هل تبدو محطاتنا التلفزيونية لا حيوية بها؟! لماذا لا يتم البحث عن سر نجاح القنوات الأخرى رغم كل الإمكانيات المتاحة والتسهيلات التي تقدمها الدولة لهذه المحطات؟ والمطلوب ليس إعادة صياغة ما تقدمه القنوات العربية الأخرى، بل الضروري هو البحث عن الجديد والجميل القادر على اختراع الأفضل والمتميز. لاشك أن الحياة تكتظ بتفاصيل يومية، وهذه التفاصيل ينبغي أن تكون محور انشغال هذه المحطات، خاصة أن وسائل التواصل الاجتماعي تسابق وسائل الإعلام التقليدية في رصد كل ما يدور من تفاصيل داخل المجتمع. تطوير التلفزيونات المحلية معناه تعزيز قدرتها على النجاح والتفرد، بحيث يتراكم لدينا رصيد كبير من المذيعين والمذيعات، القادرين والقادرات على صناعة الحوار، من خلال أسئلة بارعة تبحث عن الجديد وتطرح الحقائق بمهنية وخبرة تضيف للبرنامج ولمقدم البرنامج. والأهم هو إدراك أهمية هذه الشاشة، والحفاظ عليها، والتي يحذر البعض من أن الناس على وشك أن تهجرها بعد تغول وسائل الإعلام الاجتماعي، وهذا يلفت الانتباه إلى أن المعايير التي كانت مطبقة في الإعلام التلفزيوني تختلف الآن تمام الاختلاف عما هو سائد حالياً. ولذلك كان من الضروري جداً تطوير المحتوى وأدوات إرساله وتقديمه، ما يستوجب بالضرورة تغييراً في محتوى ومضمون وشكل البرامج والأجندات اليومية للأعمال التلفزيونية. لاشك أن التعامل مع القضايا الراهنة بجدية عامل أساسي في نجاح المحطة، وهو نجاح تتم ترجمته في عدد المشاهدين. وربما كان التراجع الملحوظ اليوم في أعداد متابعي محطات التلفزة يعود إلى غياب تقييم الجمهور، أو عدم الدقة في تحديد احتياجاته الفعلية من الجرعة الإخبارية اليومية. ولعل احتدام المنافسة بين وسائل الإعلام اليوم، بمختلف صنوفها، يعود إلى سرعة ولادة المعلومات، خاصة في زمن تصبح فيه المعلومة قديمة، لأنه مر عليها أكثر من نصف ساعة. والمحطات التلفزيونية في حاجة ماسة إلى تطوير وتحديث واستيعاب للقفزات التي تحدث كل ساعة في الإعلام والتواصل الاجتماعي، فالمسؤولية ليست تشغيل محطة بقدر ما هي تقديم محطة بشكل تنافسي قادر على حشد الجمهور.