ليس خفياً أن ردّ فعل أي رئيس على كارثة طبيعية يمكن أن يؤثر على حظوظه السياسية، وقد ساهم ردّ فعل أوباما على الإعصار «ساندي» بقوة في إعادة انتخابه عام 2012. وأما الموقف الهزيل الذي اتخذه جورج بوش الابن في مواجهة الإعصار «كاترينا» فقد كان جزءاً من تتابع الأحداث المدمرة في عام 2005 التي قوضت الزخم السياسي لفترته الرئاسية الثانية. وعلى الرغم من أن ردود الأفعال على الكوارث الطبيعية ليست وحدها هي ما يؤثر على شعبية الرئيس، فإنها تبرز دوره كزعيم وطني ورئيس يستحق التأييد، ومن ثم فإن القيام بزيارة في الوقت المناسب إلى موقع الكارثة في ظل خسارة الممتلكات والأرواح في كثير من الأحيان، يؤدي إلى حشد السكان وجمع الأموال وتقليص حالة البؤس واليأس. ولذا، أتوجه بنصيحة محددة إلى الرئيس دونالد ترامب، أولاً: تابع كل التغطيات الإعلامية عن كثب، وتحدث إلى حاكم ولاية «تكساس» الجمهوري «جريج أبوت»، ومدير وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية «بروك لونك» كثيراً. وإذا كان لا بد من «التغريد» على موقع «توتير» فـ«غرد» فقط عن العاصفة وتأثيراتها. ولا تلعب «الجولف» أو تخرج للتنزه، وتصرف كما يتصرف أي فرد في العائلة عند إخباره بقليل من التفاصيل عن مأساة تعرضت لها أسرته، وتجنب كل الجدليات الأخرى! وبعد ذلك، افعل كما فعلت في أعقاب فيضان «لويزيانا» الصيف الماضي.. اذهب واعمل بنشاط عندما يدعوك «أبوت». وأوجه نصيحة أخرى لزملائي في وسائل الإعلام: لا تسارعوا إلى تسييس «العاصفة». فيبدو أنها ستكون لها تداعيات مخيفة. وجاذبية السياسة المحلية بصورة عامة والرئيس على وجه الخصوص في كل قصة خبرية تبدو قوية في مثل هذه الأيام لدرجة أن الأمر يحتاج إلى عزيمة كبيرة بحيث لا نجعل من «الإعصار هارفي» الذي يضرب الآن ولاية تكساس مناسبة أخرى لمحاولة تسفيه ترامب أو تحطيمه سياسياً. ومن المهم أنه إذا أعرب الناس عبر الأثير عن أنهم يصلون من أجل ضحايا العاصفة، فأفسحوا المجال أمام هذه التعبيرات التقليدية، فهي ليست مجرد عاطفة، وإنما هي هبة حقيقية. هاف هويت: صحفي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»