في كل مرة تقع فيها كوارث طبيعية تكون ثمة حاجة ماسة لتقديم المساعدة من خلال التبرع لمن هم في حاجة إليها. وكيفية المساعدة هي مسؤوليتنا اليوم لضحايا إعصار «هارفي». ولسوء الحظ، بعض من أكبر وأكثر الجمعيات الخيرية المعروفة تواجه مصاعب في الكفاءة أو الفعالية في مواجهة مثل هذه التحديات الطارئة. ويأتي الصليب الأحمر الأميركي على رأس هذه الجمعيات، كما رزينا بعد إعصار كاترينا وإعصار ساندي المدمر وزلزال هايتي. وفي سلسلة من المقالات، خلصت مؤسسة «برو ريبابليكا» إلى عدد من الأمور التي كانت مزعجة للغاية بشأن فعالية الصليب الأحمر الأميركي. ولا يقتصر الأمر على أن هذه الجمعية الخيرية لا تتمتع بالشفافية فيما يتعلق بكيفية استخدام أموال المانحين، ولكنها كانت مضللة أيضاً بحسب المنتقدين. ولاحظوا أن الصليب الأحمر الأميركي، على العكس من بعض الجمعيات الخيرية الأخرى، لديه عقد تأسيس في الكونجرس. إنني لست الوحيد الذي أحث القراء على التفكير مرتين بشأن التبرع عبر الصليب الأحمر الأميركي. فالعديد من وسائل الإعلام الرسمية كتبت هي أيضاً عن الأسباب التي تجعل بعض المتبرعين يحجمون عن تقديم أموال للصليب الأحمر. وبدلاً من أن تقوم جمعية الصليب الأحمر الأميركي بإصلاح نفسها، لا تزال تدار بنفس الفريق الإداري الذي لم يتقن الاستجابة لأعاصير كاترينا وساندي وزلزال هايتي. وهذا الافتقار إلى المسؤولية من جانب الإدارة هو ظاهرة جديدة نسبياً. فعندما لم يتقن الصليب الأحمر الاستجابة لهجمات 11 سبتمبر، استقالت رئيسة المؤسسة الخيرية تحت ضغط من مجلس الإدارة (لتحصل على راتب قيمته 1.9 مليون دولار ومكافأة نهاية خدمة). ومن المثير للأسف، أن أوجه القصور التي تعاني منها المؤسسة كانت معروفة على مر الزمن. فقبل فترة طويلة من هجمات 11 سبتمبر، كان نجم فريق بيتلز «جورج هاريسون» يتوخى الحذر من استخدام مؤسسة الصليب الأحمر الأميركي لتوزيع عائدات حفلته لصالح بنجلاديش. وكل ذلك يعيدني إلى القيادة الحالية لقيادة الصليب الأحمر: لماذا لا يزالون هناك؟ إنني آمل أن تقوم منظمة الصليب الأحمر الأميركي بتنظيم عملها وتحسين أدائها. وإلى أن يتم ذلك، فسأتوخى الحذر عند تقديم تبرعاتي، لصالح المحتاجين. باري ريثولتز: كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»