عندما يفخر الوطن، قيادةً وشعباً، بأنه بُني وتأسس على يد شخصية استثنائية يقف العالم إجلالاً وإكباراً لصفاتها القيادية المتفرّدة، وحكمتها الباهرة، وإنجازاتها الإنسانية العطرة، وسجلّها التنموي المشرّف، تتجلى أعظم معاني الحب والولاء والعرفان والاعتزاز، وأصدقها، في ملحمة وفاء عزّ نظيرها تضيء صفحات التاريخ الإنساني بواحدة من أرقى السير البشرية وأكثرها إلهاماً للأمم والشعوب. فها هي دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي إطار إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2018 «عام زايد»، تخطو أولى خطواتها لتلبية هذا الاحتفاء الوطني الكبير بوالدنا وباني نهضتنا المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من خلال المبادرة التي كشفت عنها وزارة شؤون الرئاسة، بإقامة «صرح تذكاري» يخلد الذكرى المئوية لميلاد القائد المؤسس، طيب الله ثراه. هذا «الصرح التذكاري» الذي يجري العمل فيه حالياً ويقع عند تقاطع الشارعين الأول والثاني على امتداد شارع الكورنيش في العاصمة أبوظبي، ويمتد على مساحة 3.3 هكتار، يمثل منارة للأجيال الإماراتية المتعاقبة تنهل منها أعظم القيم الأصيلة التي غرسها الوالد زايد بكل حب وحكمة في عمق التكوين الإماراتي أرضاً وشعباً. وليس هذا فحسب، بل إنه سيشكل كذلك منارة عالمية تخلّد للبشرية ذكرى قائد استثنائي ارتبط اسمه بتوحيد صفوف شعبه وأمته وتعميق أواصر التقارب والتعايش بين مختلف شعوب المعمورة، وتلقي الضوء على شخصية عظيمة اقترن اسمها بالخير والعطاء، فامتدت أيادي «زايد الخير» و«إمارات الخير» إلى كل من يحتاج إليها شرقاً وغرباً. فلا شك في أن هذا الصرح التذكاري الذي سيمثل إضافة نوعية لاحتفاء الإمارات بـ«عام زايد» سيكون وجهة مشرقة تستقطب مواطني الإمارات والمقيمين على أرضها الطيبة، إلى جانب ملايين الزوار الذين يتوافدون إلى دولتنا الحبيبة بشكل مستمر، يطّلعون من خلالها على المآثر المضيئة لوالدنا زايد وإرثه الخالد في تحويل العالم إلى مكان أفضل للجميع. كما أن هذه الوجهة الملهمة ستمثل مدرسة مفتوحة تمكّن جميع مرتاديها من نهل أعظم الدروس، واستقاء أروع العبر مما حفلت به التجربة الوحدوية والنهضوية العبقرية التي أرسى قواعدها الوالد الراحل، مخلّداً اسم الإمارات على الخريطة العالمية، بوصفها واحة للخير والعطاء والسلام والتسامح، ومرسّخاً نهجاً متفرّداً في القيادة والريادة تتشبث به قيادتنا الرشيدة، ممثلةً في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، على نحو يمضي بالإمارات وشعبها نحو ارتقاء المزيد من قمم التقدّم والسعادة. إن فخرنا في دولة الإمارات، قيادةً وشعباً، بوالدنا زايد، هو فخر متجدّد مع كل يوم تشرق فيه شمس الإمارات على إنجاز سياسي واقتصادي وعلمي وثقافي واجتماعي وإنساني وتنموي جديد، وهو فخر مستحق لـ«حكيم العرب» الذي وهب العرب صورة جميلة ناصعة البياض في سائر بقاع الأرض، فمثّل خير من يعكس تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وجوهر القيم العربية وأصالة الأخلاق الإماراتية. وضمن هذا الإطار، جاء قول معالي أحمد جمعة الزعابي، نائب وزير شؤون الرئاسة، بهذه المناسبة الوطنية العزيزة: «إن من حق الشيخ زايد علينا، رحمه الله، والأجيال القادمة من أبناء هذا الوطن والأمة، أن نوفيه حقه، وأن نعترف له بما قدم من خير بتخليد اسمه في التاريخ، ليذكره الجميع جيلاً بعد جيل، رمزاً للإنسانية والوحدة التي قدم في سبيلها كل جهد يمكن أن يقدمه قائد لوطنه وأمته، فهنيئاً له، رحمه الله، حبه الذي غمر قلوبنا ووجداننا ووجدان كل ذي قلب حي». ومن حقنا أن نعتز بوالدنا زايد -طيب الله ثراه- وأن نفخر بمسيرته العظيمة، فهو رمز خالد من رموز النقاء الإنساني الذي بات العالم أحوج ما يكون إلى إحيائه ليتجاوز التحديات الصعبة التي باتت محدقة به، فبتخليد ذكرى زايد نجدد العهد لأجيال البشرية الحالية والقادمة، بأن دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادتها الرشيدة، وشعبها الوفي، ستبقى كما أراد زايد لها أن تكون، منارة للحق والعدل والخير على امتداد الزمان. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية