أثارت «أندريا جونز- روي» الشهر الماضي جدلاً اقتصادياً مثيراً للاهتمام على الموقع الإلكتروني «فايف ثيرتي إيت»، حيث زعمت أن اقتراح الرئيس دونالد ترامب بإعادة فرض حظر على سفر الأميركيين إلى كوبا ربما يساعد في الواقع اقتصاد تلك الدولة الجزيرة. وقالت: «إن كوبا لا تظهر سوى علامات قليلة على التنوع الاقتصادي: إنها بالفعل تعاني من هجرة العقول المحلية.. والحكومة ما زالت تدير معظم الاقتصاد.. ونظراً لعدم وجود تنوع، والفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء، وحقيقة أن الحكومة ستريد الاستفادة من التجارة السياحية المتنامية من خلال الفنادق التي ترعاها، فإن كل الدلائل تشير إلى أن السياحة ذات آثار عكسية»، ولكن هل يعني هذا أن اقتراح ترامب بحظر السفر إلى كوبا ربما يكون نعمة عليها؟ بالتأكيد لا. إن حظر السفر لن يمنع السياحة فحسب، ولكن أيضاً رحلات العمل، وهذا يعني أن كوبا لن تكون قادرة على جذب استثمارات أجنبية مباشرة من الولايات المتحدة، جارتها الأكثر ثراءً وقرباً. ومن المستحيل عملياً بناء مصنع أو مكتب في بلد ما إذا كنت غير قادر على إرسال أشخاص من المكتب الرئيسي. والاستثمار الأجنبي المباشر يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنمو الصادرات. وتوضح الدراسات التي أجريت في الصين أن الاستثمار الأجنبي المباشر يروج لمزيد من نمو الصادرات أكثر مما يفعل رأس المال المحلي، فالشركات متعددة الجنسيات الموجودة في البلدان المتقدمة تستخدم بلداناً أرخص كقواعد صناعية، ثم تقوم باستيراد المنتجات وتبيعها للعملاء الأثرياء. ويعد الاستثمار الأجنبي المباشر مهماً أيضاً لأنه يعمل كقناة لنقل التكنولوجيا والممارسات الإدارية من الدول الغنية إلى الدول الفقيرة، وعادة ما تجد الدراسات أن المصانع المملوكة للأجانب في الدول النامية تكون أكثر إنتاجية من المصانع المملوكة محلياً، وهناك أدلة واضحة على أن الاستثمار الأجنبي المباشر ينقل التكنولوجيا إلى السكان المحليين في أماكن مثل فيتنام وكينيا، ومن شأن حظر السفر إلى كوبا أن يقطع جزءاً كبيراً من هذا التدفق المفيد، ما يحتم عليها أن تعتمد على تكنولوجيا عفَّى عليها الزمن. وحتى إن كانت الشركات الكوبية ستتمكن من التصدير من دون الاستثمار الأجنبي المباشر، فإن حظر السفر سيظل يمنع التكنولوجيا والممارسات الإدارية من الانتشار من أميركا إلى كوبا وهذا له تداعياته السلبية أيضاً على اقتصادها. ------------------ نوح سميث* * أستاذ مساعد في دراسات التمويل بجامعة ستوني بروك ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»