حققت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها في سبعينيات القرن العشرين، تطوراً لافتاً في قطاع التعليم، على نحو جعل هذا القطاع أحد أهم أركان مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة التي تشهدها الدولة. فقد أولى الآباء المؤسسون، وعلى رأسهم الوالد القائد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التعليم أهمية كبيرة، بل وضعوه في صدارة اهتماماتهم وأولوياتهم، ورسخوه كجوهر ملحمة الاتحاد والنهضة التي أطلقوها، وذلك إدراكاً منهم أن التعليم هو حجر الأساس لبناء المواطن الإماراتي القادر على النهوض بالوطن في مختلف المجالات عبر الأجيال المتعاقبة، وإيماناً منهم بأن الاستثمار في الإنسان هو خير استثمار في حاضر الوطن ومستقبله. وقد واصلت قيادتنا الرشيدة في ظل حكمة وتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، النهج السديد ذاته، من خلال ما تتبناه من رؤىً ريادية وتبذله من مساعٍ كبيرة بغية تطوير قطاع التعليم في الدولة والارتقاء به، على نحو يوازي خطوات الدولة الواثقة نحو تجسيد رؤاها التنموية الطامحة، وفي مقدمتها «رؤية الإمارات 2021»، و«مئوية الإمارات 2071». واليوم، ومع بدء دوام الهيئات التدريسية في مدارس الدولة، وقبيل انتظام أكثر من مليون طالب وطالبة على مستوى الدولة في العاشر من سبتمبر الجاري، فإن العام الدراسي الجديد 2017- 2018 سيمثل بلا شك فرصة جديدة لمواصلة الجد والاجتهاد والعمل والمثابرة، بما يصبّ في تطوير هذا القطاع الحيوي والارتقاء بالمنظومة التعليمية في الدولة على نحو يعزز من موقعها على خريطة التنافسية العالمية، ويلبي رؤاها التنموية التي لا يمكن تجسيدها إلا بمواصلة إعداد الكوادر الإماراتية المبدعة والمبتكرة والخلاقة في سائر المجالات وشتى الميادين. وضمن هذا الإطار، جاء تأكيد معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، أن المدرسة الإماراتية أصبحت أكثر تطوراً ومواكبة لأفضل النظم العالمية، مشيراً إلى أن الوزارة أجرت سلسلة من التحسينات المستمرة التي تأتي ضمن الجهود التطويرية لإضفاء أفضل المعايير والممارسات التعليمية على نظام التعليم في الدولة، بجانب وضع خطة شمولية لتهيئة البيئة المدرسية المواتية، استعداداً لعامٍ دراسي جديد محفز وجاذب لعناصر العملية التعليمية، وذلك خلال الإحاطة الإعلامية التي عقدها معاليه في مقر الوزارة، مؤخراً، بحضور معالي جميلة المهيري وزير دولة لشؤون التعليم العام، وقيادات الوزارة، للتعريف بآخر مستجدات التعليم، وما أجرته الوزارة من تحضيرات واستعدادات للعام الدراسي الجديد 2017-2018. وإزاء الخطوات التطويرية التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم قبيل انطلاق العام الدراسي الجديد، أكد معالي حسين الحمادي، تعيين 1576 معلماً ومعلمة للعام الدراسي الجديد 2017-2018 للتخصصات كافة، فيما بلغ عدد التعيينات من المهندسين العاملين في السلك التعليمي 7 مهندسين، وفق مبادرة استقطاب أفضل الخريجين، أما عدد المرشحين للتعيينات من منظومة علم لأجل الإمارات فقد وصل إلى 19 معلماً ومعلمة لرياض الأطفال واللغة العربية، كاشفاً عن تعيين 22 معلماً، واختصاصيَين اثنين لمبادرة تطبيق اللغة الصينية المخصصة للصف العاشر التي ستطبق بدءاً من العام الدراسي الجديد. وبيّن معالي الحمادي أن الخطة الدراسية الجديدة ستتضمن 90 دقيقة أسبوعياً مخصصة للأنشطة التي تصبّ في العملية التعليمية، وتركز على الطالب والمعلم والبيئة المدرسية المحفزة، لافتاً كذلك، إلى إجراء الوزارة تطويراً جوهرياً في مواد الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية، ومشدداً على أن الوزارة ستواصل ما بدأته من خطوات بهدف تعزيز التكنولوجيا في العملية التعليمية وتطوير البيئة التعليمية الذكية في المدارس. ولا شكّ في أن هذه المستجدات التطويرية التي تتبناها وزارة التربية والتعليم، سيكون لها انعكاس إيجابي على مسار الارتقاء بالمنظومة التعليمية في الدولة بشكل عام، بما يعزز جهود الدولة ويلبي تطلعات القيادة الرشيدة لبناء أجيال إماراتية متعاقبة تتسلح بأرقى المدارك وأنفع العلوم وأسمى القيم والأخلاق الإماراتية الأصيلة النابعة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والحضارة العربية العريقة، على نحوٍ لا يضمن تحصين أبنائنا وشبابنا ضد جماعات الفكر التضليلي المتطرف وحسب، بل يضمن كذلك إيجاد كوادر مواطنة مؤهلة وقيادات شابة قادرة على حمل الراية ومواصلة المسيرة في سائر مجالات التنمية واقتصاد المعرفة، وصولاً بالإمارات وشعبها نحو المستقبل الواعد الذي ينتظرها. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية