لم يكن ذلك منذ فترة طويلة عندما تعهد المرشح الرئاسي «الجمهوري» قائلاً «سنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى». كان اسم هذا المرشح هو رونالد ريجان، الذي تعهد باستعادة العظمة الأميركية في أكثر مكان مناسب يمكن أن يتصوره: في ظل تمثال الحرية. من الجدير أن نتذكر كلمات ريجان في ذلك اليوم، فيما نناقش اقتراح إدارة ترامب بخفض الهجرة القانونية إلى النصف. كانت كلمات القصيدة المحفورة على تمثال الحرية تعبر عن الأرض الجديدة التي تستقبل المهاجرين إليها، لينسوا فيها ما عانوه من اضطهاد وظلم في أوطانهم ويبدؤوا حياة جديدة. وفي خطابه عام 1980، تبنى ريجان هذه القصيدة، وقال إن «مليون رجل وامرأة هم أول من وطأ الأرض الأميركية، على جزيرة«إليس»، بالقرب من تمثال الحرية... إنهم ساعدونا لبناء هذه المدينة الرائعة عبر النهر، وانتشروا في جميع أنحاء الأرض، ليبنوا مدناً وبلدات أخرى ومزارع منتجة بشكل لا يصدق. وجلبوا معهم الشجاعة والطموح، وقيم الأسرة والجيرة والعمل والسلام والحرية». ولم يتقبل «ريجان» فكرة الاقتصاد العقيم الذي سيتمخض عنه اقتراح ترامب الخاص بالهجرة، والذي يؤيد إقصاء العمال المولودين في الولايات المتحدة من قبل مهاجرين من ذوي المهارات المتدنية، الذين يأخذون وظائفهم ويخفضون أجورهم. وكان يعتقد أن المهاجرين، سواء أكانوا من المهرة أو غير المهرة، كانوا في غاية الأهمية في إطلاق العنان للنمو الاقتصادي الذي من شأنه أن يقود إلى ازدهار أكبر للجميع. ورفض ريجان رؤية جيمي كارتر.. فيما يتعلق بكعكة الاقتصاد التي تتقلص باستمرار، وكل منا يأخذ جزءاً صغيراً منها، ووعد بأن يكون لدينا كعكة أكبر، ويكون لكل فرد نصيب في شريحة أكبر. وقال: ( بإمكاننا أن نعيد إحياء هذا الحلم الذي جلب الكثيرين منا أو من آبائنا وأجدادنا إلى هذه الأرض). وفي الواقع، فإن البحث الأكاديمي بشأن الهجرة والوظائف يميل إلى تأييد رؤية ريجان. فقد وجدت دراسة أعدها "جيوفاني بيري"، أستاذ بجامعة كاليفورنيا، عام 2010 أنه "عندما ينمو الاقتصاد، فإن الهجرة الجديدة تخلق فرص عمل بأعداد كافية دون إلحاق ضرر بالعمالة المحلية، حتى على المدى القصير نسبياً وحتى بالنسبة للعمال المحليين الأقل تعليماً". وفي الواقع، فقد وجد بيري أنه على المدى البعيد،"تساعد الهجرة بشكل لا لبس فيه على تحسين العمالة والإنتاجية والأجور بالنسبة للمولودين في الولايات المتحدة أو المهاجرين على حد السواء". مارك إيه تايسين* ـ ــ ـ ـ *زميل معهد أميركان انتربرايز ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»