بينما يقوم وزير الخارجية «ريكس تيلرسون» بجولة شرق آسيوية، يبدأ نائبه الأول في مهمة دبلوماسية خاصة به – مهمة تستهدف موظفي وزارة الخارجية. فقد خاطب نائب وزير الخارجية «جون سوليفان» نحو 450 من موظفي وزارة الخارجية في «مبنى البلدية» يوم الثلاثاء فيما تصارع الوزارة التخفيضات الحادة المقترحة في ميزانيتها، وتقرير وراء تقرير يؤدي إلى تراجع الروح المعنوية، وإعادة تنظيم هائل في هيكل الوزارة. وبعد ذلك، أدلى بتصريحات صحفية لتوضيح أن الأمور في الوزارة ليست بهذا القدر من السوء الذي تصوره الصحافة. وقال «إننا نبذل قصارى جهدنا»، مردداً الخط الذي يستخدمه البيت الأبيض للترويج لأدائه المثالي بعد نصف عام في السلطة. وأردف «إن الفكرة التي ظهرت في الصحافة ووسائل الإعلام فيما يتعلق بالوزارة الفارغة غير الفعالة، أعتقد أنها مخالفة للواقع». وقد أوردت دورية فورين بوليسي تقريراً عن المعنويات المنخفضة «تاريخياً» مع تيلرسون بعد إجراء مقابلات مع عشرات من المسؤولين الحاليين والسابقين بالوزارة. وقال العديد من المسؤولين ممن لهم عقود من الخبرة في الوزارة إن وضع الوزارة هو أسوأ ما رأيناه. كما رسمت منافذ أخرى صورة سيئة لسفينة بلا دفة. ومع الضغط عليه، اعترف «سوليفان» أن «هناك عناصر من الحقيقة في بعض هذه القصص، لكنها تم تحويرها بطريقة تجعلها تبدو وكأن الوزير بعيد كل البعد وسيء الإدارة». وكان «سوليفان» أثناء حدثيه للصحافة مثيراً للاهتمام، ويتمتع بجاذبية. وقد ذكر أحد مسؤولي الخارجية، أنه كان يتحدث بنفس الطريقة خلال اجتماعه مع موظفي الوزارة في مبنى البلدية. في أي مكان آخر من العالم، ما كان هذا ليثير الدهشة. بيد أنه تناقض صارخ لتصورات تيلرسون، الذي يحرص على الابتعاد عن الأنظار وعن الصحافة وعن العامة، علاوة على تحفظ وانفصال ولامبالاة بعض موظفيه. وبالنسبة لموظفي وزارة الخارجية الذين يثيرهم أسلوب تيلروسن في الإدارة، فقد أصبح سوليفان ملاذهم الوحيد، حيث نجح في اكتساب تقدير العاملين بالوزارة ،لأنه ببساطة يحسن الإنصات إليهم. بيد أن الأمر يحتاج لما هو أكثر من هجوم ساحر وتطمينات بشأن إعادة التنظيم، لكي تعود الوزارة الكائنة بحي «فوجي بوتوم» إلى المسار الصحيح. وفي حين أن المناصب العليا والمتوسطة يتم شغلها ببطء في وزارة الدفاع، ووزارة الأمن الداخلي وغيرهما من الوكالات الفيدرالية، لا تزال المناصب شاغرة في وزارة الخارجية. روبيي جرامر: صحفي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»