هذا هو الشهر الذي كان من المقرر أن يقنع «الجمهوريون» فيه الناخبين بشأن إصلاح الضرائب. وبدلاً من ذلك، أخذ الرئيس دونالد ترامب «عطلة عمل» في منتجع الجولف الخاص به في نيوجيرسي، مهدداً بطمس كوريا الشمالية. أما رجلاه اللذان عهد إليهما بإصلاح الضرائب، وهما وزير الخزانة «ستيف منوشين» وكبير المستشارين الاقتصاديين «جراي كوهن»، فهما في اسكتلندا وهامبتونز. ويقضي معظم أعضاء الكونجرس من «الجمهوريين» عطلة أغسطس في محاولة لتجنب ناخبين ما زالوا غاضبين بشأن تشريعات الرعاية الصحية الفاسدة. وربما تكون محاولات الهروب هذه استعارة للمهمة الضريبية. وقد ذكر عضو مجلس الشيوخ السابق «بيل برادلي»، وهو القوة الدافعة وراء الإصلاح الضريبي الناجح الأخير عام 1886 «إنني متشكك للغاية في أن يكون هناك إصلاحات ضريبية حقيقية. ومن غير المرجح أن يكونوا مستعدين لإجراء التسويات الضرورية». ويصر البيت الأبيض وقيادات الكونجرس على أن «برادلي» مخطئ. وهم يتوقعون أنه سيكون من الأسهل التوصل إلى توافق في الآراء بشأن الضرائب أكثر من التركيز على الرعاية الصحية، وأن «الجمهوريين» سيكون لديهم دوافع للتوصل إلى حل توفيقي بعد فشلهم في إلغاء أوباما كير. حسناً، دعهم يجيبون على بعض الأسئلة: هل سيكون الإصلاح الضريبي حزبياً بحتاً؟ إنه يبدو كذلك. إن «الجمهوريين» يخططون لتناوله في إطار عملية خاصة تسمى مصالحة، والتي من شأنها أن تمكن مجلس الشيوخ من الموافقة من دون أصوات «الديمقراطيين»، بيد أن التاريخ يبين أن تمرير مشروع قانون رئيسي على أساس حزبي يكون معرضاً للفشل السياسي. وشروط الحصول على التأييد الديمقراطي - عدم خفض الضرائب للأثرياء أو إدخال تدابير تضيف إلى العجز الفيدرالي - هي غير مقبولة للكثير من «الجمهوريين». ويأمل الاستراتيجيون «الجمهوريون» في اختيار حفنة من «الديمقراطيين» بمجلسي النواب والشيوخ لخلق مظهر الاتفاق بين الحزبين. ويبدو أن التوقعات تبدو أفضل قليلا فيما يتعلق بالإصلاح الضريبي عما كانت عليه في الرعاية الصحية. هل المتطلبات الأساسية لمجرد التفكير في الإصلاح الضريبي – زيادة سقف الدين الفيدرالي وتمرير موازنة 2018 - تجعل العمل أكثر صعوبة؟ فيما يتعلق بهذه التدابير التي يجب اجتيازها، يصر اليمين الجمهوري على تعديلات تقضي بالتقليل من الإنفاق، حتى بالنسبة للاستحقاقات مثل الرعاية الطبية للفقراء، التي سيقاومها «الجمهوريون» الآخرون. وقد وافقت لجنة الموازنة بمجلس النواب على الموازنة، ولكن ليس هناك الأصوات اللازمة لتمريرها. فكيف سيتصرف الجمهوريون في هذه المسائل الجدلية وتحديد وسيلة للقيام بالإصلاح الضريبي. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»