تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة حصدها مراتب ريادية ومتقدمة في العديد من المؤشرات والتصنيفات والتقارير العالمية في مختلف المجالات، ما يدل على قوة القدرة التنافسية للدولة على المستويين الإقليمي والعالمي، ويعكس مدى اهتمام القيادة الرشيدة التي أنعم بها الله، عزّ وجلّ، علينا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى رأسها، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالارتقاء بالإمارات وشعبها في مختلف فضاءات التقدم والتطوير والابتكار والإبداع بما يلبي أهداف الدولة التنموية، ويتقاطع مع حرص الإمارات على تكريس شعبها كأحد أسعد شعوب المعمورة على الإطلاق. ومؤخراً، جاء «مسح الابتكار المجتمعي العالمي» الذي أجراه معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا «MIT» وأعلنت نتائجه بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي ليظهر أن دولة الإمارات تأتي في قائمة أوائل دول العالم في الابتكار ومن أكثرها اهتماماً بالابتكار المجتمعي، وأن نحو 5% من مجتمع الدولة هم من المبتكرين، حيث صنفت نتائج المسح دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن قائمة أكثر 9 دول على مستوى العالم اهتماماً بالابتكار المجتمعي. ولا شك في أن هذا الشاهد الجديد على المكانة العالمية الرائدة التي تحظى بها دولة الإمارات العربية المتحدة في الابتكار عموماً، والابتكار المجتمعي خصوصاً، هو انعكاس للنوع وكمّ الخطط والاستراتيجيات والمبادرات والجهود المثمرة التي تقوم بها دولة الإمارات، في ظل التوجيهات السديدة للقيادة الرشيدة، لتبني الإبداع والابتكار أسلوب حياة إماراتياً يومياً، ونشر ثقافة الابتكار بين سائر عناصر وفئات المجتمع الإماراتي، بما يرفد مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة التي تشهدها الدولة بإنجازات متواصلة وسباقة في مختلف القطاعات والمجالات. إن نتائج المسح الجديد التي أظهرت أن نسبة كبيرة من المبتكرين في مجتمع الإمارات مهتمة بالابتكار في مجالات التعليم والصحة وبرامج الحاسوب وغيرها من الابتكارات ذات الاهتمامات المجتمعية، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أن المشمولين في المسح لديهم استعداد عالٍ للابتكار في مجالات أخرى متعددة، ما يعزز فرص زيادة ناتج الابتكار لتصبح الإمارات رائدة في هذا المجال ومن أكثر دول العالم ابتكاراً، جاءت لتؤكد صحة وقوة المسار الابتكاري الرائد الذي تتبناه دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً، وهو مسار يقوم أولاً وأخيراً على الاستثمار في طاقات العقول الإماراتية المبدعة بغية إيجاد أجيال وطنية مبتكِرة قادرة على الحفاظ على مكتسبات الوطن، والعبور به نحو المستقبل الواعد والمشرق. كما أن من أهم نتائج هذا المسح الباعثة على الاعتزاز والفخر، هو إظهارها كذلك تفوق المرأة الإماراتية وشغفها في مجالات الابتكار، حيث إن معظم المبتكرين في الدولة هم من النساء، عكس الدول الأخرى التي شملها المسح التي أظهرت تفوق أعداد الرجال المبتكرين هناك، الأمر الذي يدل على النهج الإماراتي الريادي في تمكين المرأة في مختلف المجالات والميادين، حيث تحظى المرأة الإماراتية باهتمام استثنائي من قبل قيادتنا الرشيدة التي تدرك كل الإدراك أهمية دور المرأة في المضي قدماً بالمسيرة الوحدوية التنموية للدولة، وقدرتها، شأنها شأن شريكها الرجل، على أن تكون عنصراً فاعلاً في تطوير مسيرة التنمية التي تشهدها الدولة في المجالات كافة: السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية والصحية وسواها. ولا شكّ في أن المراكز المتقدمة التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن نتائج «مسح الابتكار المجتمعي العالمي» لهي دليل على انسجام السياسات الحكومية وأهداف الاستراتيجية الوطنية للابتكار الساعية إلى جعل الدولة ضمن الدول الأكثر ابتكاراً عالمياً، كما أنها تعكس اهتمام الحكومة بالمبتكرين في المجتمع وحرصها على اكتشاف قدراتهم ومواهبهم ودعمهم وتعزيز الدور الذي يمكن أن يقوم به الأفراد لترسيخ مسيرة الابتكار في الدولة والمضي قدماً بمسيرة التنمية الشاملة والمستدامة. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية