ليس هناك أي تراجع في الأخبار الخاصة بعلاقات ترامب بروسيا. فهي ما زالت تتصدر الصفحات الأولى للجرائد، وتحمل طابع الأخبار العاجلة. ولكن يبدو أنها لا تحتوي على أي شيء حول تواطؤ حملة ترامب مع روسيا. على الإطلاق! بل إنه، ومثلما أشار إلى ذلك على نحو بارع «ويليس كرومهولز» في تحليله المنشور بمجلة «ذا فيديراليست» الإلكترونية، فإنه «ما زلنا لا نملك أي دليل على أن ترامب تواطأ مع روسيا». لقد استثمرت وسائل الإعلام كثيراً جداً في نظرية التواطؤ المزعوم مع روسيا، ولكنها لم تنل مبتغاها. ولهذا، فإنها تتوق الآن للكتابة عن عمل «بول مانافورت» (مدير حملة ترامب الانتخابية السابق) لحساب أوكرانيا بين 2012 و2014 ومداهمة منزله في وقت سابق من هذا العام – كما لو كانت لأي منهما علاقة بترامب. وتهلل للاستدعاء الذي تلقاه مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين من المحكمة، ولأي شيء له علاقة من بعيد بلقاء ترامب الابن بالمحامية الروسية في برج ترامب. والآن، ها هي تروج لقصة حول محاولة مدير في إحدى شركات ترامب الحصول على مساعدة بخصوص مشروع متأخر في روسيا. ولكن ومثلما تُظهر التقارير، فإن المدير لم يحصل حتى على جواب. بل إن حقيقة أن الكريملن قابل محاولة التقرب هذه بالصد إنما يشير إلى أن ترامب وروسيا أبعد ما يكونان عن الشريكين المتواطئين. إن حرص وسائل الإعلام على نشر أي شيء له علاقة بترامب وروسيا، إلى جانب التلميحات والإيحاءات السلبية والادعاءات حول أفعال منافية للقانون غير ذات صلة، إنما يُبرز مدى يأسها وتوقها إلى الحفاظ على هذه القصة حية. وربما تكون قناة الـ«سي إن إن» أكبر مذنب في هذا الصدد، حيث تستضيف القناة المعادية لترامب على نحو مكشوف صفحة خاصة على الإنترنت بعنوان «تحقيق العلاقة بروسيا»، صفحة لا تعمل قائمة القصص والتقارير التي تتضمنها سوى على تأكيد حقيقة أنه لا وجود لأي دليل يفيد بحدوث أي شكل من التواطؤ. والواقع أنه يجب على وسائل الإعلام تلك أن تدرك هذا، ولكنها للأسف تأبى إلا أن تستمر في غيّها. إد روجرز* * مستشار سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»