بعد أن أضحى حجم الأضرار التي أحدثها إعصار «هارفي» واضحاً، يقيم المراقبون حالياً ردّ فعل الرئيس دونالد ترامب، وحتى الآن، يبدو جيداً. ومن الواضح أن البيت الأبيض بقيادة ترامب يفعل كل ما هو صواب، فالرئيس يولي الأمر اهتماماً فائقاً، وتبدو إدارته في موقع القيادة. وباستثناء قلة من المنتقدين الأكثر تعنتاً تجاه الرئيس، لم يشر أحد إلى أن ترامب لم يكن وراء ذلك. بيد أنني أتساءل حول ما إذا كان ذلك نتاجاً لتصرفات ترامب، أم أنه جهد وتركيز رئيس الأركان الجنرال «جون كيلي»، أم كلا الأمرين. ولكن بغض النظر عن ذلك، لا تزال الكارثة واقعة، والتعافي منها لم يبدأ بعد. وبالطبع، يخضع ترامب لتدقيق ميكروسكوبي من قبل وسائل الإعلام المتحيزة، والتي تبدو متلهفة للانقضاض على أية عيوب في مواجهته لإعصار «هارفي»، وحتى الآن، يبدو التعقيب الأكثر مصداقية هو ما قاله «جريج أبوت» حاكم ولاية تكساس «الجمهوري»: «إني أمنح الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ درجة الامتياز بداية من الرئيس وحتى أصغر موظف». لكن السؤال الذي يدور بخلد الجميع هو: كم سيصمد الرئيس؟ وهل سيفعل شيئاً يفسد اللحظة؟ وهل من الممكن أن يكتب تغريدة غير ملائمة؟ وفي الحقيقة، أرى أن ذلك ربما يكون الوقت المناسب لأتشاور مع صديقي وشريكي التجاري والحاكم السابق لولاية «ميسيسبي» «هالي باربور»، الذي كان واحداً من أبطال المواجهة في أعقاب إعصار كاترينا، والتسرب النفطي من «بي بي». وفي كتابه «عاصفة أميركا الكبرى»، يوضح «باربور» بالتفصيل مواجهة ولايته للإعصار، وسنوات التعافي التي أعقبته. وعندما سألته عن بعض الدروس المستفادة الأكثر أهمية، كان من بين أفكار «باربور» الأساسية أن تكساس ستستغرق سنوات كي تتعافى من تبعات تلك العاصفة، وعلى الولاية والحكومات المحلية أن تتعاون سوياً بقيادة حاكم الولاية، إذ لا يمكن لأحد آخر أن يتولى الدفّة. وفيما يتعلق بردّ البيت الأبيض، قال «باربور»: «على الحكومة الفيدرالية أن تكون شريكاً جيداً لتكساس مثلما فعلت من قبل بعد كاترينا وساندي». وحتى لو لم تفعل الحكومة الفيدرالية كل شيء كما ينبغي، لابد أن تكون حاضرة هناك وعلى المدى الطويل. إد روجرز محلل سياسي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»