عندما اكتشف «الأخوان ألين» «هيوستن» في عام 1836، أسسا المدينة عند ملتقى نهري «بافالو» و«وايت أوك بايو»، وسرعان ما أغرقت الفيضانات المباني كافة في المستعمرة الجديدة. وهكذا استمرت الأمور طوال القرن التالي، فقد عانت مقاطعة «هاريس» 16 فيضاناً كبيراً خلال الفترة من 1836 إلى 1936، وبعضها زاد منسوبه على أكثر من 40 قدماً، محولة شوارع مدينة «هيوستن» إلى أنهار جارية. وفي عام 1937، تأسست دائرة التحكم في الفيضانات، وبالتعاون مع فيالق المهندسين في الجيش الأميركي، اتجهت الدائرة إلى بناء سدود، وتعميق القنوات لإبعاد مياه الفيضانات عن مركز مدينة «هيوستن» والأحياء السكنية في أنحاء المقاطعة. وعلى مدار أكثر من نصف قرن، أبلت تلك الجهود بلاء حسناً في منع الفيضانات من اجتياح المنطقة، وعلى الرغم من ذلك، كانت هناك بالتأكيد بعض الأحداث المحلية المخيفة، مثل الأمطار الغزيرة التي حدثت في عام 1994، ودمرت مناطق في شمال هيوستن. وفي عام 2001، وقعت العاصفة الاستوائية «أليسون»، والتي وُصفت بأنها «عاصفة الخمسمائة عام»، ولاسيما أنها أغرقت أكثر من 73 ألف منزل. وفي الوقت الراهن، وقع الإعصار «هارفي»، الذي خلف أضراراً جسيمة إثر «فيضان الـ500 عام» وربما «1000 عام». ويعني ذلك إما أن «هيوستن» لم تعد محظوظة مؤخراً، أو أن شيئاً ما تغير بطريقة جذرية أفضى إلى احتمال وقوع مثل هذه الفيضانات الكارثية. وأكثر الأسباب الكامنة المحتملة التي تخضع للمناقشة بشكل كبير هي ارتفاع درجة حرارة الأرض، أو ما يعرف بالتغير المناخي، وعلى الرغم من أنه ليس من الواضح أنها أدت إلى زيادة تكرار حدوث العواصف الاستوائية، لكن يبدو أنها تسببت في فترات من الأمطار الغزيرة جداً. ومع ارتفاع مستويات البحار، ترتفع أيضاً مخاطر تكون عواصف وأعاصير، وإن لم يكن الأمر كذلك مع «هارفي» و«هيوستن». ويبدو أن هناك تغيراً جذرياً بدرجة أكبر، هو أنه في عام 1940، عندما بدأت جهود التحكم في الفيضانات، كان عدد سكان «هيوستن» زهاء 528 ألف نسمة، بينما يزيد الآن تعداد سكانها على 6.8 مليون. جاستين فوكس* *صحفي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»