يأتي إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2018 عام زايد، بالتزامن مع ذكرى مرور مئة عام على ميلاد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي يصادف تاريخ توليه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في 6 أغسطس عام 1966، ليتيح لنا الفرصة لتسليط الضوء على جانب مهم ورئيسي في مسيرة حكم هذا القائد العظيم، وهو المسيرة التنموية الفريدة التي غرس بذورها منذ قيام اتحاد دولتنا الحبيبة، وها نحن اليوم نحصد ثمارها متجسدةً في تلك المكانة الاقتصادية التي باتت تتبوأها دولة الإمارات العربية المتحدة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ويعود الفضل في ذلك إلى الرؤية الاستشرافية المبكرة التي انتهجها الوالد المؤسس، رحمه الله تعالى. إن ما وصلت إليه الدولة اليوم من مكانة اقتصادية لم يأتِ من فراغ، وإنما نتج عن رؤية استراتيجية عمدت إلى تحقيق الاستدامة والشمولية، واستهدفت نمو وتطوير كل القطاعات، الصناعية والزراعية والتجارية والعقارية وغيرها، وهي التي أسهمت في رفد الحياة الاقتصادية في الدولة بمزيد من التنوع الذي يسهم في تحقيق عائدات أكبر وترسيخ مكانة أهم على الخريطة الإقليمية والعالمية. فقد أرسى المغفور له زايد، الدعائم الأساسية لتحويل الإمارات إلى مركز اقتصادي وتجاري عالمي، كان من بينها البنية التحتية بما فيها الموانئ والمطارات وشبكة الطرق والاتصالات المتطورة والتكنولوجيات الحديثة والمناخ الاستثماري الحر، بالإضافة إلى توظيف عائدات النفط في بناء اقتصاد قوي ومتماسك، ما أسس لقاعدة صلبة كانت بمنزلة الأساس الراسخ لتنمية اقتصادية شاملة تمهد الطريق أمام الدولة لتكون في مصاف الدول المتقدمة. لقد وضع مؤسس الدولة وباني نهضتها، معالم طريق واضحة للتنمية في المجالات كافة، لينعم كل من يعيش على أرض الإمارات برغد العيش والحياة الكريمة. وأهم ما يميز التجربة التنموية للإمارات هو الاهتمام منقطع النظير الذي أولاه القائد ذو الرؤية المستنيرة لبناء الإنسان والاستثمار فيه، والنابع من إيمانه بأن الإنسان المتسلح بالعلم والمعرفة والمتمسك بالقيم والمبادئ هو السبيل إلى تحقيق الرؤى والنهوض بالدولة، ومنذ الوهلة الأولى سخَّر جهوده للاستثمار في الإنسان وليس النفط، وتلك الرؤية الاستشرافية هي ما جعلنا اليوم في مأمن من الصعاب والتحديات المختلفة التي تفرض علينا، وباتت الإمارات نموذجاً ملهماً للكثيرين. إن إعلان عام زايد، يعد دفعة جديدة تضخ الحماسة في نفوس أبناء الأجيال الناشئة لاستكمال مسيرة هذا القائد العظيم، كما أن الحفاوة التي استقبل بها الوطن العربي، بل العالم أجمع، إعلان عام زايد، ما هي إلا دلالة على ما بناه هذا القائد الفذ من سمعة تزخر بالتقدير والحب، وهو ما يبرهن على أنه قائد قدَّم نموذجَ قيادة قلَّما يتكرر، مما خلّد اسمه لسنوات وعقود. وفي إطار الإشادة بالتجربة التنموية التي قدمها القائد زايد، طيب الله ثراه، أكدت فعاليات اقتصادية ورجال أعمال، أن إعلان عام زايد، يعد تأكيداً للمكانة الرفيعة والاستثنائية التي يتمتع بها القائد المؤسس في قلوب أبنائه. وأضاف الجميع أن المغفور له الشيخ زايد، أسس لتجربة تنموية شاملة لبناء الدولة، كان أهم دعائمها بناء الإنسان الذي وجد في قائده رمزاً عالمياً للحكمة والخير والعطاء. عندما أسس المغفور له الشيخ زايد، اتحاد الدولة، وظهرت أهدافه التنموية ورؤياه الطموحة إلى أبعد الحدود، شكك الكثيرون في إمكانية تحقيق تلك الرؤى التي كانت معجزة يصعب تحقيقها على أرض الواقع، واليوم وبعد مرور السنوات، برهنت دولة الإمارات، قيادةً وشعباً، للعالم أجمع، أنها لم تكن مجرد أحلام، بل كانت خطى مدروسة ورؤى تنموية شاملة، لم تغفل عن أي جانب من الجوانب التنموية، وتلك الأسس هي ما جعلنا على ما نحن عليه اليوم بفضل القائد المخلص لوطنه، حيث غدت الإمارات نموذجاً تنموياً فريداً يشار إليه بالبنان على مستوى العالم. وتستمر مسيرة التنمية المظفرة لدولة الإمارات بجهود القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. عن نشرة "اخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية