزيد من خطر الحروب، وعدم الاستقرار، والمرض، والجوع في المناطق الهشة من العالم. والخطوة الأولى التي ينبغي اتخاذها من أجل الحد من الكوارث الطبيعية مثل «هارفي»، وفقاً لنيكولاس كريستوف، تكمن في تبني اتفاق باريس لتغير المناخ. أما الخطوة الثاني، فهي تحديد سعر للكربون، ربما من خلال ضريبة على الكربون تغطّي مداخيلُها التخفيضات الضريبية وجهود الإغاثة أثناء الكوارث.